انسحاب أمريكا يقلب موازين انتخابات اليونسكو.. ودبلوماسيون: التراجعات الأخيرة تدعم مرشح مصر
كتب- عوض سالم وأماني محمد
جولات إعادة ساخنة تشهدها انتخابات المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة، وحالة صعود وهبوط بين كل جولة وأخرى كان آخرها مساء اليوم في الجولة الرابعة والتي حصلت فيها السفيرة مشيرة خطاب على 18 صوتا، وحصلت مرشحة فرنسا اودريه ازولاى على 18 صوتا أيضا، فيما حصل مرشح قطر حمد الكوارى على 22 صوتا.
وقال دبلوماسيون إن جولة اليوم تأثرت بالمتغيرات التي شهدتها المنظمة اليوم من انسحاب المرشحة اللبنانية وكذلك المرشح الصيني الذي أعلن انسحابه لصالح مصر، فضلا عن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها اليوم من المنظمة وهو ما وصفوه بأنه دعم للمرشح القطري الذي ستكون دولته بديلا مناسبا لتمويل المنظمة وسد عجزها المالي بعد توقف الدعم الأمريكي.
ومن المقرر أن تجري غدا جولة إعادة بين المرشحتين المصرية والفرنسية لاختيار إحداهما لتنافس المرشح القطري الذي تصدر نتيجة الجولة اليوم حاصلا على أعلى أصوات.
الانسحاب الأمريكي يخدم قطر
وتعقيبا على النتيجة قال إن المرشحتان الفرنسية والمصرية في الغالب سيدخلون في منافسة لاختيار إحداهما للتنافس أمام المرشح القطري، مضيفا "أتمنى أن تفوز المرشحة الفرنسية لتواجه القطري وليس العكس لكي لا نكون نحن أمام قطر ونخسر المقعد أمامها، لأنه طالما التصويت سري فلا يمكن توقع سير العملية في ظل تغيرها من جولة لأخرى".
وأضاف أن انسحاب أمريكا اليوم من منظمة اليونسكو جاء لصالح المرشح القطري بالتأكيد ودعم منها له، موضحا أن الولايات المتحدة هي أكبر مساهم وداعم في ميزانيات الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها ومنظمة اليونسكو مؤسسة بها عجز مالي وصل إلى 800 مليون دولار فضلا عن أنها تحتاج إلى تجديد مقرها، وبهذا الانسحاب ستكون مطالبة بتوفير بديل قادر على التمويل ستكون قطر بالتأكيد التي أعلنت استعدادها للمساهمة في ميزانية اليونسكو وتجديد مقرها.
وأشار المنيسي إلى أن التزامن بين انسحاب أمريكا في هذا الوقت الحرج من الانتخابات التي شارفت على الحسم في الجولتين الأخيرتين، مضيفا أن الانسحاب الأمريكي خدم قطر وهذا ظهر جليا في التصويت اليوم فقد ارتفعت الأصوات التي حصل عليها إلى 22 صوت لأنه لا يوجد ما يدعو لانسحاب أمريكا في الوقت الحالي بزعم معاداة المنظمة لإسرائيل.
قرارا المنظمة السابقة
وأضاف سفير مصر الأسبق لدى قطر أن أمريكا أعلنت الانسحاب عدة مرات من قبل بمجرد أن يصدر قرار من اليونسكو به شبه معارضة لإسرائيل والتي كان آخرها قرارا اعتبار القدس مدينة عربية وأن الوجود الإسرائيلي بها احتلال يجب العمل على إزالته، فضلا عن قرارات سابقة خاصة بالأماكن المقدسة في القدس واعتبارها مواقع أثرية يجب الحفاظ عليها سواء من الدولة التي تدير المواقع أو صاحبة السلطة.
وقال عن هذه القرارات بالطبع ضد مخططات التهويد الإسرائيلية وما تقوم به من حفريات تحت المسجد الأقصى تهدده وتعرضه لاحتمالية الانهيار بحثا عن هيكل سليمان كما أنها سبق أن أغلقت حي المغاربة في القدس، وعن انتخابات اليونسكو قال إن سرية التصويت مشكلة والأصوات التي يحصل عليها كل مرشح تختلف عما هو معلن مثلما أعلنت المجموعة الأفريقية البالغ عددها 17 دولة دعمها للمرشحة المصرية وجاءت النتيجة مخالفة لذلك.
واعتبر أن انسحاب أمريكا اليوم أثر على فرص المرشحة الفرنسية والتي رغم امتلاكها لمزايا عديدة منها عملها في اليونسكو لنحو 13 عاما من قبل وكذلك اختيارها كوزيرة في الحكومة الفرنسية وعملها بكيفية إدارة العمل داخل اليونسكو وخباياها كذلك ميزة أن مقر المنظمة يقع في بلدتها وهذا يضيف قوة للمنظمة والقائم على إدارتها، قائلا إنه بنسبة كبيرة سيفوز المرشح القطري.
عوامل مؤثرة
وقال السفير جلال الرشيدي عضو وفد مصر الدائم في الأمم المتحدة سابقا إن انسحاب المرشح الصيني والمرشحة اللبنانية من الانتخابات وانسحاب أمريكا من اليونسكو كلها عوامل أثرت في النتيجة اليوم، مضيفا أن إيقاف الولايات المتحدة الأمريكية لدعمها المادي للمنظمة أثر على ميزانيتها وقطر أعلنت استعدادها لدفع هذا العجز.
وأضاف أن قطر رصدت مبالغ مالية ضخمة تصل إلى 5 مليار دولار حال فوزها بالمنصب، قائلا إن انسحاب المرشحة اللبنانية يصب في صالح المرشحة الفرنسية، وانسحاب المرشح الصيني أفاد المرشحة المصرية، مضيفا أن فوز المرشح القطري لن يقابل بأية معارضة فهي من قبل نجحت في قرعة استضافة كأس العالم لعام 2022.
عدم رضاء أمريكي
وقال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الدولية للتربية للثقافة والعلوم «اليونسكو» رسميا، يعد عدم رضاء عن ما يخرج عن هذا التجمع الدولي ولا عن قراراته، مضيفا أن الانسحاب يهدر اعتراف أكبر قوى في العالم بقرارات المنظمة وكل ما يصدر عنها.
ولفت «القويسني» إلى أن الولايات المتحدة كانت أكبر ممول للمنظمة ولكنها أوقفت دعمها المالي لها في عام 2011، مما أحدث لها أزمة مالية كبيرة، مشيرا إلى أن وأوضح أن انسحابها يعبر عن عدم رضاؤها عن أداء المنظمة متحفظة على النظام الداخلي للمنظمة، لافتا إلى أنها أكبر قطب مؤثر في العالم.
وأكد أن المنظمة رغم تأثيرها بقرار الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها ستستمر في عملها لأنها مشكلة من نخبة من أكبر دول العالم ولن تتوقف بانسحاب الولايات المتحدة، وعن نتيجة الانتخابات قال إن الرؤية لم تتضح بعد وربما تنقلب الموازين حسب التربيطات والاتفاقيات بين الدول الأعضاء، مشيرا إلى أن هذا حدث خلال ترشيح مصر للوزير فاروق حسني وخسر رغم حصوله على أعلى الأصوات في الجولة قبل النهائية.