تحل اليوم ذكرى اكتشاف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون، الذي يعد أصغر ملوك مصر، وارتبط اسمه بالمجد على مر العصور، ولم يكن أحد يعرف شيء عنه حتى تم اكتشاف مقبرته في 4 نوفمبر عام 1922 م، في وادي الملوك من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر.
ونالت مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون شهرة عالمية واسعة لما احتوته من ثروات وكنوز عند اكتشافها، فهي المقبرة الملكية الوحيدة التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا، وضمت المقبرة حوالي 5000 قطعة أثرية كانت مكدسة بإحكام شديد.
وعكست هذه القطع نمط الحياة في القصر الملكي، وتشمل الأشياء التي كان توت عنخ آمون سيستخدمها في حياته اليومية مثل الملابس والمجوهرات ومستحضرات التجميل والبخور والأثاث والكراسي والألعاب والأواني المصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد والمركبات والأسلحة وغيرها.
كان اكتشاف المقبرة أحد أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، والتي صنعت موجة من الهوس بالملك الذهبي، وكل ما يتعلق به في مناطق مختلفة من العالم منذ عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، فكان ولا زال الجميع ينظرون بدهشة وانبهار إلى مقتنيات مقبرته الفريدة ويتطلعون للتعرف على الملك توت عنخ آمون، فهو أيقونة عالمية للتعبير عن مصر.
ويرجع توت عنخ آمون إلى الأسرة الـ18 في تاريخ مصر القدرم، ، معنى اسمه باللغة المصرية القديمة «الصورة الحية للإله آمون»، كبير الآلهة المصرية القديمة، وقد اعتلى عرش مصر وهو في التاسعة من عمره، بعد الملك إخناتون «امنحتب الرابع» الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل إله واحد أحد، وقد أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية في أبريل 2010 أنه بناء على اختبارات الحمض النووي أن توت عنخ امون هو ابن اخناتون
وتعد أهم أسباب شهرة «توت» هي الناحية التاريخية ومن أبرزها هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، واللغز الذي أحاط بظروف وفاته، إذ اعتبر الكثير وفاة فرعون في سن مبكرة جدًا أمرًا غير طبيعي وخاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته من بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا.
فتعد كل هذه الأحداث الغامضة، والاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ أمون، التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو، جعلت من توت عنخ آمون أشهر الفراعنة لألغاز وأسئلة لا تزال بلا جواب، اعتبرها البعض من أقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسانية.
وتوفي توت عنخ آمون في ظروف غامضة ومجهولة، ليحكم بعده وزيره السابق آي والذي تزوج من عنخ إسن أمون أرملة توت عنخ آمون.
ومن الجدير بالذكر ان الأدلة التاريخية تشير إلى وجود وزيرين لتوت عنخ أمون أحدهما آي، والأخر «حورمحب»، وتوجد أدلة أثرية تؤكد أنه بعد وفاة توت عنخ أمون أستلم الوزير آي مقاليد الحكم لفترة قصيرة، ليحل محله الوزير الثاني حورمحب الذي تم في عهده إتلاف معظم الأدلة على فترة حكم توت عنخ أمون والوزير آي، وهذا يؤكد لدى البعض نظرية المؤامرة وكون وفاة توت عنخ أمون بسبب مرض الملاريا التي كانت منتشرة في الجنوب.
وأعلن عالم الأثار المصري زاهي حواس في 8 مارس 2005 بعد استخدام التصوير الحاسوبي الشريحي الثلاثي الأبعاد three-dimensional CT scans على مومياء توت عنخ أمون، أنه لا توجد أية أدلة على أن توت عنخ أمون قد تعرض إلى عملية اغتيال، وأضاف أن الفتحة الموجودة في جمجمته لا تعود لسبب تلقيه ضربة على الرأس كما كان يعتقد في السابق، وإنما تم أحداث هذه الفتحة بعد الموت لغرض التحنيط، وعلل زاهي حواس الكسر في عظم الفخذ الأيسر الذي طالما تم ربطه بنظرية الإغتيال، بأنه نتيجة كسر في عظم الفخذ تعرض له توت عنخ أمون قبل موته وربما يكون الالتهاب الناتج من هذا الكسر قد تسبب في وفاته.