نجاة عبدالله
ولدت في ميسان، وحصلت على بكالوريوس العلوم (كيمياء) 1990، ثم بكالوريوس اللغة الإسبانية من كلية اللغات بجامعة بغداد. لها عدة مجموعات شعرية منها: قيامة استفهام، نعاس الليلك، حين عبث الطيف بالطين. وفازت مجموعتها الشعرية "مناجم الأرق" عام 2007 في مسابقة ديوان ـ شرق غرب.
1
المرأة التي احتشدت بي
كسرتني
وملأت البيت نساء
.....
الرجل الذي أحببته أخي
كيف لي أن أضع أيتامي
على فمه
وأنشغل بالكلام .
....
الأم التي مازحتها
ذهبت للصلاة
وعادت لتنجبني
على استحياء .
.....
الأب الذي انحنى للطابوق
ثلاثين عاما ،
تناول حجرا
وظل منشغلا بسلالم قبره .
........
أنا والتفاحة نخشى الحرية،
الكؤوس معلقة على المشانق
وفمي يضحك لك أيها العالم
يضحك لأزهارك النائمة في كفي
وصراخك القاتم في المقهى .
....
أبكي الآن كأحمق يعد الذباب
تركتها تصلي كالحمامة
تتعثر بيدي ،
تركت قدمها الصغيرة في كفي
تركت نواحها وعصافيرها
تركت عينيها تحدقان طويلا في عيني
أسئلة شائكة وأقاويل وحقيبة سفر
قلت يا أمي سأذهب لشراء يوم جديد
وأتيت إليك أيها الرب .
2
كل صباح تتعكز عليَّ أيها الصباح
كأني ليلتكَ الوحيدة ،
تطالبني بالنهوض مبكرا
تركلُ حقيبتي من على كتفي كأني مقصلة
تأسف لسواد القهوة
ومرارة اليوم
وحينما نقف عند الباب
توبخني
أني تأخرت كثيرا عن البوح بالحرية
ماذا أفعل لكَ وقد كنتَ صباحا
وكنتُ ليلتك الوحيدة
3
ذهب السؤال يا أبي
لقبلتكَ المتشابكة على الباب
للألم المترهل في الدولاب،
لدفاتر المدرسة وقد أفسدتُها بكحل أمي
للشياطين الملونة على قميصي
للرجال الذين أفسدوا عليّ حياتي .
لأعقاب السجائر في سلة الورد
للكؤوس التي تغني وحيدة
للدمى التي خلعت عنها أساورها
ليلة أن روادها الرصاص .
للطغاة كأنهم يستغفرون
للعمائم الضاحكة خلف السكين
للرؤساء وهم يقصرون
للنساء السمينات في البرلمان
لبيتي الذي يتلصص على النيل
للفجر تزأر فيه أصابعي
كأني يا أبي
أقص عليك أحسن الأكاذيب