خالد فؤاد

عنتر وعبلة .. قيس وليلى .. روميو وجولييت .. انطونيو وكليو باترا .. الملكة فكتوريا والأمير ألبرت .. جميل وبثينة .. قيس ولبنى.

هذه مجرد مجموعة من نماذج الحب والعشق الخالدة عبر التاريخ ، فرغم مرور مئات بل آلاف السنين عليها إلا انها لاتزال حتى اليوم خالدة وباقية ومضربا للآمثال، ولطالما تم تناولها فى العشرات من الأفلام السينمائية والعروض المسرحية والمسلسلات التليفزيونية ، ليس فى مصر أو العالم العربى فحسب لكن عالمياً أيضاً.

ـ والذى لفت أنظارنا عند قيامنا بالتبحر فى هذه القصص ولم نكن نتصوره أنها جميعا انتهت بشكل محزن ومأساوى.

قيس وليلى

يأتى فى مقدمة هذه القصص الخالدة قصة عشق وغرام" قيس بن الملوح" الذى ذاب حبا بابنة عمه "ليلى بنت المهدى" وهما صغيران يرعيان إبل اهلهما، ولما كبرا حجبت عنه ليلى، وظل قيس على حبه وبادلته ليلى حباً بحب، ولما شاعت بين الناس قصة حبهما غضب والد ليلى ورفض زواجهما فحزن "قيس" واعتلت صحته بسبب حرمانه من ليلى فذهب والده الى أخيه والد ليلى وقال له: إن ابن أخيك على وشك الهلاك أو الجنون فاعدل عن عنادك وإصرارك، إلا أنه رفض واستمر في عناده وأصر على أن يزوجها من آخر ، فاعتزل قيس الناس وهام في الوديان، لايفيق من ذهوله الا على ذكرى ليلى.

وأصبح قيس يزور آثار ديارها ويبكي وينظم الشعر في حبها، حتى لقب بالمجنون ، وبادلته ليلى ذلك الحب العظيم حتى مرضت وألم بها الداء والهزال، فماتت قبله، وعلم بموتها فما كان منه إلا أن داوم على قبرها راثيا لها ولحبها، حتى مات.

كليوباترا وانطونيو

تعد قصتهما من أشهر قصص الحب عبر التاريخ، وقد جسدها الكاتب الإنجليزي شكسبير في مسرحية مأساوية بعنوان (انطونيو وكليوباترا)، فقد وقعا في الحب من أول نظرة، لكن علاقتهما أثارت غضب الرومان، حيث كان أنطونيو قائد الرومان، وخشوا أن تزيد قوة مصر مع وجود هذه العلاقة، لكن رغم كل التهديدات، تزوجا وحين جاء يوم كان انطونيو يخوض فيه حربا ضد الرومان، تلقى شائعات كاذبة بأن كليوباترا ماتت، فانتحر بسيفه، وعندما عرفت كليوباترا حزنت، ولم تحتمل فانتحرت هي الأخرى بالسم .

جميل بثينة

وقعت تفاصيل قصة جميل بثينة في العصر الأموي،فقد أحب جميل بن معمر العذري بثينة بنت الحباب وبدأت القصة، حيث وقعت بينهما مشكلة قامت علي إثرها بتوجيه عبارات السباب له، فأبتسم وأحب سبابها فأحبته، وراحا يتواعدان سرا، وأشتد هيامه بها وهيامها به وتقدم لطلب يدها فرفض أهلها وقاموا بتزويجها من فتى من قومهم هو نبيه بن الاسود.

ولم يغير هذا الزواج من حبهما الجارف وظل العاشقان يلتقيان سرا، وكان الزوج يعلم باستمرار علاقة بثينة بجميل ولقاءاتهما السرية، فلجأ إلى أهلها وراح يشكوها فقرر أهلها قتله، ففر جميل إلى اليمن حيث أخواله، وظل مقيما بها زمنا، ثم عاد إلى وطنه ليجد قوم بثينة قد رحلوا إلى الشام، فرحل وراءهم ليجد بثينة ودعت الحياة ، وراح يتمنى الموت وهو هائما على وجهه متيقنا كما يقول أن الله سيجمعها بعد الموت.

عنترة وعبلة

من المؤكد أننا جميعا نحفظ عن ظهر قلب ، قصة عشق وهيام الشاعر والفارس عنترة العبسي، وابنة عمه عبلة بنت مالك.

عنترة نشأ من أب عربي هو عمرو بن شداد، وكان سيدا من أسياد قبيلته، أمه هي الأمة السوداء الحبشية زبيبة، وورث عنترة السواد من أمه.

وبلغ الحب بعنترة وعبلة مبلغه فصارا عاشقين، وتقدم عنترة إلى عمه يخطب ابنته، لكن لون بشرته السوداء ونسبه وقفا في طريقه. فقد رفض مالك أن يزوج ابنته من رجل يجري في عروقه دم غير عربي. وحتى يصرفه عنها ويشعره بقلة الحيلة والعجز عن دفع مهرها، طلب منه أن يدفع لها مهراً ألف ناقة حمراء من نوق الملك النعمان المعروفة بالعصافير، فسعى عنترة لتحقيق ذلك، وبلغ به الأمر من المشقة أقساها، إلا أنه لم يستسلم، وجاء بمهر عبلة، إلا أن والدها لم يقبله منه، واستبدل مهر ابنته برأس عنترة لمن أراد الزواج منها، وفي النهاية تزوجت عبلة من فارس عربي، وغرق عنترة في حزنه، هائما في حبها ينظم الشعر فيها حتى مات ، والغريب أن هناك رواية اخرى تقول انهما تزوجا بالفعل وتم التفريق بينهما وتزوج من بعدها 16 مرة .

نابليون وجوزفين

ومن أشهر هذه القصص ايضا قصة حب نابليون وجوزفين الثرية فرغم أنها كانت تكبره سنا، إلا انه وقع فى غرامها ومع مرور الوقت أصبحا يتبادلان الحب العنيف، وانفصل عنها بسبب عقمها، وحزنت جوزفين بشدة وظلت معتزلة المجتمع في قصر مالميزون، فلم تكن تتصور أن يهجرها بهذا الشكل المأساوى رغم كل ماكان بينهما وفارقت الحياة وهى شاردة هزيلة.

قيس ولبنى

قصة حب عربية شهيرة هى "قيس بن ذريح الذي عشق لبنى في زمن معاوية، وتزامن وقوعها فى الحجاز في نفس الوقت الذي شهدت فيه نجد مأساة مجنون ليلى.

كان قيس ابن أحد أثرياء البادية، وذات يوم حار كان في زيارة لأخواله الخزاعيين وعندما كان يسير في الصحراء شعر بالعطش الشديد، فاقترب من إحدى الخيام طالبا ماء للشرب، فخرجت له فتاة طويلة القامة رائعة الجمال ذات حديث حلو هي لبنى بنت الحباب، استسقاها فسقته، فلما استدار ليمضي إلى حال سبيله دعته لأن يرتاح في خيمتهم قليلاً ويستبرد، فقبل دعوتها وهو يتأملها بإعجاب شديد. وتقول الحكاية إن أباها الحباب جاء فوجد قيسا يستريح عندهم فرحب به وأمر بنحر الذبائح من أجله واستبقاه يوما كاملاً.

وحينما طلب من ابيه ان يتقدم لها رفض الأب الثرى الذي كان يريد أن يزوجه من واحدة من قومه ليحفظ ماله واعترضت امه ايضا ، وأمام إصراره رضخ الأهل وتزوج منها ، إلا انها لم تستطع أن تنجب له وراح أبوه يلح عليه فى الزواج من أخرى لتنجب له وظل قيس رافضا ان يتزوج غيرها فبدأ والده وقومه يهددونه فطلقها وتزوج غيرها ، رحلت لبنى إلى قومها بمكة، وجزع قيس جزعاً شديداً، وبلغ به الندم مداه، وتزوجت هى من شخص آخر لتنتهى واحدة من أقوى قصص الحب عبر التاريخ.

روميو وجولييت

خارج أسوار فيرونا، لا يوجد عالم، لا يوجد سوى الطهر والألم والجحيم. أن تكون منفياً عن فيرونا، يعني أنك منفي عن العالم، فالنفى عنها يعني الموت.

هكذا رثى روميو حبه العظيم عندما لجأ إلى أحد الأديرة خارج فيرونا هربًا من انتقام عائلة حبيبته جولييت قبل أن يلتقيا مرة أخرى ويقررا الانتحار معا.

ليقوم وليم شيكسبير بتخليد قصتهما لنعيش أساطير الحب بكل تفاصيلها وتظل مضرب الأمثال لدى كل العشاق .