رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خبير إسرائيلي: لن نفوز في حربنا على غزة على الاقل في الوقت الراهن

24-10-2023 | 14:29


حرب غزة

دار الهلال

 أكد الدكتور دورون اتسا الخبير الإسرائيلي في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن بلاده لن تنتصر في حربها الدائرة على قطاع غزة على الأقل في الوقت الراهن، مؤكدًا أنه من الأفضل الاعتراف بالواقع القائم بدلا من أن ننهار بداخله؛ فهدفا الحرب المتمثلان في تدمير حماس وإعادة ترتيب الواقع الاستراتيجي بالشرق الأوسط بعيدان كل البعد عن التحقيق في الوقت الراهن. 

ولفت الخبير الإسرائيلي إلى أن إسرائيل تؤجل بالفعل الغزو البري لقطاع غزة بسبب ضغوط أمريكية كما أن مشكلة المختطفين بالتأكيد لها تأثير على ذلك، لكن الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك؛ فالتأجيل ينبع بالأساس من الفشل في تضييق نطاق الحرب لتكون بين حماس وإسرائيل ومن المحتمل أن تتوسع إلى حرب اقليمية أو حتى دولية.

أردف الخبير الإسرائيلي بالقول إن حزب الله دخل هذه الحرب بالفعل في اليوم الثالث من القتال ومن شأن ذلك زيادة حدة الحرب سواء من ناحية مداها الجغرافي أو من ناحية قوتها، وبالتالي دخلت أطراف أخرى مثل الحوثيين في اليمن وميليشيات إيرانية في سوريا وربما سيتدخل نظام الأسد. 

واعتبر الدكتور الإسرائيلي أن التقدير القائل بأن إيران ليس لها مصلحة في نشوب حرب قوية لا أساس له من الصحة؛ إذ إن طهران حاليًا في موقف يمكنها من تخريب الاتفاقات الابراهيمية وكذلك تخريب جنة عدن الاقتصادية التي بنتها إسرائيل خلال العقد ونصف العقد الأخير بالشرق الأوسط، فقد بدا واضحًا أن أمريكا لا تردع إيران ولا حتى أذرعها بالمنطقة. 

وأضاف الخبير الإسرائيلي أنه في ضوء ما سبق فإن القيادة الإسرائيلية بمواجهة معضلة، فهي مغروسة بين الهدف الذي حددته لحربها على غزة وبين إدراكها أن تحقيق هذا الهدف يمكن أن يجلب على إسرائيل حربًا اقليمية هي غير مستعدة لها ولا يمكنها أن تخوضها بمفردها. 

لفت الكاتب الإسرائيلي كذلك إلى أنه من الناحية العملية العسكرية، إسرائيل تواجه معضلة ان عملياتها العسكرية يمكنها أن تؤدي إلى نكبة ثانية، وفي الوقت نفسه لا يمكن لإسرائيل أن تحقق حسمًا على أعدائها؛ فنموذج الحرب الأوكرانية المتمثل في الحرب الطويلة وغير الحاسمة تم تطبيقه على الشرق الأوسط أيضًا. 

وأكد الخبير الإسرائيلي أن الأحداث الأخيرة من شأنها إحداث تغيير عميق في إسرائيل بكل المستويات، سواء تغيير نفسي اجتماعي أو حتى تغيير عسكري من شأنه أن يدفعنا إلى أن نفهم من جديد وبسرعة المواجهات الجديدة المختلفة التي تصلنا بشكل سريع.

اختتم الخبير الإسرائيلي مقاله بالتأكيد على أننا بصدد مسيرة طويلة المدى يمكن أن تعيد بناء إسرائيل من جديد بمواجهة واقع جديد بالشرق الأوسط القديم المشوه، وهذه مسيرة طويلة من شأنها أن تخرج إسرائيل من حدودها حتى يمكنها الانتصار في الجولة القادمة، لكن الأمر سيستغرق وقتًا وهي غير مستعدة لذلك حاليًا.