رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ليست حكاية واحدة للوطن ..!

6-11-2023 | 13:18


د.شريف درويش اللبان,

نعم ليست حكاية واحدة للوطن .. بل للوطن حكايا عديدة؛ أولها حكايةُ شعب ثار في الثلاثين من يونيو عام 2013 ضد جماعة إرهابية ظلامية، وثانيها حكاية قائد وزعيم حمل رأسه على كفيّه لكي يقدم نفسه فداءً لهذا الوطن ويقف في وجه مَن تسوّل له نفسه المساس به، وثالثها هى تلك الخطوط الحمراء المهمة التي رسمها ذلك القائد والزعيم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي تمثل في مجملها استراتيجية الردع لكل مَن يريد أن يمس هس هذا الأمن القومي المصري بسوء سواء في الداخل أو الخارج.

ورابعها تلك الحكاية المهمة الخاصة بمكافحة الإرهاب في مصر كلها وفي سيناء على وجه الخصوص لاجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه ومصادر تمويله، لكي تسلم القوات المسلحة المصرية للأجيال الجديدة سيناء، تلك القطعة الغالية من أرض الوطن، دون عنفٍ أو إرهاب لكي تساهم في خطة الدولة التنموية في السنوات القادمة، وخامسها أننا لم نكتفِ فقط بمحاربة الإرهاب بل كان لنا إرادة قوية جعلتنا نحارب الجماعات الإرهابية بيد وباليد الأخرى نبني بسواعد من ذهب كل مقدرات عذا الوطن لكي لا يشغلنا الحاضر عن الإجابة عن أسئلة المستقبل . وبالإضافة إلى هذه الحكايا، توجد حكايا أخرى كثيرة للوطن لا يتسع المجال لذكرها، لكنها ستبقى وستتناقلها الأجيال لكي يرويها الآباء للأبناء والأحفاد.

أستطيع أن أقول بل مزايدة أو مغالاة إننا نعيش في حقبة مهمة من تاريخ مصر؛ حقبة مهمة أثبتت فيها القوات المسلحة المصرية أنها ليست فقط درعًا وسيفًا بل أثبتت خلال السنوات العشر الأخيرة أنها درعٌ وسيفٌ وسواعد .. درعٌ يصون .. وسيفٌ يحمي .. وسواعد تبني. لذلك أقول إنه إذا كان التاريخ يذكر أن محمد علي (باشا) هو باني حضارة مصر الحديثة، فإنني لا أقولها نفاقًا أو رياءً، بل أقولها من كل قلبي وعميق وجداني وباطمئنانٍ شديد وضميرٍ مستريح أن عبدالفتاح السيسي هو باني حضارة مصر المعاصرة، فما بُني في السنوات العشر الماضية فقط لم يبنه محمد علي (باشا) في العقود الثلاثة الأولى من القرن التاسع عشر. إننا أمام تحولاتٍ كبرى يشهدها الوطن بفضل الإدارة الحكيمة لفخامة الرئيس.

ولا نستطيع أن نغفل عن أن هذه المنظومة كان الدور الأكبر والمحوري فيها مُلقى على عاتق الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي يرأسها سيادة اللواء أركان حرب أحمد علي العزازي، وتوالى على رئاستها خلال السنوات العشر الماضية قادةٌ مخلصون لهذا الوطن، حيث كانت الهيئة هى السواعد القوية التي تقوم بإعادة بناء هذا الوطن من جديد، لذلك إقول إن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة هى قاطرة النهضة العمرانية التي نشهدها في مصر من طرق وكباري وأنفاق وقناة سويس جديدة وعاصمة إدارية جديدة والعلمين الجديدة ومشروعات الصوب الزراعية ومشروعات الاستزراع السمكي ومشروعات توطين الصناعة وتحديثها.

يكفي أن يعرف غير المتابعين جيدًا لمنجزات الوطن على أرض الواقع أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة قد عُهِدَ إليها بـ 460 مشروعًا في سيناء وحدها بتكلفة 480 مليار جنيه، وفد تم الانتهاء من 340 مشروعًا منها، كما قامت الهيئة بإنشاء 5 أنفاق للسيارات أسفل قناة السويس لربط سينا بالدلتا بأطوال 25 كيلومترًا وبتكلفة 35 مليار جنيه، علاوة على 51 مشروعًا للإسكان بطاقة 63 ألف وحدة سكنية بتكلفة 60 مليار جنيه. وهذه الأرقام ترد –بلا جدال- على مَن يقول أين سيناء من خطط البناء والتعمير التي تقوم بها القوات المسلحة. ولعل هذا الذي ذكرناه يوضح –بل أدنى شك- أن سيناء كانت في القلب من الخطط التنموية الكبرى والمشروعات العملاقة والاستثمار الضخم في المستقبل، وكان كل ذلك يتم إنجازه أثناء محاربة الإرهاب في سيناء، والذي لم يُثني القوات المسلحة عن الاهتمام بالبناء في سيناء على مدار السنوات الماضية.

وربما يندهش البعض من أن ما أُنفق على سيناء فقط إجمالًا حوالي 600 مليار جنيه، وذلك في جزءٍ فقط من أرض الوطن، أما ما أُنفق على المشروعات التنموية في سائر بقاع الوطن في العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة والمنيا الجديدة والمنصورة الجديدة والمشروعات الزراعية والمزارع السمكية والطرق والكباري والأنفاق يصل إلى عدة تريليونات من الجنيهات منها 2 تريليون جنيه على مشروعات الإسكان وتطوير العشوائيات.

إننا نعيش في عصر الأعمل الكبيرة حقًا، فالشخصيات الكبيرة والرجال الذين يغمرهم الحب لهذا الوطن ينجزون المشروعات الضخمة والكبيرة؛ ليس لتخليد أسمائهم فقط في سجل التاريخ، ولكن لخدمة أبناء وطنهم الذين يصبرون كثيرًا لكي يحصلوا على هذا النتاج الضخم لصالحهم وصالح أبنائهم وأحفادهم.

وبالفعل، عندما يمر التاريخ من هنا، سوف يذكر أنه في هذه الفترة حكم مصر قائدٌ عظيم استطاع أن يُنجز الكثير لهذا الوطن، وساعده في ذلك قواتٌ مسلحة بنت الكثير لهذا الوطن، وحافظت على مقدراته وأسست لانطلاقته الكبيرة نحو المستقبل، وأنفقت كل غالٍ ونفيس في الدفاع عن الأمن القومي المصري وفي مجال البناء والتعمير والمشروعات التنموية الضخمة على أرض هذا الوطن.

لقد كانت مصر تبني منذ العصور القديمة، بنت الأهرامات وظلت تبني حتى يومنا هذا، حيث يحكم مصر باني نهضة مصر المعاصرة ويعاونه عددٌ من البنائين المصريين العِظام.

هذا هو ما قلته عند تقديم سيادة اللواء أركان حرب أحمد علي العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقات المسلحة في مستهل مناقشة الباحثة رؤيات حلمي مطاوع بكلية الإعلام جامعة القاهرة عن مشروعات الإسكان القومية ودور البث المباشر في الترويج لها الخميس قبل الماضي.