الشائعات والحرب النفسية .. أحدث حيل «الإخوان» الإرهابية
زيادة أسعار الوقود.. تجنيد الفتيات.. رفع رسوم الزواج.. زيادة الحد الأدنى للأجور.. تغيير نظام الثانوية العامة.. من الشائعات العديدة التي انتشرت علي مدار الأيام القليلة الماضية؛ أثارت حالة كبيرة من الجدل مما اضطر إلى خروج نفي رسمي لها من مجلس الوزراء، فقد نفت الحكومة على لسان متحدثها الرسمي ما تردد حول نية الحكومة زيادة أسعار الوقود، وتحديد حصص شهرية من الوقود المدعوم للسيارات، وعدم صحة تلك الأخبار المتداولة.
وأوضح، أنه يتم الإعلان بشكل رسمي عن أية إجراءات يتم اتخاذها في إطار الإصلاح الاقتصادي، وذلك في إطار مبدأ الشفافية الذي تنتهجه الحكومة؛ حرصًا منها على عدم تناول معلومات غير صحيحة، كما نفت الحكومة ما أثير عن تجنيد الفتيات وتطبيق قرار بالتجنيد الإجباري للفتيات.
وأكدت الحكومة على أن الخبر عار تمامًا من الصحة، وأن كل ما هنالك أن خريجي الجامعات والمعاهد العليا مكلفين أساسًا وحسب القانون بأداء الخدمة العامة لمدة عام، ولم يُستجد مؤخرًا أي شيء بهذا الخصوص، فيما نفت الحكومة أيضًا ما انتشر في عدد من وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، عن دراسة حكومية لزيادة الحد الأدنى للأجور من 1200 إلى 1500 جنيه، ونفت أيضًا ما انتشر في العديد من المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي بتغيير نظام امتحانات الثانوية العامة ونظام التقويم بها.
خلال الشهرين الماضيين انتشرت عدة شائعات كذبتها الحكومة، منها شائعة تسريح 3 ملايين موظف في الجهاز الإداري للدولة في إطار خطة الحكومة لترشيد الإنفاق، أما الشائعة الأخطر فكانت أن الحكومة تخطط لإلغاء الدعم نهائيًا، وهو ما أثار حالة كبيرة من البلبلة لدى الرأي العام وما زالت تتردد بين الناس رغم التأكيد الحكومي على أنه لا مساس بالدعم، وما تم الترويج له مؤخرًا عن انتشار لحالات خطف الفتيات بمحافظة الإسكندرية، وهو ما نفته وزارة الداخلية بعد التوصل لهن وكشفت الملابسات الحقيقة لاختفائهن، والتي لم يكن من بينها عملية الاختطاف نهائيًا.
كل هذه الأخبار والشائعات تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت مادة خصبة لتداول الأكاذيب، فهل هي رؤية ممنهجة أم فـراغ قاتل؟!
يرى سامح عيد المتخصص في الحركات الإسلامية، أن الحرب النفسية من أكثر أنواع التهديدات التي يمكن أن توجه للأمن الوطني والسلم الاجتماعي لأي دولة، ولذلك يعدها البعض أخطر من الحرب العسكرية، لكونها تؤثر على عقول الناس ومعنوياتهم، كما يمكن أن تشل اقتصاد الدولة، وتعمل على خلق البلبلة، وتساهم في إضعاف الثقة بين الحاكم والمحكومين، وأضاف عيد لـ«الهلال اليوم» قائلًا: تستخدم الشائعات كإحدى وسائل الحرب النفسية المهمة، وعلينا ألا ننسى أن من أحد أسباب تأجيج الغضب ضد مبارك خلال ثورة يناير انتشار خبر من أحد المواقع الأجنبية بأن ثروة مبارك تبلغ 70 مليار دولار، مما أشعل الغضب داخل الشارع المصري؛ فالشائعة لها تأثير ومن الممكن أن تحرك الشارع وتغضبه.
ويشدد «عيد» على أن غياب الشفافية يساهم في انتشار الشائعات؛ خاصةً أن المواطن لديه قابلية لتصديقها في ظل انتشار حالة الإحباط بين بعض فئات المجتمع، وهنا يلقي «عيد» باللوم على الدولة وأجهزتها في عدم سرعة الرد على الشائعات وغياب مناخ الشفافية وتأخر عمل أجهزة الدولة على المستوي الخارجي؛ للرد على المزاعم التي يروجها الإخوان خارجيًا مما يسئ للدولة.
ويضيف الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، تقوم اللجان الإليكترونية للإخوان بدور كبير للغاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بنشر العديد من الشائعات، فيعتمد الإخوان عليها بصورة كبيرة للغاية، ويستطرد: من الأهداف الأساسية للحرب النفسية زعزعة ثقة المواطنين بأجهزة الدولة، كما نجد من محاولات التشكيك في الجيش والشرطة والقضاء وغيرها من المؤسسات، كما تحاول الجماعة شحن عقول الناس على الجيش والنظام المصري بنشر أخبار مفبركة حول تأثير سلبي لميزانية الجيش والتسليح على الاقتصاد المصري وحياة المواطنين، مشيرًا إلى أن كل ما يتم ترويجه يأتي في إطار الحرب النفسية الموجهة ضد القوات المسلحة ونشر الأكاذيب حولها، فضلًا عن الشائعات المتعلقة بحياة المواطنين كشائعة إلغاء الدعم، لافتًا إلى أنه يتم ترديد الشائعة على لسان الرافضين للإخوان عن غير قصد لأنهم لا يعلمون مصدرها هم فقط سمعوها وصدقوها وتناقلوها .
من جانبه يرى «هشام النجار» الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن هذه الشائعات خطة ممنهجة، مضيفًا في تصريحات خاصة لبوابة «الهلال اليوم»: شائعات الإخوان حيلة من حيلهم البديلة عن العنف المباشر الذي عجزوا عن تنفيذه خلال طوال السنوات الماضية لتحقيق أهدافهم، فاللجوء للشائعات وإشاعة الإحباط واليأس ومحاولة الترويج لزعم فشل المسار الحالي في النهوض بالمهام الاقتصادية وكونه عاجزًا عن إدارة شئون البلاد، فبث الشائعات سلوك بديل عن استراتيجية العنف التي فشلت الإخوان في تحقيقها.
ويضيف «النجار»، الإخوان يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي وجروبات وصفحات الفيسبوك الشخصية بكثافة ويوظفون منابرهم الإعلامية في الخارج، كما تقوم فضائية الجزيرة بدور خبيث جدًا في هذا الملف؛ فضلًا عن تركيز أحاديثهم اليومية على هذه القضايا التي تضعف ثقة الجماهير بالدولة ومؤسساتها.