كتب: محمد يسري
أثار التقرير الصادر عن أجهزة المخابرات النمساوية نهاية الشهر الماضي العديد من التساؤلات حول مصادر تمويل تنظيم الإخوان الإرهابي في الداخل والخارج. وحذر التقرير الذي أعده جهاز الاستخبارات النمساوي بالتعاون مع صندوق التكامل والمكتب الفيدرالي لحماية الدستور ومكافحة الإرهاب من خلق دولة موازية في المجتمع النمساوي، وأشار إلى أبرز الشخصيات التابعة لجماعة الإخوان التي عملت على الأراضي النمساوية ومنهم القيادي الاخوان رجل الأعمال يوسف ندى الذي دعم وجود أعضاء الجماعة في مدينة "جراتس النمساوية"، وكذلك أيمن علي كبير مستشاري المعزول محمد مرسي والذي كان يعمل إماما بأحد مساجد مدينة "جراتس".
وأشار التقرير إلى أن المنظمات التابعة للجماعة في أوروبا قدمت الدعم اللازم لتمكين الإخوان في الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية، وأن هذه الجهات أصبحت تمثل خطرا على المجتمع الأوربي حاليا. في حين أكد الباحث في مركز الدراسات الأمنية بسويسرا، الدكتور لورينزو فيديو، في كتابه "الإخوان المسلمون الجدد في الغرب"، أن "اجتماع السياسيين الأوروبيين مع المنظمات المتطرفة كان من شأنه إضفاء الشرعية على تنظيم الإخوان، وتعاظم قوة تأثيرهم السياسي في المجتمع الألماني، عن طريق المؤسسات الإسلامية العديدة التي تشرف على المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية في أكثر من 30 مدينة ألمانية"، مشيرًا إلى أن "العديد من كوادر الإخوان احتل مواقع بارزة في ألمانيا، مما وطد من نفوذهم وجعل من ألمانيا قاعدة لانطلاقهم إلى أوروبا".
وأشارت التقارير إلى أن التبرعات هي الأساس التي يعتمد عليه قيادات الجماعة التي باتت تسيطر على أغلب المراكز الإسلامية في أوروبا، خاصة في ألمانيا التي يعملون بها تحت راية " رابطة المسلمين في ألمانيا. أما في مصر فالحال كما هو عليه في أوروبا، التبرعات هي الباب الأوسع للجماعة الإرهابية في تحصيل الأموال التي ينفذون بها مشروعاتهم وعملياتهم، وهو ما أكده أحد المستفيدين من الدعم المادي للجماعة والذي أصر على عدم إعلان اسمه خوفا من بطشها. وأكد الإخواني المنشق أنه كان يمر بضائقة مالة اضطرته إلى اللجوء للاقتراض من أجل فتح مكتبة لتجارة الأدوات المدرسية، ولكنه عجز عن الحصول، وقال: إن أحد "الأخوة" عرض عليه إقراضه ضعف المبلغ الذي كان يسعى للحصول عليه رغم معرفته بأن إمكانياته المادية ضعيفة للغاية، وبالضغط عليه تبين أن هذه الأموال من "الجماعة" وأن المطلوب منه فقط "تشغيلها" على أن يعيد رأس المال حين يطلب منه.
وأضاف: أن هذه الواقعة كشفت أمامه الكثير من الوقائع، وأكد أن جميع الأعضاء الرسميين في الجماعة أي الذين ارتبطوا بالبيعة للمرشد يقدمون اشتراكا سنويا بنسبة معينة من راتبهم قد تصل إلى 5%، وأوضح أنه اشترك في جمع تبرعات لأحداث وهمية من تحت اسم تجهيز غير القادرات على الزواج، وتوفير العلاج للمرضى وغيرها من أعمال البر، مضيفا أنه اكتشف أن الفقراء الذين تم جمع هذه الأموال باسمهم لا يحصلون منها إلا على أقل من 10% والباقي للجماعة.
وقال إن الإخوان تستغل أي مناسبة أوكارثة تحدث في أي دولة إسلامية لجميع الأموال بحجة مساندة "أخواننا المسلمين" المضهدين في العالم، مؤكدا أنه شارك بنفسه في جمع التبرعات للمسلمين في البوسنة والهرسك وفي الشيشان والصومال وبالطبع التبرعات والتجارة الدائمة بالقضية الفلسطينية. وكشف أن كثيرا من هذه التبرعات تأتي بشكل شبه رسمي من النقابات والاتحادات الطلابية وغيرها طيلة 80 عاما من عمر الجماعة. مثل لجنة الإغاثة التي كان يقوم عليها الإخواني المتستر عبدالمنعم أبوالفتوح في نقابة الأطباء.
وأوضح أن كل هذه الأمول لم تكن الجماعة تستطيع أن تضعها في البنوك حتي لا يتم اكتشاف أمرها، فتلجأ إلى تمويل الأفراد والدخول في شركات باسمها حتى تستطيع الحفاظ عليها، لحين "التمكين" والوصول للحكم في أي دولة. أما عن أصول تجميع التبرعات، فإن قيادات الإرهابية يعتبرون ذلك فنا لابد من تعلمه، ويروجون ذلك في مراكز التنمية البشرية في جميع الدول العربية خاصة مصر والكويت والسعودية وقطر. ومن ذلك كتاب "برنامج فن جمع التبرعات" للقيادي الإخواني، طارق سويدان صاحب أكبر مركز للتنمية البشرية في الكويت.