فى ذكرى الرحلة الأخيرة.. تعرف على قصة طائرات «الكونكورد» التي تفوق سرعة الصوت
في مثل هذا اليوم من عام 2003، كانت رحلة الكونكورد الأخيرة، في مدينة برستل البريطانية، وهي طائرات تميزت بسرعتها الكبيرة التي فاقت سرعة الصوت.
الكونكورد
الكونكورد طائرة من إنتاج بريطاني فرنسي، وبات ذلك واضحاً من اسمها، حيث تعني كلمة "الكونكورد" التناغم أو الإتحاد، في إشارة إلى التعاون القائم بين فرنسا وبريطانيا.
ويرجع تاريخ نشأة طائرات الكونكورد إلى عام 1957، إلا أن بداية تنفيذ المشروع كانت عام 1962، حين وقعت فرنسا وبريطانيا اتفاقاً لتنفيذ المشروع.
تميزت طائرة الكونكورد بسرعتها الفائقة، فقد حلقت أكثر من ربع قرن بسرعة ساوت وفاقت أحيانا سرعتها القصوى ضعف سرعة الصوت، أي ما يزيد عن 2200 كلم/ساعة، لتشكل بذلك طفرة في عالم الطيران وتميزا نوعيا يفسر تفرد خدماتها ونخبوية ركابها، علما بأن المقاتلات الحربية هي وحدها التي تستطيع أن تحقق هذه السرعة الفائقة لفترات قصيرة.
صممت الكونكورد بشكل عبقري بمقدمة متحركة تشبه الإبرة وبعدة مزايا تقنية ثورية. ولمقاومة الهواء، ابتكر المهندسون جناحاً للطائرة بشكل مثلث مميز، يشبه أجنحة الطائرات الحربية في فترة الخمسينيات.
تم دمج طيارين آليين معا في أنظمة توجيه الطائرة، التي تقوم بقياسات المسار الذي تتبعه الرحلة الجوية بعد الإقلاع، كما قدمت الطائرة نظاما آليا للحفاظ على توازنها، إضافة إلى إمكانيات الهبوط.
ولم يكتب للكونكورد أن تحلق طويلاً، ففي عام 2000، حلقت طائرة التابعة للخطوط الجوية الفرنسية من مطار شارل ديغول إلى نيويورك، ولكن لم يكتب لها أن تستكمل رحلتها، حيث سقطت بالقرب من إحدى الفنادق، مما تسبب في مقتل جميع من كانوا على متنها البالغ عددهم 109.
وبعد 27 عاماً من الخدمة قررت الخطوط البريطانية والفرنسية وقف رحلاتها بإستخدام الكونكورد، وقد أرجعت الشركتان هذا القرار إلى تراجع عائدات الطائرة وارتفاع كلفة صيانتها، حيث أجبرت الحادثة السابقة الشركتان على إدخال المزيد من التعديلات.
وعانت الكونكورد من عيوب قاتلة كان على رأسها التصميم، إذ كانت هناك معايير خاصة تتعلق بشكلها الخارجي وحجمها حتى يصبح باستطاعتها اختراق حاجز الصوت.
وأدت هذه المعايير إلى عدم قدرة طائرة الكونكورد على استيعاب أعداد الركاب التي تستطيع طائرات البوينغ الإعتيادية استضافتهم في الرحلات الجوية.
وكانت الطائرة تستهلك كميات كبيرة من الوقود، الأمر الذي أدى إلى زيادة أسعار الرحلات بصورة كبيرة، فكانت مقتصرة على طبقة معينة من الركاب.
في الوقت نفسه، أدى اختراق طائرة الكونكورد لحاجز الصوت عند الإقلاع إلى إصدار دوي كبير أدى دائماً إلى تأثر البنايات العالية وتكسر نوافذها، فكل تلك العوامل كانت دافعاً لإيقاف رحلاتها.