بعد 30 يومًا من تولى "ترامب".. الشارع الأمريكى ينتفض
يبدو أن الشارع الأمريكى ينتظره شكل جديد ودور غير مسبوق خلال ولاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى بدأت المسيرات والمظاهرات تشتعل منذ تنصيبه.
وكشف استطلاع رأى، حول مدى قبول ورضا الشارع الأمريكى بأداء الرئيس دونالد ترامب فى أول شهر من منصبه، نتيجة غير مسبوقة فى تاريخ الرؤساء السابقين للولايات المتحدة الأمريكية.
وأظهر الاستطلاع أن نسبة 55 فى المائة غير راضين عن الطريقة التى يدير ويؤدى بها “ترامب” وظيفته كرئيس للبلاد، الأمر الذى يعتبر أكبر نسبة عدم رضا فى تاريخ الرؤساء الأمريكيين منذ بدء استطلاعات الرأى حول هذا الأمر".
وبلغت نسبة الموافقة والرضا فقط 44 فى المائة، الأمر الذي يعنى أن “ترامب” هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي حظى بهذه النسبة السلبية فى أول شهر من توليه لمنصبه.
وبالمقارنة نرى أن نسبة الموافقة على الرئيس السابق أوباما فى أول شهر بلغت 76%، في حين حل كينيدى ثانيًا بنسبة موافقة بلغت 72%، وأيزنهاور 68%، حتى أن رونالد ريغان كانت نسبة الموافقة على أدائه 51%.
وفى هذا الإطار ترصد "الهلال اليوم" أوضاع الشارع الأمريكى خلال أول 30 يومًا من حكم “ترامب”.
الشعب الأمريكى يحتج على فوزه
انتفض الشارع الأمريكى منذ اللحظة الأولى لتنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى العشرين من يناير 2017 ما بين مؤيد ومعارض.
واندلعت مئات المسيرات والاحتجاجات فى الولايات المتحدة وأوروبا وعدد من دول العالم رفضًا لتوجهاته التى أعلن عنها خلال السباق الانتخابى.
وبدأت التظاهرات خلال حفل تنصيب ترامب فى واشنطن وعدد من المدن الأمريكية بشكل سلمي، على الرغم من جنوح بعض المتظاهرين نحو العنف من خلال تحطيم واجهات متاجر ونوافذ سيارات في واشنطن، بعد الاشتباك مع الشرطة التى منعتهم من الوصول إلى موقع حفل تنصيب ترامب.
وفى لوس أنجلوس خرجت مسيرة احتجاجية ضد ترامب شارك فيها مهاجرون من دول أمريكا اللاتينية، وركزت فى شعاراتها على وصف “ترامب” لهم بالمجرمين.
وفى كاليفورنيا تظاهر عاملون فى شركات تكنولوجية ضد توجهات ترامب لعمل قاعدة بيانات تخص المسلمين فى الولايات المتحدة.
رشق موكبه
وفى مظهر أخر فتح جهاز الخدمة السرية، المُكلف بحماية الرئيس الأمريكى تحقيقًا، بعد أن تم إلقاء شئ غير محدد بإتجاه موكب ترامب الذى كان فى طريقة إلى مقر إقامته فى ولاية فلوريدا.
مسيرات نسائية
وخرجت مسيرة مليونية للنساء فى العاصمة واشنطن بعد تنصيب ترامب، أدت إلى شلل الحركة فى العاصمة لساعات قرب البيت الأبيض فى منتزه المول المؤدى إلى مبنى الكونجرس.
وقال منظمو المسيرة التي أرتدت فيها النساء قبعات وردية اللون إن عدد المشاركين وصل إلى مليون مع انضمام أعداد كبيرة من المحتجين الذين وصلوا تباعا من ولايات أمريكية أخرى.
استقلال كاليفورنيا
ومن ناحية أخرى، أعطى انتخاب ترامب دفعة كبيرة لحملة (نعم كاليفورنيا)، وهى حملة شعبية تهدف لجمع التوقيعات المطالبة باستقلال كاليفورنيا عن الاتحاد الفيدرالى، وبدأت بالفعل العمل على جمع التوقيعات اللازمة وعددها 6 آلاف تقريبًا، لكي يتم إدراج هذا المطلب بشكل رسمى على التصويت العام خلال الانتخابات المقبلة فى نوفمبر 2018.
سياسات ترامب
وفى ظاهرة هى الاولى شهدت عدة مدن أمريكية مظاهرات احتجاج للتنديد بسياسات الرئيس الأميركي عامة، وسياساته إزاء المهاجرين خاصة، فى حين حث نشطاء الأمريكيين على عدم الذهاب إلى العمل والمدارس تعبيرا عن المعارضة.
وشهدت مدينة تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية مظاهرة بالتزامن مع وصول ترامب إلى المدينة، كما تجمع المئات فى ميدان واشنطن بمدينة نيويورك بدعوة من منظمة مدافعة عن الحقوق المدنية.
ورفع المتظاهرون لافتات تتضامن مع تنديدا بالقرار التنفيذي الذى وقعه ترامب يحظر مؤقتا دخول المسافرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة وجميع المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
الامر الذى أدى الى تظاهر الألاف من الأمريكيين أمام مبنى الاتحاد الفدرالي بمدينة منيابولس في ولاية مينيسوتا الواقعة فى شمال الولايات المتحدة الأمريكية، للإحتجاج على القرار.
وانضمت 3 ولايات للإحتجاجات، فيما وصفت المدعية العامة لولاية ماساتشوسيتس مورا هيلى، الحظر بأنه “غير دستورى”
وتظاهر الألاف أيضا أمام المحكمة العليا فى العاصمة واشنطن احتجاجا على ترشيح القاضى نيل جورستش، كمرشح لشغل المقعد الشاغر بالمحكمة.
الشارع الأمريكى يتغير
ولم يسبق أن واجه رئيس أمريكى بداية فترته الرئاسية هذا الكم الكبير من الاحتجاجات فى أمريكا وحتى فى مدن العالم، وفقًا لاستطلاعات رأى أجرتها عدد من وسائل الإعلام الأمريكية.
ويطرح مراقبون تساؤلات عن مدى قدرة التظاهرات الحاشدة على إجبار ترامب على تغيير توجهاته التي يرفضها عدد كبير من الأمريكيين بالإضافة لمدى قدرتها على الإطاحة بحزبه في الانتخابات النصف رئاسية المقبلة.
المُحلل السياسى الفلسطينى والخبير الإستراتيجى، دكتور محمد سبيته قال “إن خروج المتظاهرين الأمريكيين للتعبير عن رأيهم في الرئيس الجديد بهذه القوة أحد مؤشرات تغير المجتمع الأمريكة، وهذا التغير ليس وليد اليوم بل هو نتاج تراكمات طويلة.”
وأوضح أن دولة ديمقراطية مثل أمريكا تؤثر فيها الاحتجاجات مشيرا أن التظاهرات لن تتوقف وستستمر الفعاليات الاحتجاجية، لأن طبيعة المواطن الأمريكية ومبادئ الديمقراطية لديه تقول "إنه ما دام صوته يصل لكافة الأطراف من خلال الاحتجاج فالاستمرار به مفيدا ويؤتى نتيجة”.