كنيسة الروم الملكيين بدمشق تلغي احتفاليات مئويتها الثالثة وتقيم صلاة الغائب على شعداء غزة
نظمت كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في دمشق، ليتورجيا إلهية وصلاة لراحة أنفس الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا جراء "جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق أهالي قطاع غزة منذ أكثر من شهر" وفق ما تحدث رجال الدين في الكنيسة.
وأقيمت الصلاة على أرواح ضحايا غزة في الكنيسة بعد إرجاء القداس الإلهي لافتتاح سنة اليوبيل الثالث لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك، نظرا للأوضاع الراهنة واستمرار العدوان على المدنيين في قطاع غزة ومقتل آلاف النساء والشيوخ والأطفال بشكل مأساوي.
وأقام الصلاة على أرواح ضحايا غزة وفلسطين، صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، وذلك في كاتدرائية (سيدة النياح- حارة الزيتون) وسط المدينة القديمة للعاصمة السورية دمشق.
وخلال كلمة القداس، قال البطريرك العبسي: "نصلي اليوم لأجل أخوتنا وأبنائنا وبناتنا من أهلنا الذين استشهدوا في غزة وانتقلوا إلى الأقدار السماوية وجنات النعيم، الذين أصيبوا وابتلوا بكل أنواع الابتلاء وتشردوا ويعانون الجوع والعطش ويفتقرون إلى المآوى والدفئ والطبابة ونصلي من أجل أخوتنا وواخواتنا وأبنائنا وبناتنا الذين تلاحقهم وتبيدهم إبادة جماعية وتسلبهم أرضهم الأيدي الأثمة للمغتصب الإسرائيلي الذي لا يقيم للقوانين والقرارات والمواثيق الدولية وزنا ولا احتراما، بل استخفافا وتجاهلا ليبطش ويقتل ويشرد منذ 75 عاما وما من وازع ولا رادع".
وشدد غبطة البطريرك على أن: "السلام القائم على الرحمة بين البشر شرطه الأساسي العدالة، ولا سلام دون عدالة، وأنه لا يمكن للسلام أن يحل في فلسطين طالما أن المحتل الإسرائيلي يتجبر ويضطهد الشعب الفلسطيني سكان الأرض الأصليين".
ولفت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، إلى أن الأمور لا تزن بميزان واحد لدى المجتمع الدولي، إذا كانت العقوبات تفرض هنا ولا تفرض هناك، من غير المقبول أن تقيد يدا هنا وتطلق يدا هناك، وأضاف "من حق الجميع أن ينعموا بالسلام والفرح والطمأنينة والكرامة والحرية، وإلا فإن العنف سوف يستمر ويتكرر والحرب والقتل، وهذا ما نشهده منذ 75 عاما في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
واعرب البطريرك عن استنكار كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في دمشق رعاة المؤمنين، للمجازر الإسرائيلية التي تفوق التصور ولا يرضى بها ضمير الإنسان، والتي ترتكب اليوم في غزة أرض السلام، ويذهب ضحيتها الأبرياء من الفلسطينيين على مرأى ومسمع من عالم معظمه صامت وبعضه متآمر.
وختم حديثه بالقول: "منذ ألفي سنة قتل أطفال بيت لحم واليوم يقتل أطفال غزة، وغدا أطفال غيرهم هنا وهناك من بلدات فلسطين، والمآساة تتكرر وليس هناك من واذع ولا رادع".
من جانبه قدم نائب ممثل دائرة العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية، عمر مروان عبد الله: "أسمى آيات الشكر والتقدير باسم دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في دمشق على إقاماتها صلاة الغائب، على أرواح الشهداء الفلسطينيين في غزة وعموم فلسطين المحتلة، والذين استشهدوا جراء العدوان الصهيوني الغادر الغاشم على أبناء الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين".
وأوضح عبد الله أن "هذا العدوان الإسرائيلي الذي لم يفرق بين طفل وامرأة وطال الحجر والبشر والشجر ضارباً بعرض الحائط كل القيم الإنسانية والأخلاقية والقانون الدولي الإنساني وكافة الاتفاقيات الدولية".
وأضاف ممثل دائرة العلاقات العربية في منظمة التحرير الفلسطينية، قائلا: "في هذه المناسبة أرجو أن تزول هذه الغمة وأن نصلي جميعا قريبا بإذن الله مسلمين ومسيحيين صلاة شكر في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة بعد تحرير أرضنا من دنس الاحتلال".