الموت يحيط بالمرضى في غزة.. الاحتلال يحول المستشفيات إلى ساحات قتال
قبل بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، كان النظام الصحي في القطاع متهالكً بفعل الحصار المفروض على غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يزيد على 15 عاماً، واليوم ومع توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه للمنظومة الصحية أصبحت كلمة كارثية أو حتى صيغ المبالغة منها عاجزة عن التعبير عن الحال الذي وصل له القطاع، فلا يمكن أن يتصور العقل أنه وفي ظل القرن الحادي والعشرين تجرى العمليات الجراحية دون تخدير.
شلل المنظومة الصحية في غزة
كشفت وزارة الصحة الفلسطينية، عن فظائع تحدث في مستشفيات قطاع غزة، خصوصاً مجمع الشفاء الطبي، الذي خرج عن العمل أمس السبت، جراء نفاد الماء والكهرباء والوقود.
وأوضحت الوزارة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يقوم بإخلاء المستشفيات، بل بإلقاء الجرحى والمرضى إلى الشارع للموت المحتم، و"هذا ليس إخلاءً بل طرداً تحت تهديد السلاح".
وتابعت: " أن هناك كارثة تحدث في المستشفيات وهي المرضى الذين يموتون الآن دون الحصول على علاجاتهم، مثل مرضى غسيل الكلى من الأطفال والكبار الذين يموتون في منازلهم دون حصولهم على جلسات الغسيل".
وأعلنت الوزارة، وفاة 12 مريضاً داخل مجمع الشفاء الطبي، حتى الآن، بسبب انقطاع الكهرباء والمستهلكات الطبية، بينهم طفلان من حديثي الولادة.
وقالت إن جميع مرضى الأورام وعددهم 3 آلاف مريض كانوا يتعالجون في مستشفى الرنتيسي والتركي تُركوا الآن للموت، بعد طرد الاحتلال لهم من المشافي.
وأكدت الوزارة، أن الطواقم الطبية داخل مستشفى الشفاء لا يستطيعون التنقل بين أقسام ومباني المجمع الطبي، حيث تطلق طائرة دون طيار النار تجاه كل من يتحرك داخل المجمع.
وذكرت خطر آخر يتهدد حياة المرضى وينذر بحدوث كارثة صحية، وهي عدم استطاعة الطواقم الطبية دفن 100 شهيد بدأت جثامينهم بالتحلل في ساحة المستشفى وأن كلاباً ضالة نهشت بعضهم، وفق إفادات الكادر الطبي الموجود هناك، إضافة إلى المخلفات الطبية المتكدسة داخل الأقسام.
عودة إلى العصور الوسطى
ففي غزة وجراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، أصبح المرضى يصابون مرة أخرى وهم على أسرة الشفاء نتيجة قصف الاحتلال للمجمع الطبي، والذي طال آبار المياه ومحطات الأكسجين وبوابة المجمع ومرافق أخرى، فيما فسد مخزون الدم الموجود داخل الأقسام بسبب انقطاع التيار الكهربائي، حيث لم تعد الطواقم الطبية قادرة على إعطاء وحدات الدم للمرضى والجرحى الذين ينزفون، إضافة إلى أنهم لا يجدون طعام أو شربة ماء.
من جهته، قال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية إن الوضع في المجمع خطير مع عدم وجود كهرباء أو مياه، والطواقم الطبية عاجزة عن تقديم أي خدمة تنقذ حياة الجرحى والمرضى، فيما استنفدت الوزارة كل السيناريوهات لإطالة أمد الخدمات الطبية، وقد توقفت أمس السبت جميع العمليات بعد نفاد الوقود.
وتزامناً مع ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن الاحتلال الإسرائيلي حوّل مجمع الشفاء الطبي إلى ساحة حرب مفتوحة، وأن مسيّرات إسرائيلية أطلقت النار على المستشفى.
وفي مستشفى الرنتيسي، يضطر الأطباء إلى معالجة المصابين على الأرض بعد استهداف أقسامه من قبل الاحتلال، وفي مشهد يعود بنا إلى العصور الوسطى، يضطر الأطباء إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير.
وفي وقت سابق، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن الأطفال الرضع في مستشفى القدس شمال قطاع غزة يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب، وحياة المرضى في العناية المركزة عرضة للخطر.
وأضافت الجمعية أن الطاقم الطبي في غرفة عمليات الطوارئ يعمل على مدار الساعة رغم انقطاع التيار الكهربائي والقصف المكثف المستمر في محيط المستشفى.