رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
من المدارس إلى الأندية وقرى حياة كريمة أين الطاقة الشمسية فى أولويات المحافظين والمحليات؟
صورة أرشيفية
بقلـم: غالى محمد
كلما تجولت ليلًا فى الشوارع ووجدت الإضاءة التى تستهلك ثرواتنا من الوقود والغاز والزيت الذى ارتفع سعره عالميا بشكل ضخم، سألت نفسى: أين الطاقة الشمسية فى سلة مزيج الطاقة عند المصريين؟
وإن كنت تعودت على كتابة هذا السؤال بشكل مكثف على صفحات مجلة «المصور»، خلال الفترة الماضية فهذه المرة لن أوجه السؤال إلى المسئولين فى الحكومة بشكل مباشر، ولكن أسأل كل المصريين أين أنتم من التحول جزئيا إلى الاعتماد على الكهرباء الشمسية فى المنازل؟ لماذا نصر نحن المصريين على أن نظل أسرى الكهرباء العادية وعدم الاعتماد على الطاقة الشمسية؟
إننى أطرح سؤالاً واضحاً.. لماذا لا يتجه المصريون إلى إقامة وحدات صغيرة للطاقة الشمسية سواء على مستوى المبنى الواحد أو على وحدة سكنية؟
ويزيد من أهمية السؤال الارتفاع المستمر والكبير فى فواتير تكلفة إنتاج الكهرباء فى مقابل أسعار أقل بكثير فى الكهرباء الشمسية التى يتم إنتاجها من وحدات صغيرة للطاقة الشمسية تصلح للمنازل.
ومن هنا يأتى السؤال الأكبر: هل هناك وعى لدى كافة المصريين بالطاقة الشمسية أم أن وفرة الكهرباء عن مصادرها التقليدية وهى محطات الكهرباء التى تعتمد على الوقود الأحفورى، قد جعلت الكل لا يفكر فى الاتجاه إلى الطاقة الشمسية، وعدم المغامرة بالتحول إلى هذه الطاقة الجديدة والمتجددة لعدم وفرة الوعى أو لا يوجد مَن ينشر الوعى بينهم بهذه الطاقة الجديدة والمتجددة.
وفى حين انتشرت وحدات الطاقة الشمسية فى المنازل بالعديد من الدول وكذلك فى مشروعاتهم الصغيرة، اختيارا وكذلك جبرا، كما هو الوضع فى لبنان، فنجد أن الوضع مختلف فى مصر، فقد اتجه الكثيرون إلى مواجهة انقطاع الكهرباء بالاتجاه إلى شراء مولدات الكهرباء الصغيرة والتى تعمل بالبنزين أو السولار، والبعض الآخر اتجه إلى كشافات الكهرباء سابقة الشحن.
وهذا السلوك يأتى من قبيل أن ظاهرة انخفاض الأحمال لن تستمر كثيرا وأنها ظاهرة مؤقتة، ولا ألوم هؤلاء فى هذا الاتجاه الذى يأتى من قبيل الحل الفردي، ولا سيما لتوفير الإضاءة اللازمة سواء لمذاكرة أولادهم، خاصة مَن هم فى الشهادة الإعدادية، أو الثانوية العامة، أو الجامعات، وغيرها، أو لتوفير الإضاءة فى القرى والمدن خارج القاهرة الكبرى للمحال التجاريةـ وكذلك المقاهى حتى لا يتوقف نشاطهم وتنقطع أرزاقهم.
نعم، لا ألوم هؤلاء الذين يبحثون عن الحل الفردى لمواجهة ظاهرة تخفيض الأحمال وانقطاع التيار الكهربائى أحياناً.
ولكن ألوم الذين لا ينشرون الوعى بين كافة المصريين بأهمية الاتجاه إلى الوحدات المنزلية الصغيرة لتوليد الكهرباء الشمسية، سواء من منظور الحل الفردى، أو الحل الجماعى.
وهنا أركز على الحل الجماعى متى تم نشر الوعى بينهم، أنه يمكن إنشاء وحدات متوسطة لتوليد الكهرباء الشمسية فوق الأسطح لعدد من الوحدات السكنية أو عدد من العمارات من خلال مساحات لكل هؤلاء تؤدى إلى تخفيض تكلفة إنشاء وحدة سواء لتوليد الكهرباء أو للتسخين الشمسى.
لكن القضية فى نشر الوعى أولا لكى نرى أسطح المبانى المصرية التى تزخر بغابات كثيفة لوحدات الدش أو المخلفات أن تزخر بوحدات الطاقة الشمسية.
ولكن بكل أسف لا يوجد وعى أو توعية بأهمية الطاقة الشمسية بين عموم المصريين، ليس لأنهم يرفضون الطاقة الشمسية، ولكن لأن مَن يطالبهم بنشر الوعى عن ذلك النوع من الطاقة الجديدة والمتجددة لا يؤمن بالطاقة الشمسية أو بأى نوع من الطاقات الجديدة والمتجددة، لأنه اعتاد على عدم الابتكار أو التغيير أو الاجتهاد، إنما اعتاد على استهلاك الكهرباء العادية بل والإسراف فى استهلاكها، رغم أنهم يعرفون أن هناك أسبابًا طارئة وقهرية وراء انقطاع الكهرباء لمدة ساعة يوميا، وأهمها عدم وجود اعتمادات إضافية تزيد على 300 مليون دولار شهريا لاستيراد كميات وقود إضافية من المازوت.
ورغم أن هؤلاء المسئولين يعرفون ذلك، وأنه لا بديل عن الاتجاه إلى كل أنواع الطاقات الجديدة والمتجددة وخاصة الطاقة الشمسية، إلا أن هؤلاء لا يعملون لذلك.
والدليل حالة الصمت لدى المسئولين عن هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة التابعة لوزارة الكهرباء فى عدم التحرك لنشر الوعى بين عموم المصريين، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعى، والتى بكل أسف لا نجد للهيئة عليها سوى صفحة رسمية فقيرة، من النادر أن تجد بها جديداً.
وكان بالإمكان أن تتحرك وزارة الكهرباء مبكراً، لعقد مؤتمرات مع البنوك أو فى مراكز الشباب أو فى النوادى أو داخل الأجهزة الحكومية أو مع المحليات، أو فى القرى خاصة مشروع «حياة كريمة» لخلق الوعى بالطاقة الشمسية.
وتلك مجرد أمثلة أدعو إليها، بل أتجاوز ذلك إلى نشر الوعى بالطاقة الشمسية بين المصانع والكيانات الاقتصادية ولدى المسئولين عن كافة المشروعات الجديدة، وغيرها.
ولكن بكل أسف، لا يوجد فى مصر، أى جهة أو كيان مسئول عن نشر الوعى بالطاقة الشمسية.
وإذا كنت قد ركزت على غياب الوعى بالطاقة الشمسية بين عموم المصريين، باستثناء عدد محدود من الإعلانات التجارية عن وحدات الطاقة الشمسية على «الفيس بوك»، فإننى سوف أركز هنا على دور المحليات، وخاصة دور المحافظين فى نشر الوعى بالطاقة الشمسية، وتنفيذ عدد من المشروعات أمام أعين الناس.
وبمزيد من التركيز، هل يوجد لدى اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية أى خطط أو تصور لنشر الطاقة الشمسية على مستوى المحليات، بعيداً عن وزارة الكهرباء، حتى لو كانت البداية فى بعض أعمدة كهرباء الشوارع؟
هل هناك مجال لنشر بعض وحدات الطاقة الشمسية فى عدد من القرى سواء فى منازلهم على سبيل نشر الوعى أو لدى بعض الوحدات الحكومية فى كل القرى؟
هل فكر أى محافظ فى التحرك لنشر الطاقة الشمسية حتى لو جزئياً فى دائرة المحافظة، سواء فى المدن أو القرى؟
هل فكر أى محافظ فى وضع خطط لتحويل أعمدة الكهرباء للعمل بالطاقة الشمسية، لتفادى ظاهرة إظلام أو تخفيض الإضاءة فى الشوارع؟
بالطبع، لم يحدث هذا أو ذاك، ومع ذلك، لن نبكى على اللبن المسكوب وندعو إلى التحرك على مستوى المحليات لنشر الطاقة الشمسية فى المحافظات، سواء على مستوى المدن أو القرى.
ودون أى تحرك على مستوى المحافظات، فلن تنتشر الطاقة الشمسية بين المصريين، ولن يكون هناك وعى بأهميتها، ويستمر استنزاف كافة مصادر الوقود التقليدى من غاز طبيعى ومازوت.
وإذا كنت أدعو عاجلاً إلى التحرك، ونرى مشروعات للطاقة الشمسية فى أنحاء محافظات مصر، فإننى أطرح مشروعاً تحت عنوان «مدرستى تضىء بالطاقة الشمسية»، وذلك بالتنسيق مع د. رضا حجازى وزير التربية والتعليم.
هدف هذه الفكرة أن يتم اختيار عدد من المدارس بكل محافظة سواء على مستوى المدن أو القرى، لكى يتم إنشاء مشروع لإنشاء الطاقة الشمسية فى كل مدرسة.
وإذا كان الهدف الأول لتوليد الكهرباء للمدرسة، لتعمل بالكهرباء الشمسية بدلاً من الكهرباء التقليدية، فإننى أرى أن توضع فى مكان يراه كل طلاب وتلاميذ المدرسة، لكى يروا هذه الوسيلة وتلك التكنولوجيا، حتى يتكون أمام هذه الأجيال الصاعدة كفرصة لتنمية الوعى بالطاقة الشمسية، عسى أن يتجهوا إليها فى المستقبل.
ولا يمنع إذا كان متاحاً أن يتم فى بعض المدارس، إقامة وحدات بسيطة لتوليد الكهرباء من الرياح.
نعم، أقصد التحرك لنشر الوعى، وتوفير الكهرباء التقليدية ومن ثم توفير استهلاك واستيراد الوقود البترولى، ويتوالى بعد ذلك، نشر مشروع الكهرباء الشمسية فى النوادى الكبرى ومراكز الشباب وغيرها.
وهنا أسأل: ماذا يمنع أندية كبيرة مثل النادى الأهلى والزمالك والزهور وإنبى، وغيرها من النوادى فى إقامة مشروعات للطاقة الشمسية بها، حتى لو لساعات العمل النهارية، فضلاً عن إقامة العديد من الندوات للتوعية بأهمية الطاقة الشمسية بين أعضاء هذه النوادى؟، وماذا يمنع أن يمتد ذلك إلى كافة النوادى التى تقع على شواطئ نهر النيل من أسوان مروراً بالقاهرة وحتى دمياط ورشيد؟، وماذا يمنع أيضاً، أن تتجه النقابات وفى مقدمتها نقابة المهندسين ونقابة الصحفيين إلى إنشاء مشروعات للطاقة الشمسية فوق أسطح مبانيها، فضلاً عن الدعوة للعديد من الندوات لنشر الوعى بالطاقة الشمسية؟
الأمثلة كثيرة، وسوف نعرض لها مستقبلاً إن شاء الله، لكن الأمر المؤكد أنه دون نشر الوعى بالطاقة الشمسية بين المصريين، سوف نعانى من نقص فى مصادر الطاقة التقليدية.