رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
الأرقام ترد على المشككين (3) 17 مبادرة أنقذت المصريين.. والتأمين الصحى الشامل يضمن رعاية صحية بكرامة الدولة
المبادرات الرئاسية
أعدت الملف: إيمان النجار
إذا كانت الأرقام والمشروعات هى خير رد على المشككين فيما تحقق من إنجازات خلال السنوات العشر الماضية، فإن الأرقام والمشروعات والمبادرات التى شهدها قطاع الصحة وحده تكفى لقطع ألسنة المشككين، فما حدث من تطوير لهذا القطاع يفوق كل التوقعات، مبادرات لمواجهة كل الأمراض، وتحد لكل الأزمات الصحية، ومشروعات عملاقة لتوفير الرعاية الصحية للمصريين بكرامة وبمستويات عالمية.
نتحدث عن نحو 17 مبادرة استفاد منها أكثر من 90 بالمائة من المصريين، أو من التأمين الصحى الشامل الحلم الذى أصبح واقعاً ويطبق فى 6 محافظات، أو عن المستشفيات والصروح الطبية الجديدة التى أنشأتها الدولة وصناعة الدواء التى تم إتمامها بنجاح لتحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتى.
الحديث كما جرى فى ملف الصحة يطول، ليس فقط فى العلاج بكرامة، ولا تطوير المنشآت الصحية، وإنما كان التحدى الأكبر عندما ظهرت جائحة كورونا، وساد الرعب العالم، وسقطت الأنظمة الطبية فى دول كبرى، لكن مصر استطاعت أن تعبر الجائحة بنجاح.
قصة ما حدث فى قطاع الصحة وحده شهادة نجاح للدولة المصرية.. كيف تحمى المواطن صحياً.. كيف تضمن أجيالاً من الأصحاء.. كيف تقضى على الأمراض الوراثية، وكيف تتخلص من خطر مرعب اسمه فيروس «سى».
كلها قصص نجاح نرصدها بالأرقام التى لا تكذب بل تكشف الحقيقة..
5ملايين فحص سمعى
فقدان السمع والعيش فى عالم الصم والبكم معاناة حقيقية يعيشها آلاف الأشخاص لتأتى المبادرة الرئاسية لإنقاذ ملايين الأطفال من الدخول فى هذا العالم وحمايتهم من الإعاقة مدى الحياة، حيث تم تقديم خدمات الفحص السمعى لأكثر من 5 ملايين طفل، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى الأطفال حديثى الولادة، وذلك منذ انطلاقها فى سبتمبر 2019، والمبادرة قدمت العلاج الدوائى والفحوصات المتقدمة لـ11 ألف طفل، إلى جانب تركيب سماعات لـ 9610 أطفال، وبحسب الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، تم زيادة أعداد مستشفيات ومراكز الإحالة السمعية لـ 34 بدلاً من 30 مركزاً، بجميع محافظات الجمهورية.
المبادرة تأتى فى إطار التوسع فى التغطية الصحية الشاملة، وحصول الأطفال على رعاية صحية ذات جودة، باتباع أحدث أساليب العلاج، الأمر الذى ينعكس على توفير حياة صحية آمنة للأطفال حديثى الولادة، وصولا إلى المستهدف من مبادرات الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحت شعار «100 مليون صحة» وهو حماية صحة أولادنا، لذلك فقد تم زيادة عدد مراكز فحص الكشف السمعى للأطفال بدءاً من يوم الولادة وحتى عمر 28 يوماً، إلى 3500 وحدة صحية فى جميع محافظات الجمهورية.
وبحسب الدكتور أحمد مصطفى المدير التنفيذى لمبادرة رئيس الجمهورية، للكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثى الولادة، فإن الاكتشاف المبكر لضعف السمع يجنب الطفل الإعاقة السمعية ويسهل فرص العلاج، بالإضافة إلى تجنب مشكلات التخاطب التى يمكن أن تتسبب فى أزمات نفسية للطفل.
فحص 45مليون طفل
وفى خطوة لتحسين صحة أطفال مدارس مصر والوصول إلى جيل صحى تم مسح 45 مليون طفل، وتحويل 1.5 مليون طفل للمتابعة والتقييم والعلاج ضمن مبادرة الرئيس لعلاج أمراض سوء التغذية، المبادرة نجحت منذ إطلاقها فى خفض معدل انتشار الأنيميا بنسبة 25 فى المائة، المبادرة تستهدف الوصول إلى أطفال أصحاء من خلال إجراء مسحات طبية فى المدارس وتقديم العلاج بالمجان لهم خلال 5 سنوات، ومنذ انطلاقها خلال عام 2019 حققت المبادرة نجاحات مبهرة، وتبين بالفعل انخفاض نسبة الحالات المثبت إصابتها بالسمنة أو الأنيميا أو التقزم، فقد نجحت المبادرة فى خفض معدل انتشار الأنيميا بنسبة 25 فى المائة، المبادرة تقدم خدماتها فى 30 ألف مدرسة من خلال 2300 فرقة طبية بمختلف محافظات الجمهورية، تم تجهيز 250 عيادة ربط ثابتة بخلاف الفرق المتنقلة، فضلاً عن توفير مقاييس طول دقيقة وموحدة من إنتاج المصانع المصرية.
تحقيق 99 فى المائة من مستهدف التطعيم بالجرعة الأولى
تحدى الجائحة
الدولة المصرية وضعت «صحة المواطن» على رأس أولوياتها، مع بدء ظهور جائحة فيروس كورونا عالميا، متخذة التدابير الاحترازية والوقائية اللازمة من خلال تعزيز الإجراءات للسيطرة على انتشار الفيروس، ونجحت فى تحقيق المعادلة الصعبة، وهى إدارة جائحة كورونا، بالحفاظ على صحة المصريين، بالتوازى مع عدم تعطيل النشاط الاقتصادى أو وقف الحياة بشكل كامل، حيث لم تتوقف المبادرات الصحية الرئاسية والخدمات الطبية المقدمة بكافة المستشفيات، وذلك بدعم غير محدود من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى وجه بتخصيص 100 مليار جنيه، لتمويل الخطة الشاملة وما تتضمنه من إجراءات احترازية، فى إطار خطة شاملة للتعامل مع أى تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد، ففور قيام منظمة الصحة العالمية بتحذير الدول من ظهور فيروس كورونا فى دولة الصين، قامت الدولة المصرية برفع درجة الاستعدادات إلى الدرجة القصوى فى مكاتب الحجر الصحى، بجميع منافذ دخول البلاد (البرية، والبحرية، والجوية)، وكانت مصر من أوائل الدول التى استجابت سريعا لتحذيرات المنظمة، ووفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، باتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة من يرغب من المصريين المقيمين فى مدينة (ووهان) الصينية، التى انتشر فيها فيروس (كورونا) المستجد، تم تخصيص طائرة لإعادة أكثر من 300 مواطن مصرى، إلى أرض الوطن، وتم تجهيز مستشفى «النجيلة» على أعلى مستوى، بكافة الأجهزة والمستلزمات الطبية وتخصيصه لاستقبال المشتبه فى إصابتهم بفيروس كورونا، والدولة وفرت نحو 17.4 مليار جنيه، كدعم مالى للقطاع الصحى، و2.8 مليار جنيه لزيادة حوافز العاملين بالقطاع الصحى، وتفعيل عمل 340 مستشفى عاما ومركزيا، لتقديم الخدمة الطبية لمصابى فيروس كورونا فى مختلف محافظات الجمهورية، وتحويل 77 مستشفى حميات وصدر إلى مستشفيات عزل، لاستقبال وعلاج الحالات المشتبه بها، والمصابة بفيروس كورونا، كما تم من خلال المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية تخصيص 36 مستشفى جامعيا تابعا لـ18 جامعة لتقديم خدمات العزل الصحى والعلاجى لحالات كورونا على مستوى الجمهورية، وكذلك عدد كبير من المدن الجامعية لحالات العزل الصحى، فضلا عن تخصيص 77 معملا على مستوى الجمهورية لإجراء تحليل فيروس كورونا، وغيرها من الإجراءات، كما تم تشكيل لجنة علمية عليا، لمكافحة فيروس كورونا، تضم نخبة من الخبراء والاستشاريين، لتكون مطلعة على أحدث بروتوكولات العلاج والتشخيص، لوضع طرق علاجية حديثة بصفة مستمرة، ووفرت 10 سيارات إسعاف مجهزة وذاتية التعقيم، لمكافحة العدوى، خلال نقل الحالات المرضية والمشتبه فى إصاباتها، بتكلفة تجاوزت الـ55 مليون جنيه، كما تم تجهيز باقى أسطول الإسعاف المصرى، وتدريب فرق المسعفين على التعامل مع مصابى فيروس كورونا.
ومع ظهور لقاحات مضادة لفيروس كورونا، عملت الحكومة على تنويع مصادر الحصول على اللقاحات من خلال التعاقد والتنسيق مع التحالف العالمى للقاحات «كوفاكس» COVAX، إلى جانب التنسيق مع الجانب الصينى لتصنيع لقاح «سينوفاك» فى مصر، بما يسمح بتوفير اللقاحات للسوق المحلي، ثم للقارة الإفريقية والمنطقة، حيث نجحت الدولة المصرية فى توفير كافة أنواع اللقاحات للمواطنين «مجانا» وهى :«سينوفاك، سينوفارم، أسترازينيكا، جونسون آند جونسون، موديرنا، فايزر» كما عملت الدولة المصرية على توفير لقاح فيروس كورونا بالتصنيع المحلى من خلال شركة «فاكسيرا»، إلى جانب إصدار هيئة الدواء المصرية رخص الاستخدام الطارئ لـ8 لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، فضلا عن الدعم الفنى الذى قدمته هيئة الدواء المصرية، لشركة فاكسيرا، وبلغ العدد الإجمالى لمتلقى الجرعة الأولى من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا فى مصر 53 مليونا و215 ألفا و929 مواطنا، بنسبة 99.7 فى المائة من المستهدف، فيما تم تطعيم 38 مليونا و536 ألفا و652 مواطنا، بالجرعة الثانية، بواقع 77 فى المائة من المستهدف تطعيمه بالجرعات الثانية، ومن عدد مَن تلقوا الجرعة التنشيطية وصل إلى 15 مليونا و444 ألفا و211 مواطنا، ليكون إجمالى المُحصّنين بالكامل 42.493.936 مواطنا.
كما قامت الدولة المصرية بتوفير الأدوية الحديثة التى أقرتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، حيث أعطت هيئة الدواء المصرية الترخيص الطارئ لعقارى الريمدبسير والمولينبيرافير بعد أسابيع قليلة من بدء استخدامه فى الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربى.
كما أن منظمة الصحة العالمية دعت إلى توثيق ودراسة التجربة المصرية فى إدارة أزمة وباء كورونا العالمي، بعد نجاح الحكومة المصرية فى معالجة تداعيات الجائحة على كافة المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وفقا للمعايير الدولية، حيث قالت ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، الدكتورة نعيمة القصير: إن مصر من الدول التى نجحت على مستوى العالم فى التعامل مع جائحة كورونا، وكانت من أوائل الدول التى تواصلت مع منظمة الصحة العالمية، وساهمت من عدة منطلقات فى البحوث والدراسات السريرية والعلمية المتعلقة بمواجهة الفيروس على مستوى العالم، وحققت تجربة رائدة يجب دراستها بعناية.
1220 مركزاً ووحدة صحية بـ «حياة كريمة»
المشروع القومى حياة كريمة، يُعد من أكبر وأضخم المشروعات الصحية القومية، التى تساهم فى توفير حياة صحية وآمنة وكريمة للمواطن المصرى وأسرته، حيث يشمل عدد الوحدات والمراكز الصحية المُدرجة بنطاق الريف 1115 مركزاً ووحدة، و105 وحدات بالحضر، موزعة على محافظات الجمهورية، بجانب خطة الإنشاء والتطوير الجديد لنقاط الإسعاف المدرجة بالمبادرة، ويبلغ عددها 369 نقطة إسعاف، ويبلغ متوسط نسب تنفيذ الأعمال للوحدات والمراكز الصحية بنطاق الريف بالمحافظات 83 فى المائة، بينما بلغ متوسط نسب التنفيذ فى نقاط الإسعاف 94 فى المائة، بجانب مشروع تطوير المستشفيات وعددها 23 مستشفى.
31مليون خدمة
خلال 82 يوما
جاءت حملة «100 يوم صحة» التى بدأت فى يونيو 2023 كنتاج وبلورة لخدمات المبادرات الرئاسية «100 مليون صحة»، المبادرة فى بداية الأسبوع الجارى وصلت ليومها الـ82 وتخطى إجمالى الخدمات المقدمة من خلالها نحو 31 مليوناً و420 ألف خدمة طبية، وتسعى إلى التوسع فى تقديم خدمات مبادرات الصحة العامة، وضمان إتاحة الخدمات بالجودة المطلوبة لجميع الفئات المستهدفة، مع التأكيد على استمرارية وجودة نظم الإحالة والتشخيص والعلاج، المبادرة تعمل فى كل محافظات الجمهورية، وتهدف إلى تكثيف التوعية بالخدمات المقدمة من وزارة الصحة والسكان وتضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية لضمان إتاحة وجودة الخدمات للمنتفعين سواء من المصريين، أو الأجانب المقيمين أو اللاجئين أو ملتمسى اللجوء المقيمين على الأراضى المصرية.
د. جمال عصمت:
الإصابة بفيروس «سى» تناقصت إلى أقل من نصف فى المائة
الدكتور جمال عصمت أستاذ أمراض الجهاز الهضمى والكبد بكلية الطب بجامعة القاهرة، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، قال: «الإنجاز الكبير الذى تم فى محاربة الالتهاب الكبدى الفيروسى «سي» والقضاء عليه فى مصر يعد إنجازاً غير مسبوق، وهذا يرجع الفضل فيه بعد - توفيق الله - إلى المبادرة الرئاسية التى من خلالها تم فحص 60 مليون مواطن مصرى لاكتشاف الحالات المصابة بفيروس «سى»، ويتم تقييم الحالات وتم تقديم العلاج بالمجان لنحو 2 مليون شخص بالمبادرة، المبادرة هى أكبر فحص أو مسح طبى أجرى فى العالم، وكان قبلها أكبر فحص تم إجراؤه فى نيجيريا على نحو 30 مليون شخص».
مضيفا: «من مميزات هذه المبادرة هى القدرة على الوصول للمرضى وعلاجهم وفى نفس الوقت نحمى المجتمع، لأن كل شخص من هؤلاء الأشخاص كان سينقل الفيروس لعدد أربعة أشخاص خلال فترة حياته وفق الدراسات التى أجريناها، أيضا المبادرة لم تركز فقط على فيروس «سي»، لكن أيضا شملت الأمراض المزمنة غير المعدية مثل الضغط والسكر والسمنة، وأصبح لدينا معلومات عن انتشار هذه الأمراض المزمنة فى محافظات ومراكز مصر، وهذا يعطينا صورة وخريطة للمشكلات الصحية التى تواجه المجتمع المصرى خلال السنوات المقبلة، الميزة أيضا أن المبادرة تمت فى فترة قصيرة من الوقت نحو 7 أو 8 أشهر، وتم خلالها تجميع وحشد كل الطاقات بمختلف الوزارات والمحافظات، كلٌّ يقوم بدوره فى تعاون وتكامل، المبادرة أيضا شجعت صناعة الدواء المصري، لأن الأدوية التى تم علاج مرضى فيروس «سى» بها هى أدوية منتجة فى مصر، وهذا الأمر أعطى دفعة كبيرة لصناعة الدواء فى مصر والتغلب على المشكلات التى كانت تواجه صناعة الدواء».
وقال د. جمال عصمت: «النتيجة الفاعلة لهذه المبادرة أن نسبة الإصابة بفيروس «سى» تناقصت إلى أقل من نصف فى المائة بعد الانتهاء من المبادرة، وهذه النسبة جعلت مصر فى مصاف الدول ذات النسب الضئيلة لانتشار فيروس «سي»، وبذلك تغيرت الخريطة الصحية فى مصر خلال هذه الفترة، وكانت نسبة انتشار فيروس «سى» تصل فى الحالات إلى 22 فى المائة فى بداية عملنا على هذا الملف قبل المبادرة بسنوات».
965 مشروعاً
عدد المشروعات التى شهدها القطاع منذ عام 2014 وحتى الآن بلغت 965 مشروعاً، بتكلفة إجمالية 91.31 مليار جنيه، بينها 296 مشروع إنشاء جديد، بتكلفة 49,91 مليار جنيه، بالإضافة إلى 669 مشروع تطوير، بتكلفة 41,40 مليار جنيه.
وكشفت بيانات وزارة الصحة عن ارتفاع عدد حضانات الأطفال من 2850 حضانة عام 2014 إلى 3729 حضانة عام 2023، فيما ارتفع عدد مراكز وماكينات الغسيل الكلوى فى نفس الفترة من 276 مركزا، يضم 5489 ماكينة، إلى 396 مركزا يضم 12639 ماكينة، وعدد وحدات الرعاية الأولية بلغ 5421 وحدة، يجرى تطويرها، ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى «حياة كريمة»، حيث تشمل المرحلة الأولى تطوير 1115 وحدة، تم إنهاء العمل فى 475 وحدة منها، بنسبة تنفيذ تجاوزت الـ90 فى المائة.
مواجهة19مرضاً وراثياً تهدد حديثى الولادة
وفى إطار سعى الدولة المصرية إلى الوصول لأجيال خالية من الأمراض، تم إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لدى الأطفال حديثى الولادة، وتم بالفعل فحص أكثر من 297 ألفا و291 مولوداً، تحت شعار «100 مليون صحة»، منذ انطلاق المبادرة فى 13 يوليو 2021، بهدف الوصول إلى جيل صحى وخالٍ من مسببات الإعاقة.
المبادرة تعمل حالياً بمرحلتها الأولى والتى تستهدف الكشف عن 19 مرضاً وراثياً لدى الأطفال المبتسرين، فى حضانات مستشفيات وزارة الصحة والسكان، ومن المقرر أن تشمل المرحلة الثانية إجراء المسح الطبى لجميع الأطفال حديثى الولادة، بكافة الوحدات الصحية على مستوى الجمهورية.
الدكتور وائل عبدالرازق رئيس قطاع الرعاية الصحية والتمريض، أكد أن الأمراض الـ 19 التى يتم الكشف عنها، تشمل (قصور الغدة الدرقية الخلقى، تضخم الغدة الكظرية الخلقى، أنيميا الفول، ارتفاع حمض جلوتاريك بالدم، ارتفاع حمض أيزوفاليريك بالدم، مرض البول القيقبى، التليف الكيسى، الفينيل كيتونوريا، نقص رباعى هيدروبيترين، ارتفاع التيروزين فى الدم «النوع الأول» ارتفاع الجالاكتوز فى الدم، ارتفاع هوموسيستين بالبول، ارتفاع الأرجينين بالدم، ارتفاع السيترولين بالدم، نقص الأورنيثين ناقل الكربامويل، أكسدة الأحماض الدهنية، نقص إنزيم البيوتينيداز»، من خلال تخصيص 42 مركزاً لعلاج الأمراض الوراثية لدى حديثى الولادة، بالتعاون مع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية التابع لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وجارٍ التوسع تباعاً فى تلك المراكز لتشمل جميع محافظات الجمهورية.
4ملايين تشخيص وعلاج لمرضى بفيروس «سى»
وفق ما أعلنه الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، حققت مصر خلال السنوات القليلة الماضية نجاحات مبهرة فى القضاء على فيروس الالتهاب الكبدى «سى» والذى كان يتسبب فى وفاة ما بين 40 إلى 50 ألف شخص سنوياً، حيث استطاعت مصر وضع خطة متكاملة تشارك فيها كافة الجهات والقطاعات المعنية، لتحقيق الوقاية وتوسيع نطاق التشخيص والوصول إلى العلاج، فكانت مبادرات رئيس الجمهورية فى مجال الصحة العامة، تحت شعار «100 مليون صحة» خطوة غير مسبوقة، وكانت البداية بالمبادرة الأم للقضاء على فيروس سى، حيث تم عمل مسح شمل 64 مليون مواطن، ونجحت فى تشخيص وعلاج ما يقرب من 4 ملايين مريض بفيروس التهاب الكبدى «سى» فى أقل من 5 سنوات، ونجحت مصر فى توفير أدوات التشخيص، فضلاً عن تصنيع الملايين من عبوات الأدوية المضادة لفيروس التهاب الكبدى «سى» فى المصانع المصرية بأسعار تنافسية، وتم فحص أكثر من 60 مليون شخص مجاناً من المصريين وغير المصريين خلال 7 أشهر فقط وهو معدل قياسى بكل المعايير، وتوفير أدوات التشخيص فى أكثر من 6000 موقع فحص، وتوفير الأدوية فى أكثر من 200 مركز لعلاج التهاب الكبدى سى، وذلك من خلال المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة»، والتى تعد خطوة تاريخية غير مسبوقة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، كما اعتمدت مصر سياسات سلامة الدم والحقن، وتوسيع الخدمات الوطنية للحد من ضرر الإصابة بفيروس سى، وتلبية معايير منظمة الصحة العالمية، للتشخيص والعلاج، فضلاً عن إنشاء لجان رصد، الأهم أن مصر تتطلع إلى العمل مع «لجان التحقق الإقليمية، والعالمية» من أجل الاعتراف بها رسمياً واعتمادها خلال الفترة المقبلة كأول دولة استطاعت القضاء على التهاب الكبد سى، وتوسيع نطاق اختبارات وعلاج التهاب الكبد الفيروسى لتحقيق أهداف التخلص من هذا المرض فى عام 2030، والعمل على توحيد الجهود مع المجتمع الدولى للقضاء على التهاب الكبد الفيروسى بحلول عام 2030.
2مليون سيدة بمبادرة صحة الأم والجنين
مبادرة رئيس الجمهورية للعناية بصحة الأم والجنين، والتى فحصت 2 مليون سيدة حامل، وحولت 29 ألف سيدة للعلاج والمتابعة منذ بدأت فى مارس 2020، المبادرة تستهدف الكشف المبكر عن الإصابة بالأمراض المنتقلة من الأم للجنين وكافة الأمراض التى من الممكن أن تؤثر على صحة الجنين، تقديم خدمات المتابعة والعلاج من خلال مراكز ووحدات العلاج المنتشرة فى جميع المحافظات وتخفيف أعباء الأمراض والوفيات التى يمكن تجنبها بين الأمهات والأطفال بسبب تلك الأمراض، الكشف المبكر عن مرض السكرى وارتفاع ضغط الدم والسمنة، وتوجيه المكتشف إصابتهن لتلقى التقييم والعلاج بمختلف وحدات ومستشفيات الجمهورية.
د. أسامة ضيف: المبادرات الرئاسية أنقذت الآلاف من الخطر
الدكتور أسامة ضيف، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب بجامعة الأزهر، نائب مدير عام مستشفى باب الشعرية الجامعى، قال: «المبادرات الرئاسية خطوة مهمة وجادة، والأصل فيها مبدأ «الوقاية خير من العلاج» حيث الاكتشاف المبكر للأمراض وهذا من شأنه تقليل ازدياد معدل الإصابة بالأمراض، كما أن الاكتشاف المبكر للمرض يتبعه علاج مبكر وكذلك تقليل مضاعفات المرض، فمن قبل كنا نرى حالات كثيرة جلطة بالمخ أو نزيفا بالمخ أو شللا مثلا، ونتيجة الاكتشاف المبكر للأمراض غير السارية سواء الضغط أو السكر بدأت تقل مثل هذه المضاعفات حيث الاكتشاف المبكر وتناول العلاج».
وقال الدكتور أسامة: «المبادرات الرئاسية جيدة ولها فوائد كثيرة مثلا مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية مهمة جدا، فسرطان الثدى على سبيل المثال فى حالة الاكتشاف المبكر يتم استئصال الجزء المصاب فقط، وهذا يغنى السيدة عن الدخول فى رحلة علاج مكلفة وبها معاناة كثيرة، بجانب أن العلاج فى حالة الاكتشاف المتأخر لا يعطى نتائج جيدة، لكن تبقى نقطة مهمة تتعلق بثقافة ووعى المواطنين وقناعتهم بأهمية التردد على هذه المبادرات وجدواها، فيجب زيادة الوعى وهذه الثقافة، خاصة أن هذه المبادرات تنطوى على إجراء فحوص كثيرة من تحاليل كاملة ومتابعة الضغط والسكر، وكذلك الكشف المبكر عن سرطان الثدى والكشف المبكر عن الأمراض المنتقلة من الحامل للجنين ومتابعة الحالة الصحية للحوامل طوال فترة الحامل، ومن ثم تحديد كيفية التعامل مع الجنين أثناء الولادة».
مضيفا: «المبادرات الرئاسية مكلفة وليست مسألة سهلة، ولا بد من مزيد للتوعية للمواطنين للتردد عليها، خاصة أن المبادرات تذهب لأقرب مكان للمواطنين عن طريق العيادات المتنقلة التى تتوفر بها فحوص لا يُستهان بها من تحاليل وأشعة عادية ومقطعية وحتى الرنين، وتتم إحالة الحالات للمستشفيات فى حالة أنها تستدعى ذلك، ويتم العلاج بالمجان، وهذا من شأنه سرعة الاكتشاف المبكر ومن ثم العلاج المبكر، وهذه ميزة مهمة للمبادرات الرئاسية، فالمبادرات الرئاسية أكثر من رائعة ولها مردود جيد جدا عند المواطنين».
ومع كل هذا الاهتمام، قال الدكتور أسامة: «نأمل المزيد فى دعم القطاع الصحى، سواء من خلال زيادة الإنفاق السنوى على القطاع الصحى، وكذلك مواجهة وحل مشكلة العجز فى أعداد الفريق الطبى، سواء أطباء أو تمريضا، والتعامل مع هذا الملف بخطط قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد، وتحسين أحوال الفريق الطبى وتوفير حياة كريمة».
التأمين الصحى الشامل بحسب الدكتور أسامة يعد خطوة رائعة.
36مليوناً و464ألف زيارة بمبادرة صحة المرأة
مبادرة دعم صحة المرأة المصرية، استقبلت أكثر من 36 مليوناً و464 ألف زيارة من السيدات، لتلقى خدمات الفحص والتوعية، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية المستدامة لدعم صحة المرأة المصرية، منذ إطلاقها فى شهر يوليو عام 2019، ما بين الفحص والكشف المبكر عن أورام الثدى، والعلاج بالمجان، محققة طفرة كبيرة، تمثلت فى ارتفاع نسبة اكتشاف المرض فى مراحله الأولى إلى 70 فى المائة مقابل 58 فى المائة اكتشاف للمرض فى مراحل متأخرة قبل إطلاق المبادرة، فالتشخيص والكشف المبكر عن أورام الثدى يساهم فى تقليل العبء على المريض والدولة من خلال الاستجابة الفعالة لبروتوكولات العلاج التى توفرها المبادرة بالمجان، المبادرة تقدم خدماتها المجانية لفحص السيدات من خلال 3538 وحدة صحية على مستوى محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى مشاركة 102 مستشفى، لتقديم الخدمة الطبية للسيدات اللاتى تتطلب حالتهن إجراء فحص متقدم، المبادرة تتبع أحدث البروتوكولات العالمية لعلاج سرطان الثدى، من خلال 14 مركزاً تابعاً لوزارة الصحة والسكان، بالإضافة إلى تفعيل تلك البروتوكولات فى 14 مركزاً تابعاً للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية وبالمجان، كما أنه جارٍ تجهيز تلك المراكز للبحوث التطبيقية بهدف الوصول لمراكز بحثية متقدمة فى علاج الأورام، ضمن رؤية القيادة السياسية للاهتمام بالصحة العامة للمواطنين، المبادرة تستهدف السيدات بداية من سن 18 عاماً، وتتضمن الكشف عن الأمراض غير السارية (السكرى، ضغط الدم، قياس الوزن والطول وتحديد مؤشر كتلة الجسم، ومستوى السمنة أو زيادة الوزن)، إلى جانب التوعية بعوامل الخطورة المسببة للأمراض غير السارية، بالإضافة للتوعية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، وتم اكتشاف إصابة 19 ألفاً و674 حالة بسرطان الثدى، وإجراء 298 ألفاً و854 أشعة ماموجرام، منذ إطلاق المبادرة، إلى جانب سحب 29 ألفاً و764 عينة أورام لتحليلها، وتقديم العلاج «مجانا» للحالات التى تأكدت إصابتها.
2مليون جراحة بمبادرة القضاء
على قوائم الانتظار
جاءت مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على قوائم انتظار العمليات الحرجة، والتدخلات الجراحية العاجلة، لإنقاذ عشرات بل مئات الآلاف من المصريين وتخفيف معاناة انتظار المرضى، فمن خلال المبادرة تم إجراء نحو 2 مليون تدخل جراحى، وذلك منذ انطلاقها فى شهر يوليو عام 2018، المبادرة تشمل جراحات (القلب، العظام، الرمد، الأورام، القساطر المخية، قسطرة القلب، المخ والأعصاب، زراعة الكلى، زراعة الكبد، زراعة القوقعة)، يتم توزيع المرضى مركزياً على المستشفيات التابعة للمبادرة، لضمان حصولهم على الخدمة الطبية بأقصى سرعة ممكنة، خدمات المبادرة مجانية بالكامل، والمريض لا يتحمل أى أعباء مادية، حيث إن المبادرة قائمة على تخفيف معاناة غير القادرين، وإجراء الجراحات العاجلة والحرجة بأعلى جودة وفى أسرع وقت ممكن.
30مليون مواطن مستهدف للكشف عن الأورام السرطانية
تأتى أحدث مبادرات رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية والتى تستهدف الوصول إلى 30 مليون مواطن، حيث شهد بداية الأسبوع الماضى تدشين الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان لمبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية (الرئة – عنق الرحم – القولون – البروستاتا)، مبادرة الكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية، بدأت بـ 9 محافظات كمرحلة أولى وهى (الإسكندرية – القليوبية – البحيرة – دمياط- جنوب سيناء- مرسى مطروح – الفيوم – أسيوط – بورسعيد)، ومن المقرر بدء المرحلة الثانية التى تضم 11 محافظة بنهاية العام الجارى، فيما تبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة بحلول الربع الأول من عام 2024، المبادرة قدمت خدماتها حتى الآن لـمليون و900 ألف مستفيد، قاموا بملء الاستبيان المبدئى والذى يحدد الأورام المستهدفة بالكشف المبكر، وتم تحويل 17507 مواطنين لإجراء أشعة مقطعية للكشف المبكر عن سرطان الرئة، بينما تم تحويل 89787 آخرين لإجراء اختبار الكشف المبكر عن سرطان القولون، كما تم تحويل 62576 لإجراء اختبار دلالات أورام البروستاتا، وتحويل 5048 سيدة للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، المبادرة تساعد على الاكتشاف المبكر للأورام السرطانية فى مراحل مبكرة لفئة مستهدفة تصل إلى 30 مليون مواطن، من كافة المراحل العمرية، وذلك لتعزيز الخطة الوطنية لمكافحة الأورام.
7ملايين مواطن للكشف المبكر عن الاعتلال الكلوى
تم فحص أكثر من 7 ملايين و91 ألفاً و272 مواطناً، وتحويل 3 ملايين حالة للمتابعة والعلاج ضمن مبادرة فحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوى، تحت شعار «100 مليون صحة» وذلك منذ انطلاق المبادرة فى شهر سبتمبر 2021، وبحسب المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، فالمبادرة تعمل من خلال 3601 وحدة رعاية أولية على مستوى الجمهورية، وتهدف إلى التشخيص المبكر وعلاج الأمراض المزمنة، وتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية لجميع المواطنين فى الفئة العمرية الأكبر من 40 عاماً، إضافةً إلى فئة الشباب من عمر 18 عاماً ممن لديهم تاريخ مرضى مرتبط بالأمراض المزمنة، المبادرة تقدم فحوصات قياس ضغط الدم، ونسبة السكر بالدم (عشوائى وتراكمى)، ونسبة الدهون بالدم، وفحوصات الكلى، ومؤشر كتلة الجسم، إضافةً إلى تقديم خدمات التوعية بعوامل الخطورة الخاصة بالأمراض المزمنة، ومتابعة المستفيدين من المبادرة خلال زيارات متتالية يتم تحديد مواعيدها بناءً على نتائج الفحوصات الأولية، وفى حالة التأكد من إصابة المريض بالاعتلال الكلوى المزمن، تتم إحالته إلى المستشفيات لتلقى العلاج اللازم بالمجان ضمن المبادرة.
واستكمالا للمبادرات الرئاسية جاءت مبادرة الكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد، والتى أدرجت فى برنامجها متابعة 116 ألف حالة، وصرفت العلاج لـ 2000 حالة.
حماية كبار السن
المبادرات الرئاسية تضمنت أيضاً مبادرة رعاية كبار السن، والتى تمكنت من تقديم الخدمات الطبية لـ 752 ألف مواطن فوق سن الـ 65 عاماً ضمن برنامج «الرعاية الصحية المستمرة لكبار السن» منذ انطلاق البرنامج فى الأول من شهر أكتوبر العام الماضى، وأحالت 34 ألف مواطن للمتابعة والعلاج، البرنامج يأتى فى إطار جهود الوزارة لتحسين جودة الحياة الصحية لكبار السن فوق الـ65 عاماً، من خلال الكشف المبكر عن المشكلات الصحية الأكثر شيوعاً فى هذه المرحلة العمرية، ويتم تقديم حزمة الخدمات الصحية لكبار السن من خلال 832 مركزاً بالوحدات الصحية ومراكز طب الأسرة موزعين بـ 21 محافظة على مستوى الجمهورية، الخدمات المقدمة تشمل إجراء الفحص الطبى الشامل، للكشف عن الأمراض غير السارية وأمراض الجهاز الهضمى، وسوء التغذية (الأنيميا، السمنة)، بالإضافة إلى التقييم النفسى والتغذوى، فضلاً عن تقديم خدمات التثقيف الصحى والدعم النفسى، لتعزيز صحة المسنين، ورفع الوعى بالمشاكل الصحية لكبار السن وكيفية الوقاية منها، وتم إحالة 34 ألف مريض إلى المستشفيات لإجراء الفحوصات الطبية المتقدمة، ويحصل المريض على كارت متابعة دورية للحالة الصحية بشكل أساسى مع زيارتين سنويا.
500ألف فحص للمقبلين على الزواج
مبادرة رئيس الجمهورية لفحص المقبلين على الزواج، التى بدأت فى فبراير 2023 تم مسح نحو 500 ألف مواطن ومواطنة من المقبلين على الزواج، وبحسب الدكتور محمد حسانى مساعد وزير الصحة لشئون المبادرات الصحية المبادرة تشمل حزمة من الفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج، للكشف المبكر عن العديد من الأمراض المعدية وغير السارية، للتأكد من خلوهم من الأمراض التى قد تؤثر عليهما فى المستقبل أو احتمالية انتقال الأمراض بينهما، وتشمل الفحوصات الطبية المقدمة بالمبادرة الكشف عن الأمراض غير السارية (السكر، ارتفاع ضغط الدم، السمنة)، وكذلك الكشف عن الأمراض المعدية (فيروس بى، فيروس سى، فيروس نقص المناعة البشرى)، بالإضافة إلى إجراء تحاليل فصيلة الدم، Rh، هيموجلوبين، خدمات المبادرة متاحة فى 300 مركز ووحدة طبية، بمعدل مركز طبى على الأقل داخل كل إدارة صحية، طوال أيام العمل الرسمية، بدءا من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر، مشيراً إلى توافر فريق طبى مختص بتقديم خدمات المبادرة فى كل وحدة ومركز طبى، يتكون من (طبيب، ممرض، فنى معمل).
15مليون مواطن تحت مظلة التأمين الصحى
منظومة التأمين الصحى، حظيت باهتمام كبير، بين عامى 2014 إلى 2023 تمثل فى تنفيذ 93 مشروع إنشاء وتطوير وإحلال وتجديد مستشفيات وعيادات، بتكلفة 841 مليوناً و935 ألفاً و578 جنيهاً، كما ارتفع عدد المواطنين المؤمن عليهم صحياً من 50 مليوناً و194 ألفاً و67 مواطناً منتفعاً، إلى 53 مليوناً و731 ألفاً و815 مواطناً منتفعاً، فضلاً عن 15 مليوناً و279 ألفاً و912 مواطناً من الفئات الجديدة التى تم إدراجها تحت مظلة التأمين شملت «الفلاحين والعمال، أصحاب الأعمال، سائقى التاكسى والميكروباص، فئات العمالة غير المنتظمة من الصيادين، أعضاء النقابات المهنية، عمال المناجم والمحاجر والمقاولات وعمال النقل والشحن».
5 ملايين اختبار سنوياً
شهدت السنوات الأخيرة أيضا إدراج اختبارات جديدة فى معامل وزارة الصحة، ومنها البرنامج القومى للكشف المبكر عن مسببات الإعاقة فى الأطفال حديثى الولادة، بجانب الكشف المبكر عن نقص هرمون الغدة الدرقية، لجميع المواليد، ليصبح إجمالى عدد الاختبارات نحو 5 ملايين اختبار سنويا، كما تم إنشاء معمل التمثيل الغذائى لعمل الاختبارات التأكيدية واختبارات المتابعة الخاصة بمرض فينيل كيتونيوريا للأطفال حديثى الولادة لجميع المواليد وفقا للبرنامج القومى.
التأمين الصحى الشامل..
العلاج حق لكل مصرى بكرامة
التأمين الصحى الشامل أحد أهم الإنجازات التى شهدتها مصر السنوات الماضية، فقد كان حلماً فأصبح واقعاً فى 6 محافظات، وخلال سنوات مخطط أن يغطى كل محافظات الجمهورية، ليقدم العلاج والرعاية الصحية لكل المصريين بكرامة واحترافية وبمستويات عالمية.
فى يوليو 2023 مضى 4 سنوات من إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى لمنظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة، من محافظة بورسعيد فى يوليو 2019، معلناً تشغيل المنظومة رسمياً فى نوفمبر من ذات العام، وبحسب الدكتور أحمد السبكى، رئيس مجلس إدارة الهيئة، والمشرف العام على مشروعى التأمين الصحى الشامل و«حياة كريمة» بوزارة الصحة والسكان، انطلقت منظومة التأمين الصحى الشامل بـ4 محافظات حتى الآن، بدأت فى يوليو 2019 بانطلاق المنظومة تجريبياً من محافظة بورسعيد نواة المنظومة الجديدة، وفى نوفمبر من ذات العام أعلن الرئيس تشغيل المنظومة رسمياً ببورسعيد، وفى فبراير 2021 أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى من داخل مجمع الإسماعيلية الطبى منظومة التأمين الصحى الشامل بالمحافظات الثلاث «الأقصر والإسماعيلية وجنوب سيناء»، لتقدم المحافظات الأربع حتى الآن 24.5 مليون خدمة طبية وعلاجية من خلال منشآتها الصحية التى تغطى كافة أرجاء الأربع محافظات، وتم تسجيل أكثر من 5 ملايين مواطن بمحافظات المرحلة الأولى الست لتطبيق التأمين الصحى الشامل، والتى تشمل محافظات (بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، السويس، أسوان)، كما تم تقديم ما يقرب من 14 مليون خدمة طبية بمستشفيات هيئة الرعاية الصحية بالأربع محافظات، فضلاً عن تقديم أكثر من 10.5 مليون خدمة طب أسرة بمنشآت طب الأسرة التابعة لهيئة الرعاية الصحية بالمحافظات، وتم إجراء 375 ألف عملية بمستشفيات هيئة الرعاية الصحية بالأربع محافظات، تحت مظلة التأمين الصحى الشامل وبتكلفة لا تذكر، فلا يتحمل المريض سوى الاشتراك، وإذا كان غير قادر فلا يتحمل حتى الاشتراك، والتأمين الصحى الشامل تم استحداث العديد من التقنيات الطبية وحزم الخدمات العلاجية وبأعلى المعايير العالمية، كما تم إنشاء أكثر من 4.3 مليون ملف طبى موحد بمحافظات تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، وبلغ إجمالى المنشآت الطبية المعتمدة والمسجلة التابعة للهيئة طبقاً لمعايير الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية GAHAR إلى 127 منشأة تابعة لهيئة الرعاية الصحية.
كما تم تطوير وإنشاء أكثر من 52 مستشفى و320 وحدة ومركز طب أسرة بالمحافظات من خلال وزارة الصحة والسكان بتكلفة تتجاوز 53 مليار جنيه، وتشير البيانات إلى انخفاض معدلات الإنفاق الشخصى من الجيب من 62.3 فى المائة لأقل من 47 فى المائة فى محافظة بورسعيد بعد عام واحد من التطبيق، وتمت ميكنة 100 فى المائة من وحدات ومراكز الرعاية الأولية بمحافظات المرحلة الأولى للتأمين الصحى الشامل و85 فى المائة من المستشفيات.
يعد امتداد منظومة التأمين الصحى الشامل إلى كافة المحافظات أولوية لدى الدولة والحكومة لضمان توفير رعاية صحية تليق بالمصريين، وجارٍ العمل على قدم وساق لامتداد التغطية الصحية الشاملة لجميع المصريين فى غضون 7 سنوات تنفيذاً للتكليفات الرئاسية بضغط الجدول الزمنى لاكتمال المشروع وشموله كافة محافظات الجمهورية بحلول 2030، باعتبار أن الصحة ركن أساسى لتحقيق التقدم بكافة القطاعات التنموية بالدولة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لرؤية مصر 2030، فالتأمين الصحى الشامل الجديد أكبر مشروع للإصلاح الصحى فى مصر بما يضمه من إمكانيات وتجهيزات عالمية وكوادر طبية وفنية وإدارية على أعلى مستوى، وهو ما يتكامل مع المبادرات الصحية الرئاسية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى للنهوض بالمنظومة الصحية فى مصر والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية المقدمة للمصريين والحفاظ على الصحة العامة للأفراد.
د. صلاح الغزالى حرب: «إنجازات معجزة»
الدكتور صلاح الغزالى حرب، أستاذ أمراض الباطنة والسكر بكلية الطب بجامعة القاهرة، قال: «ما حدث فى المجال الصحى فى السنوات الأخيرة يعد من نتائج وآثار المبادرات الرئاسية، فهذه المبادرات أنقذت أو خففت من وطأة المنظومة الصحية المهترئة فى مصر، فبداية من مبادرة القضاء على قوائم الانتظار التى خففت معاناة آلاف الحالات الجراحية التى كانت متوقفة، فهذه مبادرة متميزة بأن يتم الانتهاء من قائمة الانتظار للعمليات الجراحية، فللأسف حالات كثيرة فى الفترة السابقة للمبادرة كانت تتوفى أو تتعرض للمضاعفات أثناء الانتظار فى القائمة.
مضيفا: «الإنجازات التى تمت فى عهد الرئيس السيسى أسميها «إنجازات معجزة» ولا أحد ينكر هذا، فظللنا 50 سنة لم نرَ ما يتم إنجازه فى هذه الفترة القصيرة، فالمبادرة التى أسعدتنى كثيرا مبادرة القضاء على قوائم الانتظار ولا بد من الاستفادة منها حتى لا يعود الوضع مرة أخرى، فطبيعى أنه لا توجد مبادرة تستمر طول الوقت، فالمبادرة تكون لوقت معين لحل مشكلة معينة، ولكن الاعتماد الأساسى على وجود سياسة صحية».
وقال د. صلاح: «المبادرة المهمة أيضا 100 مليون صحة للقضاء على فيروس «سى» والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية»، والأمراض المزمنة فى مصر من سكر وضغط وسمنة وكبد وكلى، وإذا نظرنا لمشكلة الكبد وفيروس «سى» فهذه مشكلة انتهت، وهذا إعجاز بفضل الدعم الرئاسى والمجموعة القائمة على هذا الملف من البداية، منهم وزير الصحة وقتها الدكتور عادل عدوى وكذلك اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وهذه خطوات جيدة بالنسبة لمرضى الكبد، المبادرة جيدة وأفادت أشخاصاً كثيرين، لكن بالنسبة لمرضى السكر تم تجميد اللجنة القومية للسكر فلا نعلم الأرقام الحقيقية للمصابين ومَن هم فى مرحلة ما قبل السكر، لكنها بشكل عام مبادرة مهمة، سواء من حيث الأمراض المستهدفة أو عدد المستفيدين بالملايين.
مضيفا: «أيضا انبثقت عدة مبادرات بعد ذلك لفئات كانت «منسية»، منها مبادرة الكشف المبكر عن ضعف وفقدان السمع والكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثى الولادة، ومبادرات للمرأة، وهذه أهمية هذه المبادرات أنها تستهدف الفئات التى لم تكن فى الحسبان إما لأن حلها صعب وإما لعدم توفر حل كامل لمشكلاتهم، لكن المبادرات الرئاسية جاءت لتضع هذه الفئات فى بؤرة الاهتمام».
وأكد الدكتور صلاح قائلا: «التأمين الصحى الشامل هو الحل الوحيد لمشكلة الصحة فى مصر، وكان (رحمه الله) الدكتور طارق الغزالى من أوائل مَن شاركوا فى وضع خريطة التأمين الشامل ووضعه حيز التطبيق خطوة مهمة، ولأنه هو الحل الوحيد لمصر، لا بد من مراعاة الميزانية المخصصة للتأمين الصحى الشامل، ولا بد من السير على الجدول الزمنى الذى قاله الرئيس بالتطبيق على عشر سنوات، ولا بد من ربطه بالتأمين الصحى الحالى الذى يخدم نسبة لا يُستهان بها من المواطنين، فلا بد من سرعة التغطية لكافة المحافظات فهو الإنقاذ الوحيد، فالمرضى فى معاناة حقيقية، ولا بد من العمل بهذه المنظومة بشكل حقيقى وجدى وليس بالمباهاة».