قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن الدور المصري في التهدئة في قطاع غزة والهدنة التي أعلن عنها صباح اليوم بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، كبير وواضح كالشمس في سماء العلاقات الدولية، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى لاندلاع العدوان على غزة وتعهد ببذل كل الجهود لاحتواء الموقف، وأكد اليوم أيضا تعهد ببذل المزيد من الجهود للوصول إلى حل عادل وشامل لإعطاء الحقوق لأهلها.

وأوضح في تصريح لـ"دار الهلال"، أن القضية الفلسطينية تحتاج لحل عادل ودائم، وأساس المشكلة هو الاستيلاء والاستيطان، والحل اتفق عليه المجتمع الدولي وهو حل الدولتين، مضيفا أن مصر بقيادة الرئيس السيسي دعت لقمة القاهرة للسلام وكانت ترى الفرصة لإحلال السلام وتصحيح المسار، ومنح فيه فرص للتنمية في المستقبل والحل العادل وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

وأكد أن دور مصر دائما سباق وقيادي وريادي، ليس فقط من خلال الوساطة للتهدئة أو الجهود السياسية، ولكن الدول الإنساني والرؤية السابقة والجهود لمنع تدهور الأوضاع والتحذير من منع توسيع دائرة الصراع والحيلولة دون انهيار الوضع في المنطقة، وعملت على تحشد المجتمع الدولي وتأكيد أهمية إعمال القانون الدولي واحترام بنوده، والالتزام بمقررات الشرعية الدولية.

ولفت إلى أن المشكلة في عدم إعمال القانون وعدم تفعيل القرارات الدولية وما نصت عليه، مضيفا أن مصر أكدت دائما موقفها الرافض للتهجير القسري للشعب الفلسطيني، وترفض تهجيريهم داخليا أو خارجيا على حساب الدول الأخرى، ولكن تؤكد أهمية حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، وضرورة حماية الفلسطينيين دوليا والتحرك الجماعي في فكرة مسؤولية الأسرة الدولية.

الهدنة في غزة

وأعلنت حركة حماس، تفاصيل اتفاق التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، والذي تم بوساطة مصرية قطرية، موضحة أنها توصلت إلى اتفاق هدنة إنسانية (وقف إطلاق نار مؤقت) لمدة أربعة أيام، بجهود قطرية ومصرية حثيثة ومقدّرة، يتم بموجبها وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة".

وأضافت، في بيان لها، أن "الاتفاق يتضمن إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوبًا"، كما يشمل الاتفاق إطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عامًا، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من الفلسطينيين من سجون الاحتلال دون سن 19 عامًا وذلك كله حسب الأقدمية.

وكشف الاتفاق عن وقف حركة الطيران الإسرائيلي في جنوب القطاع على مدار الأربعة أيام، وكذا وقف حركة الطيران في (الشمال) لمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة 10:00 صباحًا حتى الساعة 4:00 مساء، كما يلتزم الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة الهدنة بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، فيما يضمن الاتفاق حرية حركة الناس من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين.

ومن جانبها أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي موافقتها، صباح اليوم الأربعاء، في تصويت غير مسبوق، على اتفاق لإطلاق سراح حوالي 50 محتجزًا إسرائيليًا في غزة، ووقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام على الأقل.