رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اعتراف صريح من قائد الجيش الأوكراني بفشل الهجوم المضاد (2)

6-11-2023 | 10:17


د. نبيل رشوان,

لن أطيل الحديث عن ما قاله السيد زالوجنى، لكن كان له ردود فعل مدوية على جانبى النزاع، وكان له بلا شك تأثير سلبى على الجانب الأوكرانى، الذى بدأت تخرج من المحيطين بالرئيس إشارات غير مريحة، ويبدو لى أن الغرب قرر التصرف فى المسألة الأوكرانية على طريقته لإنهاء النزاع، ففى التايمز الأمريكية كتب صحفى يدعى سايمون شوستر مقال أشار فيه إلى أن الكثيرين من المحيطين لارئيس الأوكرانى لم يعودوا يؤمنون بقدرة بلادهم على تحقيق النصر فى هذه الحرب، وأشار الرجل إلى أن الفساد فى أوكرانيا يجرى ويمارس بشراهة لدرجة أنك تشعر وأن الغد لن يأتى (أشار إلى إقالة وزير الدفاع أليكسى ريزينكوف على خلفية قضية فساد). لكن الأهم هى تصريحات المستشار السابق فى الديوان الرئاسى الأوكرانى أليكسى أرستوفيتش، الذى أعلن عن رغبته فى الترشح فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وأعرب عن قدرته على حل النزاع الحالى على طريقة وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر، والتى تنص على التنازل عن الأراضى الحالية التى تسيطر عليها روسيا، مقابل انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وفيما بعد يمكن التفاوض على هذه الأراضى، رغم أنه يعلم بأن عملية الانضمام للناتو أو حتى للاتحاد الأوروبى لن تتم إلى من خلال دولة معترف بحدودها.

ويبدو أن تصريحات قائد الجيش الأوكرانى فاليرى زالوجنى قد رفعت المعنويات فى الكرملين فقد نفى السيد ميترى بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسى أن تكون العملية العسكرية فى أوكرانيا قد وصلت إلى طريق مسدود، وذلك لأن روسيا لم تحقق أهدافها بعد، وهى القضاء على (الفاشية) ونزع سلاح أوكرانيا، أما النائب فى البرلمان الروسى والنائب الأول لرئيس البرلمان (الدوما) أليكسى تشيبا فقد أشار إلى أن القائد الأعلى للجيش الأوكرانى اعترف بالفشل الكامل للهجوم الأوكرانى المضاد، وحول تصريحات قائد الجيش الأوكرانى عن أن الجيش الأوكرانى لا يستطيع تجقيق اختراق فى العمليات العسكرية أشار نائب رئيس البرلمان الروسى إلى أن قائد الجيس الأوكرانى أراد ألا يعترف بأن سلاح الناتو فشل أمام السلاح الروسى وأن هذه مجرد رجاء للغرب بتزويد أوكرانيا بمزيد من السلاح.

ماذا يحدث فى واقع الأمر وكيف يمكن تفسير هذا الإنهيار المفاجئ فى أوكرانيا الكثير من الأسئلة تفرض نفسها، من المحتمل أن تكون أوكرانيا وجدت نفسها بعدت أو اختفت من وسائل الإعلام العالمية على خلفية الأحداث والحرب الدائرة فى غزة واهتمام بل وانغماس الغرب فيها، ورغم محاولات أوكرانيا إلصاق التهمة بروسيا باعتبار أنها من دفعت حماس للقيام بعمليتها لتخفيف الضغط عنها عن طريق إلهاء الغرب عن دعم كييف. لا يمكن كذلك أن نترك فرضية سعى أوكرانيا لتحفيز الغرب لإرسال سلاح متطور لأوكرانيا وصواريخ بعيدة المدى، وكما ذكر القائد الأعلى للجيش الأوكرانى زالوجنى أن الغرب يتأخر فى إرسال السلاح لأوكرانيا. هناك سبب قد يكون كذلك له مكان وهو خوف الغرب من روسيا فيما يتعلق بتزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية، بالإضافة إلى أن النخبة فى الغرب والمعارضة لا ترغب كثيراً فى الدعم المفتوح لأوكرانيا بالإضافة بالطبع للتأثير المادى لروسيا على بعض القادة الأوروبيين ومنهم على سبيل المثل السيد فيكتور أوربان فى المجر ورئيس الوزراء السلوفاكى الجديد، الذى أعلن أنه لن ينضم لأى عقوبات على روسيا سيكون لها تأثير على بلاده، ومن الممكن أن يكون الأمر مجرد غيرة بين أبناء واشنطن، فإسرائيل الآن فى العين والقلب وأوكرانيا تم إهمالها، وربما أرادت أوكرانيا لفت الأنظار إلى قضيتها وأهميتها بالنسبة لأوروبا، وهناك نقطة أخيرة كنت قد أشرت إليها فى مقالات سابقة أن كثير من دول أوروبا والناتو لا ترعب فى رؤية أوكرانيا عضواً سواء فى الاتحاد الأوروبى أو حلف الناتو لأنها دولة كبيرة من حيث المساحة والسكان ولا يريد الاتحاد الأوروبى ضمها فى القريب المنظور نسبياً كما أن إمكانياتها التقنية كبيرة وقد تؤثر على مكانة دول مهمة فى الاتحاد الأوروبى والناتو مثل ألمانيا وفرنسا.

ميخائيل بودولياك فيلسوف الديوان الرئاسى الأوكرانى، وهو المتحدث الرسمى تقريباً باسم مؤسسة الرئاسة فى أوكرانيا، تحدث عن ما يقترحه البعض من تجميد النزاع عند المرحلة الحالية أو اقتراح التنازل عن أراض مقابل الانضمام للناتو على طريقة كيسنجر بقوله أين القانون الدولى إذاً، معنى ذلك أن كل دولة تستطيع أن تحتل أراضى دولة أخرى دون وازع، وحذر الأوروبيين أنه فى حال تنازل أوكرانيا لن يسلموا هم أنفسهم من العدوان الروسى ولن يستطيع أحد وقف روسيا، لكن المؤكد، حتى الآن، أن الحرب تسير سيرها الطبيعى دون تقدم من أحد فى أى من الجبهات والنزاع تجمد تقريباً، فهل تفلح الحيلة الأوكرانية أنا من وجهة نظرى هى مجرد حيلة أوكرانية تهدف لتحفيز الغرب للإسراع بإرسال السلاح لأوكرانيا، سبق أن هدد مستشار أخر فى ديون رئاسة الرئيس الأوكرانى وهو السيد أريستوفيتش (مقال حالياً ويريد الترشح للرئاسة) بأن الجيش الأوكرانى إذا لم يتلق الدعم الغربى سيتحد مع الجيش الروسى ويزحف على أوروبا نفسها.