في ذكرى ميلاد طه حسين.. كتاب الأيام يرصد قصة حياة عميد الأدب العربي
تحل اليوم ذكري ميلاد عميد الأدب العربي طه حسين، الذي روى سيرته الذاتية في كتاب "الأيام"، حيث يعتبر تجربة استثنائية في مشواره، ومن المفارقات أن الكتاب لم يكن مخطط له النشر، لعدم امتلاكه المال الكافي حينها لطباعته.
يتناول كتاب الأيام بداية طفولته وكيفية فقدان بصره، وخروجه من الرّيف إلى الأزهر طلبًا للعلم الشّرعيّ، ومروره بالجامعة المصرية التي ابتعثته إلى فرنسا وحتّى عودته إلى مصر حاملًا من ثقافة الغرب ما يكفي ليقوم بتدريسه لأبناء بلده، لذلك يُعدّ هذا الكتاب بمثابة دّراسة للوضع الاجتماعيّ المِصريّ في القرن العشرين.
يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء وهم: الجزء الأول والذي يتحدث فيه طه حسين عن طفولته بما تحمل من معاناة، ويحدثنا عن الجهل المطبق على الريف المصري وما فيه من عادات حسنة وسيئة في ذلك الوقت، بينما يتحدث الجزء الثاني عن المرحلة التي امتدت بين دخوله الأزهر وتمرده المستمر على مناهج الأزهر وشيوخه ونقده الدائم لهم وحتى التحاقه بالجامعة الأهلية، وفي الجزء الثالث يتحدث عن الدراسة في الجامعة الأهلية، ثم سفره إلى فرنسا وحصوله على الليسانس والدكتوراة ودبلوم الدراسات العليا ثم العودة إلى مصر أستاذاً في الجامعة، وبذلك يكون عميد الأدب العربي قد وضع مثالاً للشباب ليهتدوا به.
ووجه طه حسين هذا الكتاب إلى المكفوفين وقال :«أنا أتمنى أن يجد الأصدقاء المكفوفين في قراءة هذا الحديث تسلية لهم عن أثقال الحياة، كما وجدت في إملاءه، وأن يجدوا فيه بعد ذلك تشجيعاً لهم على أن يستقبلوا الحياة مبتسمين لها، كما تبتسم لهم ولغيرهم من الناس».
ومن أشهر اقتباسات الكتاب "ولكن ذاكرةَ الأطفال ضعيفة، أو قل إن ذاكرة الإنسان غريبة حين تحاول استعراض حوادث الطفولة، عندها يكون بعض هذه الحوادث واضحاً جلياً كأن لم يمضِ بينها وبين الوقتِ شيءٌ، ثم يُمحى منها بعضُها الآخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد".