كتب- عوض سالم وخلود الشعار
ساعات قليلة، وتنتهي معركة انتخابات المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» على منصب مدير المنظمة، والتي شهدت مفاجآت غير متوقعة وهي تقدم المرشح القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري وحصوله على المركز الأول ب22 صوتا وتساوت الأصوات بين الفرنسية أودريه أزولاي، والمرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب في الجولة الرابعة التي انتهت مساء اليوم، على الرغم من تكثيف مصر لجهودها الدولية لاقتناص ذلك المنصب على مدار أكثر من عام ونصف.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها اليوم رسميا من منظمة اليونسكو احتجاجا على آداء المنظمة.
وحصلت بالفعل "خطاب" على الدعم الإفريقي، فضلا عن المؤسسات الدولية الأخرى، إلا أنها تخوض جولة الإعادة بالأيام الثلاثة الماضيين بقوة وثقة، لمحاولة الفوز بالمنصب الرئاسي لـ"يونسكو"، في الوقت الذي تداولت فيه عدد من الصحف الدولية تقديم قطر رشاوى مالية للدول الأعضاء لكسب تأييدهم بالانتخابات.
ولكي يحسم المرشح المقعد من الجولة الأولى، عليه أن يحظى بتأييد 30 صوتا، وهو أمر يبدو صعبا للغاية، في ظل المنافسة القوية بين المرشحين.
أبعاد فوز المرشح القطري
السفير عادل الصفتي، مساعد أول وزير الخارجية الأسبق، قال إنه مصر استعادت دورها دوليًا من خلال خوض السفيرة مشيرة خطاب انتخابات منظمة اليونسكو، مشيرًا إلى أن المنظمة لها أدوار عدة مع مصر، فهناك وفاق وترابط بينهم.
وأضاف الصفتي، لـ"الهلال اليوم"، أن تواجد قطر في مركز متقدم نتيجة استخدام طرق غير مشروعة في الانتخابات، لافتًا إلى أن دور منصب رئاسة منظمة اليونسكو ما هو إلا تنفيذ لقرارات الاجتماعات التي يتم عقدها.
وأوضح، أن منظمة اليونسكو منظمة ثقافية في المقام الأول ، موضحًا أن مصر كانت حريصة على الفوز في رئاسة مقعد في المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
لوائح المؤسسة
السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية سابقًا، قال إن منظمة اليونسكو لها لوائحها وأهدافها، مشيرًا إلى أن مدير اليونسكو ما هو إلا موظف في الجهاز الإداري للمنظمة، وهو خاضع للمؤتمر العام والجهاز التنفيذي.
وتابع هريدي، لـ"الهلال اليوم"، أنه في حالة فوز قطر بهذا المنصب سيعمل في إطار القرارات التي يتم منحها لهم، معتقدًا جنسية المرشح مهما كانت لن يكون لها تأثير على اتخاذ القرارات الهامة داخل المنظمة.
وأكد أنه سينفذ القرارات التي سيتم اتخاذها خلال الاجتماعات العامة للمنظمة، قائلًا: "هذا دوره داخل المنظمة"، والتي من شأنها المساهمة بطريقة فعالة في إعلاء قرارات المنظمة، مشيرًا إلى أن مهنة المدير العام للمنظمة لن تؤثر علي الفائز وموقف الدول من بلاده أو جنسيته، لأنه سيكون موظف تحكمه اللوائح والقوانين المحددة، وبالتالي لن تؤثر نهائيًا على منصبه بالمنظمة.
موقف قطر
قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "هناك دلالات واسعة على دعم قطر للإرهاب والتطرف، لكن هذا لن يؤثر على دور مرشح الدوحة حال فوزه بمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو، مؤكدا أنه لن يحظى بأي رفض عالمي كما يعتقد البعض.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات لـ«الهلال اليوم» إن دول العالم تتعامل مع قطر على أنها دولة طبيعية لأن جميع التهم الموجهة إليها مجرد ادعاءات، مشيرا إلى أن "دول الحصار لم تنجح في إقناع العالم بإرهاب الدوحة".
وألمح إلى أن "الدوحة ربما تكون بديلا للولايات المتحدة في اليونسكو وتتحمل الأعباء المالية التي كانت تتحملها واشنطن"، مؤكدا أن "قطر تستخدم سلاح المال من أجل تحقيق أهدافها".