رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أحمد رأفت للـ"الهلال اليوم" : الرئيس وعد فأوفى.. وذوو الاحتياجات الخاصة على رأس اهتمامته

13-10-2017 | 16:32


حاورته- أماني محمد وخلود الشعار 

أحمد رأفت:

الرئيس مهتم بذوي الاحتياجات الخاصة وأعلن العام المقبل 2018 هو عامهم

قلت للرئيس اسمح لي بزيارة أخواتي في سيناء وأتمنى الاستشهاد هناك

أتمنى أن تتغير نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة

شعرت بالسعادة بتسلم عملي في شهر الانتصارات

طلبت من الرئيس تعيين مستشار في رئاسة الجمهورية للحديث باسمنا

 

امتلك إرادة حقيقية ونجح في تجاوز إصابته التي لم تكن عائقا في حياته، حلم وتمنى وحاول نقل صوت ذوي الاحتياجات الخاصة، فكان مقطع الفيديو الذي نشره على الإنترنت بداية لتحقيق حلم بالانضمام للقوات المسلحة، أثر حضوره الخاطف في مؤتمر الشباب الثالث بالإسماعيلية تأثيرا كبيرا في حياته، فالتقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وافق على تعيينه وتنفيذ رغبته. وفي حوار لـ"الهلال اليوم" روى الشاب أحمد رأفت صاحب الـ27 عاما أحد ذوي الاحتياجات الخاصة كواليس لقائه بالرئيس والحوار الذي دار بينهما والفترة التالية له حتى نجح في الالتحاق بالقوات المسلحة قبل عدة أيام، يقول إن البداية كانت من نشره لمقطع فيديو على الإنترنت يطلب فيه من الرئيس أن يعدل شروط الحصول على سيارات ذوي الاحتياجات الخاصة. البداية مقطع فيديو "الحصول على السيارة المجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة يشترط أن يكون الشخص مصابا بإعاقة واحدة ومن لديه إعاقتين لا يستطيع الحصول عليها"

يوضح رأفت، قائلا إنه اقترح تعديل الشروط لأنه يمكن لأي مرافق أن يقود السيارة بدلا من الشخص المصاب، وفوجئ بعد 24 ساعة من نشر المقطع بتواصل المركز الإعلامي لرئاسة الجمهورية به. قال "أبلغني المتصل بدعوة الرئيس لي لحضور مؤتمر الشباب الثالث في الإسماعيلية، وقالوا لي إذا كان لديك مقترحا آخرا يمكن أن تعرضها، وبالفعل اقترحت عليهم تفعيل نسبة التعيينات الـ5% لذوي الاحتياجات الخاصة، وأن يكون اهتماما بشكل أكبر بذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير منحدرات في الشارع لتسهيل سيرهم، وأن تكون وسائل المواصلات أكثر سلاسة ومناسبة لهم ليستطيعوا التحرك كأي شخص طبيعي، وطلبت منه تعيين مستشار في رئاسة الجمهورية للحديث باسمنا وقلت له لا يهمني تنفيذ طلب السيارات بل الأهم أن يسمعنا شخص وانتهت المكالمة". حديثه مع السيسي وشارك رأفت في المؤتمر الذي عقد أبريل الماضي في الإسماعيلية كأحد الحضور،

ويوضح "في اليوم الثاني بعد انتهاء الجلسة الأولى وأثناء خروج الرئيس من القاعة أشار إليّ، وطلب مني حرسه أن أذهب إلى الرئيس"، يصف الثواني التالية بأنها شهدت أفكارا غير مترابطة عن ماذا سيقول وكيف سيتعامل معه. "رحب بحضوري في المؤتمر، وعبرت له عن امتناني وسعادتي للمشاركة وقلت له أني لدي طلب" يوضح أحمد رأفت تفاصيل اللقاء بينه وبين السيسي، مضيفا "في تلك اللحظة نسيت طلب السيارة وكل طلباتي الشخصية، فشعرت أني أقف أمام إنسان به وطنية قوية، وطلبت منه أن يسمح لي بخدمة بلدي، ومساعدة القوات المسلحة لأن كل يوم أحد منهم يموت". رد الرئيس وأضاف "قال لي الرئيس أنت تخدم بلدك بعملك، فقلت له أتمنى مساعدتهم والتضحية بنفسي والاستشهاد مثل أخواتي في القوات المسلحة والشرطة الذين يضحون بحياتهم من أجلنا ودمي ليس غاليا على بلدي، أنني كنت أتمنى أن يصل إليه صوتي منذ زمن لكن لم أجد الفرصة"،

ويقول رأفت:"أخبرته أن ذوي الاحتياجات الخاصة أقوياء ولديهم القوة والعزيمة للوقوف بجوار بلادهم وأنني أحب بلدي وأتمنى الشهادة، وطلبت منه أن يتم تعيين مستشار في رئاسة الجمهورية للحديث باسمنا ويصل صوتنا". "قال لي تحب أن تقول هذا الكلام للجميع فقلت بالتأكيد وأعطاني الميكروفون" يكمل رأفت، واصفا شعوره بعد الانتهاء من كلمته في المؤتمر بأنه "بعد أن أنهيت حديثي انهرت تماما فكان الإحساس صعب، أن أقف أمام هذا الجمهور وأخبرهم أننا موجودون ونستطيع أن نقف أمام الإرهابيين وبجوار جيشنا وشرطتنا". تنفيذ الوعد وأوضح أنه بعد انتهاء كلمته حصل الفريق صدقي صبحي على بياناته بطلب من الرئيس السيسي، وبعدها بشهرين تلقى اتصالا هاتفيا يخبرني بالحضور لمقابلة اللواء محسن عبد النبي مدير الشئون المعنوية، ويضيف "قابلني بالترحاب ووجدته شخص طيب ووطني مثل كل أفراد القوات المسلحة.

وسألني عن محل سكني وقلت له أنني في القاهرة الجديدة فقال لي ستتعب بالحضور يوميا إلا أنني قلت له لن أتعب في العمل فأخبرني أنهم سيجدون لي فرصة مناسبة وقريبة مني وأجريت اختبار في نفس اليوم ونجحت به وقدرت أن أكون عند حسن ظنهم في وتصميماتي كانت جيدة وقال "كويس وإن شاء الله هتستلم شغلك معنا". "كان ذلك في شهر رمضان ومرت عدة أشهر حتى جاء أكتوبر لم أكن أتوقع أن يصدر قرار أن أتسلم شغلي في هذا شهر الانتصارات" يوضح رأفت، قائلا إن تزامن تعيينه بالقوات المسلحة وشهر أكتوبر "شعرت بالسعادة بتسلم عملي في بداية أكتوبر شهر النصر، إحساس مختلف وشيء رائع وجميل يمكن أن يكون مقصودا، رغم أن الفترة كانت بعيدة لكنني لم أيأس لأنهم طالما وعدوا سيفوا". أول يوم عمل ووصف شعوره وقت تسلم عمله في اليوم الأول "أخبروني أنني سأتوجه إلى قاعة مؤتمرات المنارة، كنت مبهورا فهم يعملون بطريقة رهيبة كأنهم خلية نحل لا يستريحون ويعملون طوال الوقت بحب وجدية واحتراف، على عكس من يلعبون في هواتفهم أثناء العمل

 في أول يوم التقيت باللواء هشام شندي وقال لي لن تتعب وقلت له أنني أريد أن أكون مثلكم وقوي مثلكم واستمد من قوتكم وإرادتكم". اقتراحات لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وقال إن اقتراحه بخصوص شروط سيارات ذوي الاحتياجات الخاصة بدأ ينفذ بالفعل، "إحدى الفتيات لديها نفس إصابتي قصر قامة وعدم قدرة على المشي حصلت عليها وبالفعل هناك شخص يقود السيارة"، مضيفا "فرحت أن نفعها اقتراحي وبدأ في التنفيذ، أتمنى أيضا أن يتم تصنيع الأجهزة التعويضية داخل مصر بدلا من استيرادها". وأقترح عمل "كول سنتر" يتلقى مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة ويتابعها ويحلها سواء كانت في العمل أو الأجهزة التعويضية ووسائل المواصلات أو تخصيص أماكن أكثر، مضيفا "كل منا مشاكله تختلف عن الآخر، فأنا لا استطيع ركوب وسائل مواصلات طبيعية وأتمنى أن تكون أسهل". 2018 عام ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال إن الرئيس مهتم بذوي الاحتياجات الخاصة وأعلن العام المقبل 2018 هو عام الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفا "هو يشعر ويهتم بنا ويريد توصيل رسالة للمجتمع أنهم ليسوا أقل من أحد بل مثلهم مثل أي شخص طبيعي وأن يهتموا بنا مثلما يهتم هو". رسالة إلى السيسي وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يسمح له بزيارة أبناء القوات المسلحة في سيناء، مضيفا "أرجوك مثلما نفذت لي طلب بالانضمام للقوات المسلحة، اسمح لي بزيارة أخواتي في سيناء لأحتضنهم وأخبرهم أنهم فخر، فأنا أتمنى الاستشهاد هناك ولا يوجد أية مشكلة إذا كان بها خطر على حياتي، هم في حاجة إلينا لنقف بجوارهم".

دعم والدته يتذكر أحمد رأفت دور والدته الكاتبة الصحفية عزة سامي في حياته وكيف شجعته، قائلا "والدتي رحمها الله كانت تخبرني أن أتخذ من الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين رزوفلت قدوة فكان من ذوي الاحتياجات الخاصة ومريض بشلل الأطفال، لكنهم لم ينظروا له كأنه أقل منهم وإنما شخص طبيعي وقاد الحرب العالمية ضد النازية وانتصر بها والأمريكان انتخبوه مرتين وكانوا يثقون فيه وهذا مثلي الأعلى". وعن دراسته قال إنه كان في مدرسة رهبان في مصر الجديدة، وكان العاملين بها يشجعونه على الصلاة والقرب من الله، مضيفا "إذا أصبت كانوا يرسلوا لي مدرسا إلى البيت لتعليمي، وكانوا يصلوا لي وقت أن أجري عملية جراحية، وكانت والدتي تشجعني لكي لا أشعر بنقص وكنت أساعدها في تحرير موضوعاتها وعن طريقها بدأت الاهتمام بالسياسة".

وأضاف أنه درس تجارة وتكنولوجيا المعلومات في إحدى الجامعات الخاصة وبعد أن تخرجت فيها عمل هناك مصمم جرافيك لمدة ثلاث سنوات وعمل أيضا في شركة لتداول الأوراق المالية، وعن اهتماماته قال "كنت أشارك في كل الأنشطة وحصلت على المركز الثالث على الجمهورية في التصوير الفوتوغرافي في 2009 و2008 المركز الثاني على الجامعة في الشطرنج وأحسن تنظيم مؤتمرات في الجامعة وأحب الرسم على النحاس والزجاج وحصلت على الطالب المثالي بالجامعة". 30 يونيو والانتخابات وعن 25 يناير قال "كنا خائفين والشباب كانوا أطهار دخل بينهم مندسين، وأنا اعتبر عصر الإخوان عصر الظلم إلى أن خرجت مصر إلى النور في 30 يونيو وكنت مشاركا بها"، مضيفا أنه وقت انتخابات 2014 شجعته والدته على النزول والمشاركة وخلال التصويت قابل رئيس الوزراء حينها المهندس إبراهيم محلب صدفة قبل أن تغلق اللجنة بساعة تقريبا،

وطلب محلب التقاط صورة معه، وسألني لماذا نزلت فقلت له "نزلت لكي أقول لا للإرهاب وانتخب الرئيس السيسي" فضحك وانتهى اللقاء. رسالة إلى المجتمع وطالب رأفت الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة أن يثقوا بأنفسهم ويعرفوا أنهم قادرين على إفادة بلادهم وأن يحاولوا مرات عديدة دون يأس، وأن ويبحثوا على فرص عمل على الإنترنت، ويعملوا في كل شيء دون استسلام، وأن يجدوا ما يحبونه ويعملوا به، وألا يخجلوا، ويمارسوا الرياضة لأن هناك شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة كثيرين رياضيين ويجب تشجيعهم. ووجه رأفت رسالة إلى المجتمع قائلا "أريد من المجتمع أن يعطيهم حقهم ويهتم بهم وأن يعاملهم بشكل عادي وأن تتغير نظرتهم لذوي الاحتياجات الخاصة، لأنهم يحرموا من أمور كثيرة منها أن يكونوا أصحاب أسر لأن الناس تنظر لنا أننا مختلفين ويرفضوننا لإصابتنا، رغم أنه في الخارج لا يفكرون بذلك ويعاملونهم جيدا، وأتمنى أن يتعلم الشعب المصري ويغير تفكيره، لأنني لا أريد الشعور أنني مختلف، وأتمنى من الشباب أن يقفوا بجوار بلادهم بدلا من أن يهاجمونها".