تطورات العدوان على غزة.. مستشفيات القطاع تخرج عن الخدمة واستمرار القصف الإسرائيلي لمحيطها
مع استمرار اليوم السابع والعشرين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يشهد القطاع كارثة إنسانية غير مسبوقة مع استمرار الاستهداف الإسرائيلي والقصف لمحيط المستشفيات التي باتت ملجأ للآلاف من أهالي القطاع النازحين من القصف الوحشي، فيما توقفت العديد من مستشفيات القطاع وخرجت عن الخدمة بسبب نفاد الإمدادات الطبية والوقود.
مستشفيات قطاع غزة
وأعلن المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن ثلث مستشفيات غزة توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود، مضيفا أنهم بحاجة إلى إدخال المساعدات إلى غزة خاصة الوقود بدون أي قيود، وشدد على أن هناك تهديد حقيقي لحياة المرضى في غزة في ظل انقطاع الكهرباء والوقود.
وفي المقابل أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، قائمة المستشفيات في غزة والتي أصبحت خارج الخدمة بسبب الحرب ونقص الوقود والمستلزمات الطبية، حيث تضمنت قائمة المستشفيات التي خرجت من الخدمة "المستشفى التركي، مستشفى بيت حانون، مستشفى الوفاء، مستشفى الخدمة العامة، مستشفى أصدقاء المريض، مستشفى الكرامة، مستشفى حيفا، مستشفى الدولي للعيون، مستشفى مسلم التخصصي، مستشفى الدرة، مستشفى حمد، مستشفى دار السلام، مستشفى اليمن السعيد، مستشفى سان جون، مستشفى الحياة، مستشفى يافا".
كما توقفت الخدمة أيضا في 32 مركزًا صحيًا من أصل 52 مركز رعاية أولية.
قصف محيط مستشفى القدس
وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، سلسلة غارات استهدفت محيط مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في حي تل الهوا، جنوب غزة، وذلك في ظل استمرار الاحتلال بقصف المستشفى الذي يتواجد فيه نحو 14 ألف مواطن نزحوا إليه كملاذ آمن، إضافة إلى مئات المرضى والجرحى، مطالبين بسرعة إخلائه، فيما أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في وقت سابق، أنها لن تخلي المستشفى، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل لمنع وقوع مجزرة.
وأعلن المستشفى الإندونيسي الذي يشكل عصب الخدمات الصحية شمال غزة، مساء أمس، عن توقف توقف المولد الرئيسي عن العمل بشكل نهائي، فيما نقلت مصادر طبية فلسطينية لوكالة الأنباء الفلسطينية أن توقف المولد الرئيسي في المستشفى الإندونسي عن العمل يضع المرضى في خطر محدق.
وأشارت إلى أنه تم تشغيل المولد الثانوي في بعض الأقسام، لكن توقف المولد الرئيسي أدى إلى توقف الأنظمة الكهروماكينية عن العمل لجميع المستشفى، بما في ذلك أنظمة التهوية في غرف العمليات، وتوقف محطة الأوكسجين الوحيدة بالمستشفى، وانقطاع التيار الكهربائي عن أقسام المبيت، وتوقف عمل ثلاجات حفظ الموتى.
الصحة العالمية تحذر
ورحبت منظمة الصحة العالمية بعمليات الإجلاء الأولى للجرحى من قطاع غزة، مشددة على أن الآلاف من المدنيين المصابين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة بحاجة إلى العلاج فورا، فقالت إنه لا يزال آلاف آخرين في قطاع غزة بحاجة للحصول على الخدمات الصحية العاجلة والأساسية في ظل نقص الأدوية والإمدادات الصحية والمساعدات الأخرى، مثل الوقود والمياه والغذاء".
وأشارت المنظمة إلى وجود أكثر من ألف مريض بحاجة إلى غسيل الكلى للبقاء على قيد الحياة، وأكثر من ألفي مريض يتعالجون من السرطان، و45 ألف شخص مرضى بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأكثر من 60 ألف مريض بالسكري.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن نفاذ كميات الوقود المتبقية لتشغيل المولدات في المستشفيات القليلة العاملة في قطاع غزة، خاصة مستشفيي الشفاء والأندونيسي، ينذر بكارثة حقيقية وموت جماعي لآلاف المواطنين، سواء من المرضى ومن يحتاجون للعلاجات والعناية الطبية.
وقالت الخارجية الفلسطينية إن الكارثة تهدد مرضى العناية المكثفة والأطفال والرضع والخدّج، ومن هم بحاجة لعمليات فورية لا يمكن تأجيلها، كما أن من أجريت لهم عمليات بحاجة ماسة للعناية وغيرها من الحالات التي ستواجه الموت المحقق في حال توقفت المستشفيات عن العمل، كما حدث في مستشفى الصداقة التركي الذي توقف بسبب نفاد الوقود، وما ترتب عن ذلك من تعريض مئات المواطنين المصابين بالسرطان لمخاطر كبيرة.
وشددت على أن استهداف المستشفيات سواء بالقصف أو نفاد الوقود هو أخطر جريمة إبادة جماعية ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وجريمة كبرى ضد الإنسانية، وحكم إسرائيلي بإعدام مئات المدنيين الفلسطينيين.
وطالبت الوزارة جميع الدول المانحة التي قامت ببناء ودعم بناء وتشغيل المستشفيات المهددة بالإغلاق في قطاع غزة، بالتحرك فوراً لرفض إغلاقها ووقف عملها الإنساني، مشددة على أن على العالم ألا يقبل بذلك، وأن يتخذ ما يلزم من الإجراءات اللازمة لتزويدها بالوقود فورا.