رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


البحث عن قاتل «الصياد»!

7-11-2023 | 18:54


د. هبة سعد الدين,

ستتفاجأ وأنت تعبر شوارع السوشيال ميديا سريعا؛ بحوارات على لسان شخصيات، فلا تدرك من هؤلاء؟ وقد تقع أقدارك فى حوار لحنان مطاوع أو عمرو وهبة أو صدقى صخر بصورهم وقد لا تتعرف عليهم للوهلة الأولى، ولن يسعك سوى التوقف للحظات فى دهشة يثيرها صدق الكلمات، فتعيد عليك موقف هنا أو شخصية صادفتها هناك، ويمكنك أن تتساءل مع الجميع بدون أن تعرف التفاصيل من قتل عصام الصياد؟ لا تعجب إنها كلمات محمد سليمان عبد المالك فى مسلسله "صوت وصورة" للمخرج محمود عبد التواب الذى أتقن اختيار الأجواء التى صاحبت الصوت والصورة بكل تفاصيلها.
فبين الكادرات الدرامية لم يعد الممثلون بأسمائهم بل شخصياتهم الدرامية التى يبحث عنها الجمهور يوميا ويترقب جديد الأحداث، وربما ذلك ما أراده الكاتب الذي انتبه لعدد كبير من القضايا التى سيطرت فى الفترة الأخيرة على مجتمعنا؛ بل منها الدخيل الذى يتم الاقتراب منه للمرة الأولى مثل استغلال الذكاء الاصطناعي وحالة الزيف التى تأتينا عبر السوشيال ميديا وتسببه أحيانا فى تشويه مستقبل إنسان، كلها قضايا حياتية اقترب منها الكاتب رغم أن هدفه ليس ذلك، فقد عشق "الحدوتة" بتفاصيلها الإنسانية التى تجعل الأحداث تتطور هكذا، وليس لأنه يريد معالجة القضايا فى حد ذاتها، وهذا ما ذكره فى عدة حوارات، وذلك ما جعل المشاهد يتفاعل مع الحكايات والشخصيات؛ بل يتطور التفاعل نحو حالة التوقعات التى لا يغيب عنها الإشادة بالممثلين الذين أبدع كل منهم فى مساحته وعلى رأسهم "الواثقة" حنان مطاوع؛ التى جذبت الانتباه للشخصية بصدقها منذ المشاهد الأولى وانتظرها الجميع، وعاد لها شعار "عظمة" لتحصده كما تفعل كل مرة، وشاركها الجميع حالة "العظمة" الدرامية.
لقد احتل "الورق" مكانته؛ حيث هو البداية التى ينطلق منها الممثل ويضع يده على تفاصيل الشخصية وصراعاتها وتطوراتها وما تواجهه، فأتقن كل منهم دوره وتحولوا إلى: رضوى وعصام ولطفى وعبد الغنى ووافى .... الخ، وتألق كل منهم حتى أن المسلسل إعادة اكتشاف للبعض، وتأكيد على موهبة الآخر، لكنهم جميعا عزفوا سيمفونية الصوت والصورة باقتدار مع إتقان كافة التفاصيل الفنية. ونجحوا أن يجذبوا انتباهنا لسير الأحداث، فتابعنا خيانة هنا وسقوطا هناك وقتيل لا نزال نبحث عن قاتله، وأقنعة سقطت بفعل المواقف.
ورغم كافة التحديات المعتادة لعرض مسلسل خارج الإطار الرمضاني؛ إضافة إلى حلقاته الثلاثين؛ إلا أنه استطاع الفوز  وجعلنا نتساءل من قتل عصام الصياد؟.