.................................................................الإمام الأكبر لمؤتمر الإفتاء: هناك دول مصنعة للسلاح تحمي شذوذ الفتاوى وتدعم الإرهاب في المنطقة
كتب: مصطفى حمزة
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الفتوى كانت وما زالت من اختصاص أهل العلم والتجرد والأمانة والنزاهة، وكانت دور الإفتاء هي الباب الوحيد الذي يطرقه المسلمون لمعرفة مستجدات حياتهم ودينهم طمعًا في ما عند الله، مؤكدًا أن اختيار مهمة الإفتاء هو اختيار لمن يبلغ عن الله.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان "دور الفتوى في استقرار المجتمعات" المنعقد في الفترة من 17 – 19 أكتوبر الجاري حيث قال: "وقد ترددت كثيرًا في قبول مهمة الإفتاء لعظيم شأنها وخوفًا من الوزر الذي يمكن أن أتحمله، ولم يكن ترددي بسبب الإلمام الفقهي على الإطلاق فأنا من أبناء مدرسة فقهية متميزة، تشعبت في دراسة المذاهب."
وتابع: "توليت هذه المهمة عامًا ونصف أعمل في استقلال وحياد وموضوعية، حتى ابتلي أهلم العلم والفتوى في زماننا هذا بنوع من الهجوم على التراث من غير المتخصصين الذين لا يحسنون الفهم والأدب، ويتستر هذا الهجوم بدعاوى زائفة مثل التغيير وحرية الإبداع وحرية التغيير ولو كان تغيير الشريعة، وأصبح سائغًا اقتطاع كلام الفقهاء لتبدو شاذة لتشوية أحكام الفقه الإسلامي بسبب الخطأ في المعرفة."
وأشار إلى أن هناك استدراج لبعض المنتسبين للعلم وإغرائهم بالأموال والأضواء للمشاركة كشهود زور في ترويج هذه الأكاذيب والأباطيل، مطالبًا العلماء بالتصدي لهذه الهجمة النكراء، حيث تساءل: "هل سمعنا برامج باللغة اليهودية تتناول السخرية علنًا للتوراة أو التلمود وتطالب الناس بالانسلاخ عن دينهم؟ أو برامج في محيطنا العربي تسخر من الإنجيل أو تجرؤ على الدعوة لنزع الناس من دينهم، ولو حدث ذلك هل يمر مرور الكرام على مرأى ومسمع من علمائهم؟!"
وأضاف شيخ الأزهر: "ليس من الصدفة البحتة أن يتزامن تدمير دول عربية متجاورة، مع الدعوات التي تطالب بهدم الأزهر، في ظل ثقافة الفوضى، وثورات الربيع، ويتزامن ذلك مع هجوم ممنهج يصل لإدانة الأزهر مع كل حادث إرهابي، حتى بتنا نعرف موعد الهجوم على الأزهر في موسمين الأول هو بعد الحوادث الإرهابية والثاني بعد كل إنجاز للأزهر حيث يبحثون عن أي شيء لتشويه هذا الإنجاز"
واستطرد قائلًا: "ويقف وراء ذلك السياسات العالمية الجائرة لدول يقوم اقتصادها على تصنيع السلاح، مع ما يتطلبه ذلك من إشعال الفتن والحروب في الوطن العربي، ويتزامن ذلك مع إباحة الشذوذ باعتباره حق من حقوق الإنسان، ويتزامن مع إزاحة البرقع عن دعوات التغريب في المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث وزواج المسلمة بغير المسلم، وهو فصل جديد من اتفاقية السيداو."
وقال: "كنا نتمنى أن نسمع صوت مؤسسات الإفتاء في العالم ومؤازرتها للأزهر الشريف، في بيانه الرافض لهذه الدعوات، وأن تسارع في الاستنكار لهذا الهجوم على دين الله."
واقترح إنشاء أقسام متخصصة في أقسام الشريعة أو العلوم الإسلامية باسم قسم الفتوى وعلومها تبدأ من السنة الأولى وتمتد لتشمل تخصصات في علوم الآلة مع الاهتمام الشديد بعلم الجدل والمنطق مطبقًا على الفقه الإسلامي، والأزهر جامعًا وجامعة يدرس هذا الأمر.