رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
اللواء البطل محمد إبراهيم الدويرى: «أكتوبر» ستظل شاهدة على تفوق المقاتل المصرى
صورة أرشيفية
حوار: أحمد جمعة
أكد اللواء محمد إبراهيم الدويرى، نائب مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن حرب أكتوبر كشفت مدى صلابة معدن الإنسان المصرى، وأثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن قواته المسلحة سوف تظل الجندى الأمين الوفى الساهر على حماية الأمن القومى المصرى والحفاظ عليه فى مواجهة أية مخططات خارجية.
وشدد «الدويرى» على أن مصر نجحت نجاحًا غير مسبوق فى أن تجعل من نكسة يونيو 67 نقطة انطلاق قوية نحو تدوين تاريخ جديد أمام العالم ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضًا من الناحية السياسية.
وأوضح أنه من الإنصاف أن نشير إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أخذ على عاتقه أن يحول سيناء إلى منطقة متميزة تنصهر فى بوتقة التنمية الاقتصادية للدولة المصرية ككل.
50 عامًا على نصر أكتوبر.. كيف حوّلت مصر النكسة إلى نصر؟
قبل الحديث عن ذكرى حرب أكتوبر بعد مرور خمسين عامًا على هذه الحرب المجيدة، لابد أن نستذكر فى البداية صاحب قرار العبور وبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكذلك القادة العظام للقوات المسلحة خلال هذه المرحلة والشهداء الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية أرض سيناء الطاهرة، لأنه بدون هذه التضحيات الجسام لم نكن لنحتفل اليوم بهذه الذكرى العزيزة على كل مصرى وطنى شريف بل على كل مواطن عربى، وسوف تظل حرب أكتوبر المجيدة علامة مضيئة ونقطة فارقة فى تاريخ مصر الحديث، بل لن أكون مبالغًا إذا قلت إن حرب 73 تعتبر معجزة بكافة المقاييس خاصة إذا نظرنا إلى الظروف الإقليمية والدولية التى كانت سائدة فى هذا الوقت والتى كان من المستحيل فى ظلها أن تتخذ مصر قرار العبور العظيم، إلا أنها نجحت فى التغلب على كافة المعوقات، وانطلقت بكل جسارة نحو معركة تحرير ناجحة.
ونجحت مصر نجاحًا غير مسبوق فى أن تجعل من نكسة يونيو 67 نقطة انطلاق قوية نحو تدوين تاريخ جديد أمام العالم ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضًا من الناحية السياسية، حيث لم تقف مصر ساكنة أو صامتة بعد نكسة 67 بكل نتائجها السلبية والتى كانت كفيلة بأن تحبط أى دولة تتعرض لمثل هذه النكسة وتدفع بها إلى المجهول، بل اتخذت الدولة المصرية القرار السليم والحاسم منذ اللحظة الأولى بعد النكسة بأن تحرير الأرض يمثل الأولوية التى سوف تعمل منظومة الدولة كلها على إنجازها باعتبار هذا الهدف الأسمى.
ما الدروس المستفادة من الانتصار فى 6 أكتوبر؟
لا شك أن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر سوف تمثل معينًا لا ولم ولن ينضب مهما مرت السنوات، حيث إن نتائج هذه الحرب أكدت على مدى صلابة معدن الإنسان المصرى، وأثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن قواته المسلحة سوف تظل الجندى الأمين الوفى الساهر على حماية الأمن القومى المصرى والحفاظ عليه فى مواجهة أية مخططات خارجية تستهدف أمن واستقرار الدولة المصرية العظيمة.
كما أكدت حرب 73 أن الإرادة الصلبة للقيادة السياسية الحاكمة وتضافر هذه الإرادة مع الدعم الشعبى القوى للقيادة السياسية يمثلان الجناحين الرئيسيين لأى عمل ناجح فى أى مجال، وهو الأمر الذى وضح جليًا فى حرب 73 وبما أدى إلى تحقيق الأهداف المرجوة وتحرير الأرض مهما تعاظمت التضحيات المادية والبشرية.
كيف مثّل الدعم العربى نموذجًا للإرادة العربية فى هذا التوقيت؟
هذه الحرب المجيدة كانت نموذجًا فريدًا متميزًا فى التضافر العربى، وكيف كان العرب على قلب رجل واحد قبل الحرب وخلالها وفى أعقابها، وكم أتمنى أن يستعيد العرب جوهر تلك المرحلة الهامة من التاريخ العربى الحديث والتى أكدت أن التعاون والعمل العربى الجماعى هو الذى يحمى الأمن القومى العربى وليست أية تحالفات خارجية مهما كانت أهميتها وضرورتها.
هل تعرضت الحرب لتشويه وعكس الحقائق الثابتة على الأرض؟
من المؤكد أن إسرائيل التى تعرضت إلى هزيمة نكراء فى حرب 73 باعتراف العديد من السياسيين والمؤرخين الإسرائيليين، بما فى ذلك النتائج القاسية الصادرة عن لجنة التحقيق فى الهزيمة «لجنة إجرانات» حاولت على فترات زمنية أن تقلب الحقائق الواضحة وتظهر زورًا وبهتانًا أنها هى التى انتصرت فى الحرب دون أن تعى أن نتائج هذه الحرب كانت وما زالت تمثل نكسة 73 بالنسبة لإسرائيل، ومن المؤكد أن هذه الهزيمة سوف تظل وصمة عار فى تاريخ العسكرية الإسرائيلية لن تستطيع نسيانها أو محوها مهما حاولت أن تظهر غير ذلك.
ما تأثير الحرب الخالد إلى الآن؟
حرب 73 التى يتم تدريس نتائجها فى أهم المؤسسات العسكرية الدولية سوف تظل شاهدة على تفوق الجندى المصرى، ومؤكدة على أن المؤسسة العسكرية المصرية بذلت كل الجهد من أجل استعادة الكرامة المصرية والعربية ونجحت بامتياز فى تحقيق هذا الهدف، وبدون شك أننا فى حاجة ماسة ودائمة إلى أن نستذكر بصفة دائمة هذه الحرب المجيدة وكيف استعادت مصر سيناء بعد نكسة 67 بست سنوات فقط، وكيف تحركت الدولة المصرية قيادة وشعبًا ومؤسسات فى اتجاه هدف واحد وهو تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى الذى دنس هذه الأرض الطاهرة، ثم كيف تم التحرك بفاعلية فى اتجاه تحقيق السلام واسترداد كل شبر من أرض سيناء والذى تم تتويج هذا الجهد برفع العلم المصرى على أرض طابا فى 19 مارس 1989.
كيف نحافظ على انتصار أكتوبر من التشويه وتجسيده بما يجعله باقيًا فى ذاكرة المصريين؟
سوف تظل المؤسسات المصرية المعنية مطالبة بأن تجعل من حرب أكتوبر المجيدة أحد المحاور الرئيسية فى حياة وذاكرة المواطن المصرى، ولاسيما جيل الشباب من أجل أن يكون هذا القطاع الأكبر من سكان مصر على قناعة تامة بأن الإرادة قادرة على تحقيق المستحيل، بشرط أن تستند هذه الإرادة على منهج عمل علمى وجهد فائق حتى يمكن قهر المستحيل مهما كانت الصعوبات، وهناك ضرورة بأن تتضافر كل الجهود من أجل أن يخرج إلى النور، عمل فنى متكامل يعطى هذه الحرب حقها ويظهر ما حققته من نتائج مبهرة سوف تظل محفورة فى ذاكرة كل المصريين.
النصر على العدو والإرهاب.. كيف حافظ الجيش المصرى على سيناء من الأطماع؟
الحديث عن حرب أكتوبر لا ينتهى، لكننا لا يمكن أن نتحدث عن ذلك دون أن نشير إلى أن الدولة المصرية كما نجحت فى تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، فقد نجحت أيضًا فى تحرير سيناء من الإرهاب الذى ضرب بجذوره لسنوات طويلة فى هذه الأرض الطاهرة حتى تم بفضل الله وتضحيات الشعب المصرى اجتثاثه من جذوره، كما أنه من الإنصاف أن نشير إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أخذ على عاتقه أن يحول سيناء إلى منطقة متميزة تنصهر فى بوتقة التنمية الاقتصادية للدولة المصرية ككل، وبدأت سيناء تخرج بالفعل إلى النور، وهى فى أزهى صورها كنموذج حى يؤكد قدرة الدولة المصرية على صنع المعجزات التى بدأت بحرب أكتوبر 73 ومرورًا بتحويلها إلى واحة للسلام وانتهاءً بما تشهده اليوم من نهضة اقتصادية غير مسبوقة.