رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


دكتورة أسماء سلام: الهواتف المحمولة لا تسبب أي ضرر للعين

19-11-2023 | 21:18


الدكتورة أسماء سلام

حسن أحمد

أمراض العيون من أكثر الأمراض التي تحظي باهتمام كبير لدي الكثيرين، فالعينين هما أثمن جوهرة لدي أي إنسان والتي لا يعوضان، وعن كيفية الحفاظ على العينين والعناية بهما، كان لنا هذا اللقاء مع الدكتورة أسماء محمد سلام، استشاري طب وجراحة العيون والشبكية العلاجية، وقد أثارت الكثير حول بعض المعلومات الخاطئة حول استخدام التكنولوجيا سواء الهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر.

- في بداية تعريفنا بها قالت؟

-- دكتورة أسماء محمد سلام، استشاري طب وجراحة العيون والشبكية العلاجية وتصحيح الأبصار، حاصلة على ماجستير طب وجراحة العيون عام 2009، حصلت على الزمالة المصرية منذ عام 2014، ثم حصلت على الزمالة البريطانية منذ عام 2016.

- إذا تحدثنا عن أهم الأمراض التي تصيب العين بصفة عامة؟

-- أشهر الأمراض التي تصيب المصريين بصفة عامة صيفاً أو شتاءاً هو جفاف العينين، ونزيد على ذلك مع بداية فصول الشتاء والربيع أمراض الرمد الربيعي والحساسية التي تصيب بعض الناس بسبب حبوب اللقاح والتغيرات الجوية.

أما الجفاف فهو بالفعل من أهم المشاكل التي تواجه المصريين، أولاً في فصل الصيف ارتفاع درجات الحرارة مع الرطوبة ويزيد عليهم التعرض لهواء التكييف، بالنسبة للذين يمكثون أوقات طويلة في الجلوس فهذا يسبب جفاف في سطح العين، أما في الشتاء فهي نفس الأعراض والسلبيات التي ذكرناه يضاف إليها قلة شٌرب الماء، وأحياناً يكون المريض مُصاب بإلتهاب الملتحمة فتظهر عليه أعراض الجفاف بشكل أكبر.

(الهواتف المحمولة لا تضعف الإبصار كما هو شائع)

- تأثير الهواتف المحمولة على الإبصار وخاصة لدي الأطفال؟

-- بالنسبة للأطفال من المفترض ألا يستخدم الطفل الهاتف المحمول أقل من خمس سنوات، فالأفضل بعد سن الخامسة أوالسادسة من الممكن أن يُمسك بالهاتف المحمول، والهواتف المحمولة واللاب توب وأجهزة الكمبيوتر لا تضعف الإبصار نهائي كما هو شائع لدي الكثيرين، فهذه ليست حقيقة.

هي تُظهر عيوب العين بشكل أسرع أو مُبكر إن صح التعبير، بمعني أنه يوجد أطفال أو كبار يعانون من ضعف الإبصار أو مشاكل في العين، مع إستخدام هذه الأشياء تبدأ أن تظهر تلك العيوب، أما مَنْ يقول أن الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر هي السبب فهذا ليس له أساس من الصحة، خاصة وأن جميع الأجهزة الآن يوجد عليها سكرينات تحمي النظر وعاكسة للضوء.

حتي جفاف العين يظهر مع كثرة الاستخدام، ومن الأشياء التي تسبب ظهوره هو الاستخدام لفترات طويلة مع انحناء الرقبة أو وضعية الجلوس ليست صحيحة، وبالتالي الشخص يقوم بالتركيز بشكل أكبر دون أن يغمض عينيه بشكل متكرر، فيظهر جفاف العين وحرقة العينين بسبب الإجهاد مع إطالة النظر للعبة مثلًا أو الشيء الذي يقوم به.

- ما هي المُدة التي يجب أن يقضيها الشخص أمام الهاتف؟

-- خمس ساعات أقصي مدة في اليوم والأفضل أن تكون على فترات متقطعة، سواء الهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر، لابد من أن ينظر الشخص إلى مسافة بعيدة كل ربع ساعة خاصة الذين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر لفترات طويلة ويعتمدون عليها اعتمادًا كليًا في أعمالهم.

- هل هذا الكلام أكيد ونهائي، أم ما زالت هناك أبحاث على هذا الموضوع؟

-- هذا الكلام أكيد، بل هذه أساسيات، الهواتف المحمولة لا تضر بالعين إطلاقًا ولكنها تُظهر ما بها من ضعف وأن الشخص لابد أن يرتدي نظارة طبية إذا كان في حاجة لذلك، وبالطبع قبل ذلك لابد من مراجعة الطبيب المختص.

- ماذا عن الأقاويل التي تقول أن استخدام الهاتف المحمول قبل النوم بساعة قد يسبب العمي؟

-- لا..لا هذا الكلام غير مضبوط بالمرة ولا أساس له من  الصحة. وظهور الجفاف يزيد مع كثرة التركيز كما قـُلت مع عدم إغماض العين بشكل متكرر إلا بعد فترة فيشعر الشخص بحرقة العين بزيادة نتيجة الإجهاد عليها.

- ولكنها تؤثر على أشياء أخري مثل المخ والأعصاب؟

-- ربما تؤثر على تركيز الطفل وفقرات العنق مع وضعية الجلوس الخاطئة أو أن يستلقي على ظهره أثناء استخدامه الهاتف، أما قوة الإبصار فلا، ويجب ملاحظة الأطفال الآن خاصة بعد ظهور فرط الحركة لديهم.

وهذا ما يسببه مكوثهم لفترات طويلة أيضاً أما الهاتف المحمول أو الكمبيوتر لمشاهدة الألعاب التي بها حركة بشكل أكبر، فهم يتأثرون بتلك الألعاب وقد تؤذي المخ من ناحية الزيادة في فرط الحركة كما ذكرنا، وتكون النتيجة هو التشتت وعدم التركيز عند الأطفال وتأخرهم في التعلم.

- كيفية المحافظة على الإبصار بصفة عامة؟

-- أهم الخطوات التي يجب اتباعها للمحافظة على العين هو الكشف الدوري على الأقل كل سنة، في حالة وجوب ارتداء نظارة طبية، فلابد من ارتداء النظارة بدون أي إهمال أو تهاون، بالنسبة للمقولة الخاطئة والتي يكره سماعها جميع أطباء العيون، الذين يقولون أنني أرتدي نظارة حفظ نظر، لا يوجد شيء أسمه نظارة حفظ نظر، ربما يكون لدي الشخص ضعف بسيط في الإبصار، لذلك يشعر بفرق عند ارتداء النظارة فيشعر بتحسن، ولكن لا غني عنها حتي مع المقاسات الصغيرة.

- أفضل الطرق المستخدمة للذين يستعملون الكمبيوتر لفترات طويلة؟

-- أهمها وضعية الجلوس، لابد أن تكون مريحة ومستقيمة، عدم الانحناء للأمام قدر المستطاع وخاصة بالرأس لأنها تؤثر بشكل كبير وسريع على فقرات الرقبة، بالنسبة للمحافظة على العين وحمايتها من الإجهاد، إذا كان الشخص يستخدم نظارة فلابد من ارتدائها أثناء استخدام الكمبيوتر، لابد من النظر لمسافات بعيدة قدر المستطاع من فترة لأخري ولتكن كل ربع أو نصف ساعة ولو لمدة دقيقة واحدة وعدم التركيز بشكل مباشر ومتواصل.

(مراحل نمو الإبصار)

- ما هي المراحل العمرية التي يجب فيها متابعة الإبصار؟

-- تحدثنا عن مرحلة الطفولة وما يجب أن يتم جهة الطفل مع بداية دخوله للمدرسة، تأتي بعد ذلك مرحلة المراهقة وهي المرحلة الثانية للإنسان العادي والتي عادة ما تكون من بداية التحاقه بالمدرسة حتي سن 18 سنة ويوجد كثيرين يبدأ يظهر أن لديهم ضعف في قوة الإبصار، فلابد من مراجعة الطبيب.

المرحلة الثالثة.. عند سن 18 :21 سنة وهي المرحلة التي يجب أن يثبت فيها النظر إذا كان في حاجة لنظارة أو لا، ولو لم يثبت النظر في هذه السن فلابد من معرفة التشخيص، لأنه في حالة تدهور النظر في هذه السن فبالتأكيد يوجد شيء غير طبيعي.

بعد ذلك تأتي مرحلة الأربعين وسن الـ 40 سن حرجة لأي إنسان في كافة أمور حياته ليست فقط الإبصار على الرغم أن أي تأثير يتأثر به الشخص في هذه السن يؤثر على النظر، مثل الضغط والسكر بصفة خاصة، فمعاودة الطبيب في هذا السن من الأمور الحتمية ولابد من عمل متابعات دورية، وأفضل إستخدام نظارة للقراءة للذين تجاوزوا سن الأربعين بعد مراجعة الطبيب بالطبع.

وبالنسبة لمراجعة الطبيب غالباً للأطفال الذين يرتدون النظارة يجب أن تكون كل ستة أشهر، وكذلك مريض السكر، أما الشخص العادي ومستخدمي النظارات بكافة أنواعها، طول نظر أو قصر نظر أو إستجماتيزم وبه أيضاً طول وقصر، فيجب مراجعة الطبيب كل عام، أو عند حدوث أي تغيرات في قوة الإبصار.

- هل يوجد بالفعل أطعمة تساعد على تقوية النظر؟

-- نحن نتحدث عن شخص الرؤية لديه جيدة حتي وإن كان يرتدي نظارة فهو شخص سليم ومعافي، وطالما الإنسان يتناول طعام متوازن وطبيعي فليس من الضروري أن يتناول أي (Supplementation) مكملات غذائية إضافية هذا الشخص الطبيعي، ولكن يوجد بعض الناس لديهم التهاب شبكية تلوني، أو الأطفال الذين لديهم نقص فيتامين (A) فلابد من إعطائهم هذه الفيتامينات.

ونحن لدينا مشكلة أخري خاصة بعد انتشار عمليات التخسيس والتي تسبب بالفعل نقص في فيتامين (A) وتسبب ما يسمي بالعشي الليلي بعض الشيء، وكذلك تأثيرها على الكلي، فلابد من مراجعة طبيب العيون أيضاً حتي لا تزداد مثل هذه الحالات للذين يقومون بعمليات التخسيس.

- هل يوجد عمليات تصحيح إبصار للأطفال؟

-- لا يوجد عمليات تصحيح إبصار لأقل من 18 سنة ولمن يزيد عن 45 سنة، ففي هذه المرحلة فقط هم المسموح لهم بعمل تصحيح إبصار أو ليزك عن طريق القرنية أما قبل سن الـ18 وبعد سن الـ45 فلا يوجد أي عمليات، بالنسب لمن تجاوز الـ 45 سنة تُجري له عن طريق زراعة العدسات وليس الليزك.

- بالنسب للأطفال ضعاف البصر، أو الذين يعانون من ضعف في الشبكية؟

-- الأطفال الذين يعانون من أمراض الشبكية الوراثية، وتكون قوة الإبصار لديهم ضعيفة حتي مع ارتداء النظارة، فهؤلاء نعتبر أن الكمبيوتر بالنسبة لهم يستخدم كمعينات بصرية، فهو الشيء الوحيد في هذه الحالات الذي يجعلهم يتواصلون مع العالم الخارجي.

وسوف نتحدث عن عمليات تصحيح الإبصار والليزك، وبعض الأمور الأخري التي تهم الغالبية العظمي من الكثيرين في أمراض العيون في لقاء أخر قريبًا.