قال الناقد السينمائي، رامي عبد الرازق، عن فيلم "فرحة" إنه يعبر عن وجهة نظر الأجيال الجديدة في القضية الفلسطينية، وهي مرحلة هامة، بين مراحل تطور الفيلم الفلسطيني، فتلك الأجيال تحكي عن النكبة التي بدأت في 48 تستمر معهم حتى الآن.جاء ذلك بعد عرض فيلم "فرحة" للمخرجة دارين سلام، ضمن برنامج شهر الفيلم الفلسطيني الذي يُقام في نوفمبر، بجمعية النهضة العلمية والثقافية، جيزويت القاهرة.
فرحة -مستوحى من أحداث حقيقية- هو فيلم أردني إنتاج عام 2021، يحكي قصة فتاة في الرابعة عشر من عمرها، تشاهد هجوم قوات الإحتلال وتدمير قريتها من داخل غُرفة مؤن مُغلقة وذلك أثناء أحداث النكبة في 1948.
وأكد عبد الرازق، على أن من أهم ما يُميز هذا العمل هو التوجه النسوي، فإلى جانب أنه قد صنعته النساء، أيضًا يتناول القضية من وجهة نظر نسوية تربط بين النكبة وما تعرضت له أجيال من الفتيات، سواء بالحرمان من التعليم أو زواج القاصرات.
وأشار إلى أن الفيلم تتوافر فيه -تقريبًا- كافة العناصر التي اهتمت بها السينما الفلسطينية من بعد النكبة وحتى الآن مثل المقاومة والمذابح وكذلك تجسيد فلسطين بشكل إنساني وهذا ما يعبر بالفعل عن المخرجة والأجيال الجديدة، فهم يأتون من هذا التراث، كما اهتمت كثيرًا بالتفاصيل، بغرض تهيئة المُشاهد لأن يرى الحكاية من وجهة نظرها متمثلة في بطلة العمل وأن يتفاعل معها كطرف في القصة، فقامت بتهيئة المشاهد لما سيأتي في الأحداث دون مباشرة.
وقالت الناقدة آية طنطاوي، والمشرفة على نشاط نادي سينما الجيزويت، إن إختيار فيلم "فرحة" كان لعدة أسباب من أهمها الرؤية غير التقليدية للقضية الفلسطينية من وجهة النظر النسوية، وأيضًا لأنه يعيد حكاية التاريخ ويؤكد على المشاهد المتكررة التي نراها تحدث لأهل فلسطين لعشرات السنين إلى يومنا هذا، وأشارت إلى ذكاء مخرجة العمل في اختيار الصورة والصوت، فبالرغم أن المشاهد لا يرى غير بطلة العمل وهي وحيدة داخل الغرفة المغلقة بينما يسمع أحداث النكبة العنيفة في الخلفية ويرى على وجه البطلة "فرح" المشاعر الإنسانية التي تجعله يتفاعل معها ويرى هو أيضا من منظورها.
كما أضافت طنطاوي، أن المخرجة استطاعت عرض وجهة النظرة النسوية للقضية الفلسطينية وهي رؤية غير تقليدية.