رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
فضحت الإرهاب وحاربت التطرف والفساد.. وفتحت أبوابها للمفكرين والمبدعين «المصور» صوت الوطن والناس
صورة أرشيفية
تقرير يكتبه: أشرف التعلبى
انتصرنا فى حرب أكتوبر المجيدة، وبدأت مصر مرحلة جديدة من تاريخ مصر، مرحلة البناء والتعمير والتنمية بعد انتهاء الحرب بكل ما فيها من آلام وانكسارات.. فكانت «المصور» على قدر المرحلة، دعمت البناء دون أن تتخاذل عن الدفاع عن حقوق المواطنين، فى صورة تحقيقات صحفية كثيرة خلال العقود الماضية تخص قضايا فساد أو تقصير مسئولين أو مطالب شعبية، مع مراعاة القيام بدورها الأساسى فى التنوير، فصحافة الإثارة والعناوين الرنانة لم تكن يومًا هدفًا لـ«المصور» بل كان هدفها الأول والأخير تنوير عقول الناس، فهو الطريق الوحيد للتقدم الذى ننشده جميعًا.
الافتتاح الثانى لقناة السويس
تسببت حرب 1967 فى إغلاق قناة السويس لأكثر من 8 سنوات، حتى قام الرئيس أنور السادات بإعادة افتتاحها فى 5 يونيو 1975، فأعدت «المصور» عددين الأول فى 6 يونيو والثانى 13 يونيو 1975، تحت عنوان «بطل أكتوبر افتتح القناة» وأرسلت المجلة عددًا من المحررين لتسجيل ورصد الاحتفالية وفرحة الأهالى بإعادة افتتاح القناة، وكان العنوان فى عدد 13 يونيو: «الله أكبر عبرنا القناة.. الله أكبر فتحنا القناة» وفى الموضوع: «بالإرادة المصرية الشامخة، بالقيادة السياسية العسكرية الحكيمة بكفاية المقاتل المصرى المقتدرة، أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس محمد أنورالسادات من فوق ميناء بورسعيد فى الخامس من يونيو 1975، إعادة افتتاح قناة السويس أمام الملاحة العالمية ثم قاد «المدمرة 6 أكتوبر» طليعة لأول قافلة بحرية تعبر القناة من الشمال إلى الجنوب، بين أفراح شعب القناة البطل باليوم العظيم، يوم كمال عودته إلى بيوته ومدنه الثلاث، وعودة أكبر مجری ملاحى دولى إلى الملاحة العالمية.
ويسعد «المصور» أن يصدر اليوم عدده الثانى عن تلك الأعياد الوطنية الخالدة، أعياد النصر وافتتاح القناة، ووقفة قواتنا المسلحة الصامدة بالحماية للقناة ومدنها، وقد أصبحت جزءًا من عمق جمهورية مصر العربية.
وكتب فكرى أباظة فى مقالته: «عبور بالعرض والطول» يقول: اجتمع كل رؤساء الدول العالميين - وكل السياسيين فى جميع أجهزة الإعلام العالمى على أن أقدام الرئيس السادات على فتح قناة السويس.. ضربة سياسية فيها كل العبقرية والحذق والمهارة البارعة - وأجمعوا على أن هذه الضربة لا تقل شأنًا وحسمًا عن الضربة العسكرية يوم أن فاجأ العالم بالعبور وتحطيم خط بارليف فى ساعات.. العدد السابق من «المصور» ضاعفنا حجمه وموضوعاته التاريخية والمعاصرة، بحيث كان سجلاً من سجلات الدولة الممتازة، وهذا العدد الصادر اليوم يطاول زميله سجلاً من سجلات الدولة الممتازة فى وصف مهرجان الفتح فكرًا ورأيًا وتحريرًا وتصويرًا».
مقتل يوسف السباعى
اُغتيل فارس يوليو النبيل الكاتب يوسف السباعى فى قبرص 18 فبراير عام 1978 عن عمر ناهز الـ60 عامًا أثناء مشاركته فى مؤتمر التضامن الأفروآسيوى، بأحد الفنادق هناك، وادعى قاتلا السباعى أنهما قتلاه لأنه ذهب إلى القدس برفقة الرئيس السادات، ولأنه بحسب رأيهما كانت له مواقف مُعادية للقضية الفلسطينية..
لم يكن يوسف السباعى مجرد وزيرًا للثقافة، لكنه كان يومًا ما رئيسًا لتحرير مجلة المصور فى الفترة 1971 إلى 1973، فنشرت «المصور» كل شيء يخص تلك الواقعة فى 24 فبراير 1978، وقالت على غلافها «يوسف السباعي.. شهيد مصر والعالم الثالث- ضحية من؟.
ونشرت المجلة «تحقيق مصور» بعنوان «عاد أبطال الصاعقة المصرية بكامل أسلحتهم ومعهم الرهائن.. الجماهير تستقبلهم بنشيد بلادى بلادى».
وكتب صبرى أبوالمجد رئيس التحرير آنذاك يقول: «قلة نادرة للغاية، هى تلك الشخصيات التى يمكن الكتابة عنها أو الحديث عنها باستمرار فى كل المجالات وفى كل المناسبات، ذلك لأنها شخصيات فذة، متعددة المواهب غزيرة الإمكانات، لها - عادة - فى كل مجال من مجالات الحياة، آثارها البارزة، الملموسة: من بين تلك الشخصيات التى لا يرتبط الحديث: أو الكتابة عنها بمناسبة من المناسبات أو بوقت محدد من الأوقات شخصية یوسف السباعي، الذى يستطيع المرء، أن يكتب عنه فى كل وقت، دون أن يتقيد بمناسبة ودون أن يحدد نفسه بزمن معين، أو بموضوع معين.. يوسف السباعى الجندى، يوسف السباعى الأديب، يوسف السباعى الكاتب، يوسف السباعى الفنان، يوسف السباعى الإنسان، وأخيرًا وليس آخرًا يوسف السباعى أحد رواد قضية التحرير فى العالم «باعتباره أول من أنشأ أو ساهم فى إنشاء منظمة دولية تهتم بقضايا شعوب إفريقية، وآسيا وأمريكا اللاتينية: فى كل جانب من تلك الجوانب، تستطيع أن تكتب وباستمرار عن يوسف السباعى، والمتصلون به عن قرب يقعون دائمًا فى حيرة، عندما يريدون الكتابة عنه».
كامب ديفيد
بعد نصر أكتوبر بدأت مصر المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، وتم توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، وهى اتفاقيات وقعت عليها مصر وإسرائيل 17 سبتمبر 1978، تحت رعاية الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، وكانت هذه الاتفاقيات تمهيدًا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى مارس سنة 1979.
فنشرت «المصور» فى عدد 8 أبريل 1977 تقول «مع السادات فى رحلة السلام»، للحديث عن إجراء مفاوضات سلام مع الجانب الإسرائيلى.
وفى 15 سبتمبر 1978 نشرت المصور تقول: الشعب كله جبهة واحدة وراء السادات فى السلم والحرب» وفى هذا العدد كتب فكرى أباظة يقول: «كاتب هذه السطور- شخصيًا - هو أسعد الناس بما تم فى قمة «كامب ديفيد» لأنى كنت أنادى بهذا الذى تم.. ولقد سألت نفسى: أيها أضخم وأحسن وأحزم؟ أهى «ثورة التصحيح» فى مايو 1971؟ أم هى معركة النصر فى 6 أكتوبر 1973، أم هى المبادرة فى سنة 1977 هى الوثيقتان اللتان كانتا خاتمة مؤتمر القمة فى «كامب ديفيد»؟ أم هو نجاح الرئيس فى أنه استطاع أن يقنع: المستر كارتر، رئيس الولايات المتحدة بأن يكون «شريكًا، لا وسيطًا»: وكيف كافح الرجل كفاحًا مريرًا طوال الساعات فى النهار والليل زهاء أسبوعين حتى استطاع فى اللحظات الأخيرة أن يحول الفشل إلى نجاح».
وفى 22 سبتمبر 1978 نشرت «المصور» صور «السادات- كارتر»، وكتبت: كامب ديفيد أخطر معارك السلام فى التاريخ.. وانتصرت إرادة الشعب العربى.. اتفاق كامب ديفيد أهم حدث فى التاريخ المعاصر.. وانفردت المجلة بنشر مجموعة نادرة من صور المباحثات، من خلال محررها فوميل لبيب الذى كان يرافق البعثة.
وعندما جاء شهر مارس 1979 نشرت المجلة كل تفاصيل زيارة الرئيس الأمريكى جيمى كارتر إلى مصر، واستقبله المواطنون بحفاوة بالغة لدعمه فى استكمال مفاوضات السلام، كما أصدرت «المصور» عددًا خاصًا بعنوان «صانع السلام» وعليه صورة وحيدة للرئيس السادات، بمناسبة سفره إلى واشنطن لتوقيع معاهدة السلام.
وعندما وقعت المعاهدة فى 30 مارس 1979 نشرت المجلة على غلافها «فى احتفال تاريخى رائع بالبيت الأبيض الأمريكي.. تم توقيع معاهدة السلام»، ونشرت نص تصريحات السادات: توقيع المعاهدة بداية السلام فقط، وهى بداية لابد منها.. ليس هناك من يحتاج إلى التأييد والمساندة أكثر من الشعب الفلسطيني.. الفلسطينيون بحاجة إلى التأكيد بأن فى استطاعتهم أن يتخذوا الخطوة الأولى فى تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم.
وتحت عنوان: «تحية إلى الرجل البطل القائد الشجاع محمد أنورالسادات»، كتب رئيس التحرير صبرى أبوالمجد، يقول: «الذين يعرفون أنورالسادات عن قرب، يعرفون أنه- ومنذ بداية شبابه- يؤمن بربه ووطنه وأمته إلى أبعد حدود الإيمان، كما يعرفون أيضًا أنه عندما يؤمن بقضية ما، لا تستطيع أية قوة فى الوجود أن تزعزع إيمانه بتلك القضية أو أن تحول بينه وبين سعيه الدائب: ليحول ذلك الإيمان إلى حقيقة واقعة... وبمثل ذلك الإيمان القوى الثابت، عمل أنورالسادات للإعداد لمعركة السادس من أكتوبر 1973 فى جو ملىء باليأس القاتل، وبالتمزق العربى الذى لا مثيل له.. وبمثل ذلك الإيمان القوى الثابت خاض أنورالسادات بالشعب وبالجيش معركة العاشر من رمضان التى أحالت ضعفنا إلى قوة، ويأسنا إلى أمل، وأنقذت كرامة الأمة العربية كلها من أشنع مهانة لحقت بها فى تاريخها فى 5 يونيو 1967.. بمثل ذلك الإيمان القوى الثابت، توجه أنورالسادات إلى العدو الرهيب الماكر فى عقر داره داعيًا إلى السلام من مركز القوة لا من مركز الضعف، محطمًا - وبصورة أذهلت العالم كله - حاجز عدم الثقة الذى ظل يعوق السلام فى المنطقة أكثر من ثلاثين عامًا... عمل أنورالسادات، طوال ستة عشر شهرًا مضت، من أجل السلام، كما لم يعمل أى إنسان فى هذا العالم، معرضًا حياته للخطر، كما لم يتعرض أبدًا أی إنسان، إلى أن تحقق الحلم الذى عاش له وبه.. أنورالسادات».
اغتيال السادات
اُغتيل البطل الرئيس محمد أنور السادات خلال عرض عسكرى فى 6 أكتوبر 1981 احتفالًا بذكرى النصر المجيد، ونفذ عملية الاغتيال الملازم أول خالد الإسلامبولى الذى حكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص فى أبريل 1982، وعقب الاغتيال تولى صوفى أبوطالب رئاسة الجمهورية مؤقتًا لمدة ثمانية أيام، وذلك من 6 إلى 14 أكتوبر 1981 حتى تم انتخاب محمد حسنى مبارك رئيسًا للجمهورية.
كانت «المصور» حاضرة فى الاحتفالية ترصدها وتوثقها، فانقلبت الاحتفالية لفاجعة كبري، حادث اغتيال الزعيم، فسجلت هذه الحادث الإجرامى لحظة بلحظة، وأصدرت عددًا خاصًا بعدها بثلاثة أيام وتحديدًا يوم 9 أكتوبر يحمل صورة الرئيس الراحل أنورالسادات باللونين الأبيض والأسود، وكتبت عليها «وداعًا بطل الحرب والسلام».
وفى هذا العدد كتب مكرم محمد أحمد رئيس التحرير آنذاك، تحت عنوان: «أبدًا لن يمروا»: «إن كانت رصاصات الغدر قد اغتالت منا شخص السادات، فإنها أبدًا لن تطول روحه ولن تطول ميراثه ولن تطول إنجازه، كما أنها أيضًا لن تستطيع أن تغلق الطريق على دربه العظيم، لأنه درب الملايين التواقة إلى سلام دائم وعادل، التواقة إلى الحب بديلاً عن الكراهية، التواقة إلى الأمن والأمان بعيدًا عن كل صور الإرهاب.. ولأن الطريق الجسور الذى فتحه السادات عبر ركام النكسة والأيام الصعبة هو طريق الملايين المصرية إلى غد مشرق فإن أحدًا لن يستطيع أن يسد هذا الطريق ليعيد للأيام سيرتها الأولى».
ثم أصدرت المصور عددًا تذكاريًا يوم 13 أكتوبر وغلافه «جنازة الشهيد البطل أنورالسادات»، تحت عنوان «رحيل البطل»، الذى تضمن صورًا ومواقف وتصريحات للسادات خلال رئاسته الحكم.. وظلت «المصور» تتابع يومًا تلو الآخر جلسات المحكمة بشأن قضية اغتيال الزعيم.
مبارك رئيسًا للجمهورية
وبعد أسبوع واحد من اغتيال الرئيس أنور السادات أصبح حسنى مبارك رئيسًا للجمهورية وتم إعلان حالة الطوارئ فى مصر.
فنشرت «المصور» صورة الرئيس الجديد على غلافها الصادر 16 أكتوبر 1981 وعليه تصريحاته «مبارك رئيسًا للجمهورية: لن يكون هناك اختلاف كبير بين سياساتى وسياسات الرئيس السادات.. أرجو ألا تطول حالة الطوارئ لأكثر من 3 أشهر.. سنمضى على طريق السلام وسنتمسك باتفاقات كامب ديفيد».
وكتبت «المصور» فى افتتاحية العدد تقول: «هذا العدد الذى بين يديك هو العدد الثالث من «المصور» فى عشرة أيام، لقد حولنا مكاتبنا إلى غرفة عمليات، وانتشر المحررون والمصورون فى كل الأرجاء، وكانت دقات التليفونات تختلط بأصوات الإذاعات العالمية، والموسيقى الحزينة التى تمشى فى الأيام، فقد رحل عنا البطل الشهيد محمد أنورالسادات برصاصة غدر بطعنة خسة.. ولكنها قبل كل شيء إرادة الله - ونحن قوم الإيمان.. ولهذا نجفف دموعنا، وننطلق إلى غدنا.. وراء حامل الشعلة بعد السادات... وقد حاولنا أن نقدم لك الرئيس الجديد.. فتجولنا فى صفحاته وزرنا قريته وأصدقاءه، ورصدنا نشاط أيامه الاولى وهو فى فترة الانتقال من منصب نائب رئيس الجمهورية إلى مقعد الرئيس المنتخب بإرادة الشعب.. وإلى جانب هذه الموضوعات التى نعتبرها قراءة فى ملف حسنى مبارك أو بطاقة شخصية من قرب وبالتفصيل... وسوف يستمر «المصور» فى نشاطه، بإيقاع لا يختلف عن إيقاع الأحداث لحظة، بأعين ساهرة وقلوب مليئة بالحماسة والحب لهذا الوطن».
وتبعتها المصور بعدد آخر يحمل صورة الرئيس مبارك وعليه عنوان: الأيام العشرة الأولى من رئاسة مبارك».
وفى العدد التالى مباشرة الصادر 30 أكتوبر 1981 تحملت «المصور» دورها الوطنى الذى تحملته منذ البداية وهو محاربة الإرهاب وتفنيد الادعاءات التى يروجونها باسم الدين، فقالت فى الافتتاحية: «يبدأ الإرهاب فى العقل، وميدانه الخصب الشباب، والرحلة التى تبدأ من الفكرة، حتى تتحول إلى طلقة مدفع أو قنبلة أهم من فعل الإرهاب نفسه، فالدافع إلى الفعل قد يكون أكثر تأثيرا من الفعل نفسه.. وتلك كانت محاولتنا خلال الأسبوع الماضى كله، فإن كانت الحقيقة الأولى تؤكد أنه لا مفر أمام هذا الوطن من مواجهة اللحظات المجنونة للإرهاب الأسود، فقد كان لنا دورنا المختلف فى المواجهة، كان الصدام مع الجماعة الإرهابية له مفرداته الخاصة، ساحة الصراع هى الورق، والمادة هى حبر زماننا الصادق.. كنا نعرف أنهم لا يملكون سوى إسالة الدماء، ولكن كان لدينا العقل الإنسانى وكانوا قد وصلوا إلى الضفة الأخرى لليأس، ونحن نقف فوق أرض مصرية ثابتة، كان دورنا فى هذه المواجهة أن نحاول العثور على جذور المشكلة.. عدنا إلى الجذور الأولى للتيار الذى بدا بعد هزيمة 1967 كنوع من رد الفعل على الهزيمة، ثم مشهد عام 1972 تحول هذا التيار إلى جماعات رفعت اسم الإسلام، وهى أبعد ما تكون عنه، لم يكن الاتجاه مع مسار الزمن لسنوات.. منذ 1972 وحتى الآن فقط، ولكننا حاولنا تتبع ظاهرة الإرهاب من خلال تضاريسها الجغرافية على الساحة المصرية كلها...».
وفى ذات العدد تنفرد «المصور» بنشر حوارها مع الرئيس مبارك بعد أيام قليلة من توليه الرئاسة، وهو حوار كاشف عن السياسة التى سينتهجها مبارك فى حكمه، وكانت عناوينه: «لست من هؤلاء الذين ينشدون الرفاهية أو يحبونها.. طوال حياتى لم أكره قدر الذين يمدون يدهم إلى مال الغير- ماذا يعنى أن يكون لدىّ مليونا جنيه بينما يفتقد الإنسان الصدق مع الله والصدق مع الوطن والصدق مع النفــس- مصر ليست ضيعة لحاكمها، كنت أنا هذا الحاكم أم كان غيرى- لن تكون هناك مداراة على أى لون من الانحراف حتى ولو كان يخص أخى أو صهرى أو أقرب الناس إلى».
استرداد طابا ورفع العلم
بالبحث فى أرشيف «المصور» نجد أنها نشرت فى عددها الصادر 23 سبتمبر 1988 فوق غلافها عنوان «أوراق طابا» من خلال حوار الأسبوع الذى أجرته المجلة مع عصمت عبدالمجيد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك، ونشر الحوار على 10 صفحات كاملة.. وكتبت «المصور» فى المقدمة تقول: كنا نرغب فى الاستماع وكان الموضوع طابا حتى نكتب فصول ما جرى من أجل استعادتها، وهذه الفصول لن تكتب بالحبر بل بلغة من دم عشاق الوطن وبقطع من الأحجار التى بنت الأهرامات وبحفنة من طمى النيل».
وفى العدد التالى مباشرة نشرت صورة طابا فوق غلافها وعنوان «طابا مصرية.. الحكم اليوم»، وقالت فى افتتاحية هذا العدد: «صباح الخير يا طابا» على مدى هذا الأسبوع كله، كانت طابا موعدنا وعملنا وعرقنا وعشقنا وصحافتنا، وخلال العمل اليومى اكتشفنا أن كل مفردات لغتنا العربية تبدو متعبة ومجهدة وعاجزة عن وصف سعادتنا بهذا الحدث الوطنى النادر والذى لا يتكرر فى تاريخ الأوطان مرتين.. كنا نتوج هذا الأسبوع أطول حملة صحفية امتدت لأكثر من أربعين أسبوعا، متصلة أحيانا ومنفصلة فى أحيان أخرى لكنها كانت مستمرة فى كل الأحوال من أجل عودة طابا لأحضان الوطن الأم... ولهذا كانت طابا موضوعًا دائما سواء على أغلفة «المصور» أو فى حواراتها وأحاديثها ورسائلها من جنيف، أو من طابا نفسها، أو من خلال مقالات كتبها لـ«المصور» عدد كبير من المتخصصين، ورغم طول الفترة الزمنية التى استغرقتها القضية وترامى المساحة المكانية، كان لدينا إصرار على الاستمرار فى حملتنا من أجل طابا، لأنها كانت من أجل الوطن أيضا وبنفس القدر.
وجاء فى الافتتاحية: كان لـ«المصور» حضورها الفريد خلال مراحل القضية كلها، عند اختيار أحد أعضاء المحكمة حدثت أزمة بسبب ما نشرناه، والحكومة المصرية قدمت إلى إسرائيل ستة احتجاجات عن الانتهاكات الإسرائيلية على أرض طابا والتى كان لـ«المصور» الدور الرئيسى فى كشفها.. لن نتحدث عما قاله المسئولون، ولا عن ردود فعل القراء ولا حتى عما كتبته الصحف الإسرائيلية والأجنبية عن الدور الذى قمنا به، لسبب بسيط أننا كنا نؤدى دورًا من أجل الوطن.. هذا الأسبوع تحولنا إلى ثلاث مجموعات؛ مجموعة فى جنيف، وأخرى فى طابا، وثالثة فى القاهرة، وكان الكل يعمل من أجل طابا العائدة».
كما نشرت «المصور» على غلاف عددها الصادر 7 أكتوبر 1988 صورة علامات طابا، وكتبت: الوثائق التاريخية التى حسمت قضية طابا لصالح مصر»، وتضمن العدد ملفا كاملا عن طابا، بداية من انفراد «المصور» بنشر وثائق الحكم إضافة إلى صور ومقالات وخرائط تثبت مصرية طابا.. وفى الافتتاحية قالوا: «لدينا هذا الأسبوع كلمتان عما جرى فى الأسبوع الماضى، والثانية عما لدينا هذا الأسبوع عن طابا.. فى الأسبوع الماضى كانت «المصور» أول مطبوعة فى العالم، تنشر نتيجة الحكم قبل إعلانه بـ 48 ساعة وكان كل شيء جاهزا لدينا ظهر الثلاثاء الأسبق، أى قبل النطق بالحكم رسميا بحوالى ثمانٍ وأربعين ساعة كاملة، وكان يمكننا النزول إلى القارئ صباح الأربعاء الماضي.. كان لدينا سبق صحفى عالمى لا يرقى إليه أى شك، علاوة على أنه سبق وطنى من النوع النادر الذى لا يتكرر مرتين، فى عمر جيل واحد من أبناء الوطن المصرى، ولكن كانت هناك قضية أخرى وهى مصلحة الوطن العليا، التى تعلو فوق أى سبق، مهما كان هذا السبق، فالحكم لم يتم النطق به، ولذلك كان لا مفر من اللجوء إلى الاختيار الصعب، قررنا أن يتأخر نزول «المصور» إلى الأسواق من صباح الأربعاء حتى صباح الجمعة الماضي، على الرغم من أنه كان جاهزا للتوزيع.. وكان اتخاذ القرار وتنفيذه يبدو مثل الوقوف على حد سيف الاختيارات الوطنية، ومع هذا فالجائزة العظيمة التى حصلنا عليها كانت كل هذا الكم من الاتصالات التليفونية، سواء من داخل مصر أو من خارجها، وهذا العدد الهائل من عشاق «المصور» الذين حضروا إلى دار الهلال يسألون عن العدد الذى تأخر خروجه من الدار، لقد تحولت الاتصالات والبرقيات وحضور الجماهير إلى استفتاء جديد، ليس على مصداقية وشعبية «المصوّر» ولكن على تلك العلاقة النادرة والفريدة بين المجلة وقرائها، عندما تقوم هذه العلاقة على الصدق والوطنية وتقديس حق القارئ فى أن يعرف».
الثقافة والتنوير
لم تبتعد «المصور» يومًا عن قضيتها الرئيسية وهى التنوير، لذلك كانت دائما وأبدا ما تفتح أبوابها وصفحاتها أمام الإبداع والمبدعين فى مختلف المجالات العلمية والفكرية والأدبية، وأتاحت الفرص لكوكبة من أعلام الفكر والفن للتعبير عن آرائهم سواء جاء ذلك فى شكل قصة قصيرة، أو رواية مسلسلة، أو مقال أدبى نقدى، أو فى حديث صحفى، وهكذا جمعت «المصور» بين أعمال المجلة الثقافية، والجريدة اليومية السياسية.
ففى عددها الصادر 2 أكتوبر 1981 وبعد صمت طويل يتحدث صاحب قنديل أم هاشم «يحيى حقي» ويفتح قلبه لـ«المصور» ويتحدث فى حواره الصريح عن قصصه وكتبه وحياته الشخصية»، وبعدها بشهر وتحديدا فى عدد 6 نوفمبر 1981 حوار آخر مع قديس القصة القصيرة «يوسف إدريس» الذى قال: سأقاتل بكل ما تبقى من عمرى إلى جوار هذا الرجل»، ويتبعه فى نفس العدد حوار آخر مع الدكتور محمد حسن الزيات، زوج ابنة طه حسين عميد الأدب العربى يقول: لماذا كتبت ما بعد الأيام.. أسرار ووثائق هامة فى حياة طه حسين».
وبعدها بأيام وتحديدا فى 27 نوفمبر 1981 تنشر «المصور» حوارًا مهمًا مع العالمى نجيب محفوظ، للاحتفاء بعيد ميلاده السبعين، وفيه يتحدث عن كل ما يخص رواياته وعوالمه من أبطال وإمكان بأحياء القاهرة العامرة».
وفى 4 ديسمبر 1981 نشرت المجلة حوارًا كاشفاً مع الكاتب الصحفى محمد حسين هيكل، بعد الإفراج عنه من السجن الذى وضعه فيه الرئيس السادات، ولم يكن هيكل وحده الذى ألقى القبض عليه، بل كان هناك الكثير سُميت وقتها بحملة سبتمبر.
وفى عدد 3341 الصادر بتاريخ 21 أكتوبر 1988 احتفت «المصور» بإصدار عدد خاص لحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، وأجرت حوارًا مطولًا مع صاحب «نوبل»، إضافة إلى عدد كبير من المقالات حول رحلة الحياة والأدب، وقالت «المصور» فى الافتتاحية: «سعدنا فى المصور، بشكل خاص.. لأن الرجل الذى يعد أول عربى يحصل على نوبل فى التاريخ قرر أن يأتى إلينا وقضى معنا خمس ساعات من الحوار المتواصل.. قال الرجل إنه كان من تلاميذ الهلال القديم.. وتحاورنا مع زوجته بعد أكثر من ثلاثين عاما من الصمت وتحدثت إلينا ابنتاه.. وكتب لنا أدباء عرب عن فوزه ومعناه ودلالته وقادتنا جهودنا إلى منجم خصب لم يصل إليه أحد، حيث وصلنا إلى شقة قديمة ومهجورة فيها كل ما يخص نجيب محفوظ.. هناك مكتبته الأولى.. وصوره النادرة التى لا توجد منها نسخة واحدة لديه ومن بين هذه الصور صورة والد نجيب محفوظ .. وعندما علم نجيب نفسه بذلك.. طلب منا نسخة من صورة لم يكن يعلم أنها موجودة فى أى مكان!
كما احتفت «المصور» بالعالم المصرى الدكتور أحمد زويل عندما حصل على جائزة نوبل فى الكيمياء، ونشرت على غلاف عددها 3915 الصادر بتاريخ 22 أكتوبر 1999 صورة «زويل» وكتبت عليها: «د. أحمد زويل فى القاهرة قبل استلامه جائزة نوبل»، وفى هذا العدد خصصت المجلة ملفًا شاملًا لنوبل زويل وصدى فوزه بالجائزة ولم تتوقف المجلة خلال تاريخها عن الاهتمام بالثقافة والأدب وخصصت صفحات أسبوعية لذلك.
محاربة التطرف
اُغتيل الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب فى 12 أكتوبر 1990 على يد أفراد من جماعة الجهاد، وبعدها بعامين اُغتيل الكاتب والمفكر فرج فودة فى يونيو 1992 على يد الجماعة الإسلامية، بسبب تفنيده لادعاءات تلك الجماعات المتطرفة، ثم محاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك فى إثيوبيا عام 1995 أثناء حضوره مؤتمر القمة الإفريقية، ثم محاولة اغتيال الروائى العالمى نجيب محفوظ فى 14 من شهر أكتوبر1995، وبعدها مذبحة الأقصر فى 17 نوفمبر 1997 فى الدير البحرى والذى أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصا، واستمر الإرهاب يضرب هنا وهناك حتى قام بسلسلة تفجيرات شرم الشيخ فى 23 يوليو 2005.
لم تكن «المصور» بعيدة عن كل هذه الأحداث الجسيمة، بل كانت تحارب التطرف بكل صوره، وكان شعار «المصور» فى عهد مكرم محمد أحمد، فى الفترة 1981 حتى 2005، الانفتاح على كل المدارس الفكرية ويؤمن دائما بحق كل صاحب رأى فى أن يعبر عن رأيه، وأن يقول كل ما عنده بصرف النظر عن الاتفاق والاختلاف مع وجهات النظر.
ويقول المؤرخ أحمد حسين الطماوى فى كتابة «الهلال مائة عام من التحديث والتنوير»: «من هذا المنطلق حررت «المصور» الكلمة من أغلالها، وأتاحت التعبير فى جميع الاتجاهات- الدينية والعلمانية واليسارية والعلمية والاقتصادية - وأجرت حوارات كثيرة مع أصحاب هذه التيارات، اتسمت بالطول والحرارة والاتساع، وهذا من شأنه أن يرسم تصورات واضحة للقضايا، ونضرب أمثلة بحوارات «المصور» مع عمر التلمسانى وحافظ سلامة ونجيب محفوظ وفاروق الباز وياسر عرفات وغيرهم، فقد تبحروا وأوغلوا فى الموضوعات التى تحاوروا فيها.
لكن تلك الجماعات اعتادت التطرف ومازال العنف يجرى فى دمائهم حتى اللحظة، فالمسألة لم تتوقف عن فرج فودة أو اغتيال رفعت المحجوب أو محاولة اغتيال للرئيس مبارك أو حوادث الإرهاب فى الأقصر وجنوب سيناء، بل ارتكبوا خلال السنوات الماضية العشرات من الجرائم الإرهابية من قتل للأبرياء وتخريب للممتلكات عامة، وهو ما دفع بهؤلاء المتطرفين لإسكات «المصور» عن دورها عندما حاولوا فى 3 يونيو 1987، اغتيال مكرم محمد أحمد، أثناء توليه منصب رئيس تحرير مجلة المصور.
فى 19 أكتوبر 1990 نشرت «المصور» على غلافها صورة رفعت المحجوب، وكتبت: «جريمة الجمعة الدامى: الضحايا.. الدوافع.. الخفايا.. المتهمون» وكان العنوان الرئيسى «التقصير.. بلاغ إلى وزير الداخلية».. وجاء فى الافتتاحية: «ساعة المصارحة والمكاشفة ومواجهة النفس قد دقت فى مصر، ولا مفر من ذلك الآن فالذى حدث خطير وثمة تساؤلات عديدة يطرحها الشارع المصرى الذى أدهشه أن يهرب الجناة بعد ارتكاب جريمتهم فى واحد من أكثر مواقع القاهرة حيوية وخطورة.. من المؤكد أن هناك ثقوبا كثيرة ولا بد من طرح الأسئلة بأعلى صوت ممكن حتى نسمعها نحن قبل أن يسمعها سوانا».
وما بين الصفحة الأولى والأخيرة وعلى امتداد أربع عشرة صفحة الدخول إلى رواق الحدث الأليم حاملين تساؤلاتنا المشروعة نطرحها على ما جرى، على الوقائع والضحايا والمتهمين والأسرار، وما قام به رجال الأمن وما لم يقوموا به، وعلى الأخص التقصير المعيب، نتوقف أمام القصور كثيرا لأننا نتمنى أن يكون ما حدث هو التقصير الأخير».
وبعدها بأيام وتحديدا فى 9 نوفمبر 1990 نشرت «المصور» تحقيقا شاملا بعنوان: «الجهاد.. أخطر تنظيمات الإرهاب فى مصر»، وجاء فى مقدمة التحقيق: «لقد بدأ تنظيم الجهاد الإرهابى سجله الدموى عام 1977 باغتيال الشيخ محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف الأسبق، ثم حادث اغتيال الرئيس السادات، ثم محاولة الاعتداء على ثلاثة من وزراء الداخلية هم النبوى إسماعيل وحسن أبوباشا وزكى بدر، ثم أخيرا حادث اغتيال المحجوب، فضلا عن عديد من حوادث العنف فى الجامعات وفى عدد من مدن الصعيد».
وفى عدد 3531 الصادر بتاريخ 12 يونيو 1992 نشرت «المصور» على غلافها صورة المفكر فرج فودة، وكان العنوان الرئيسي: «القصة الكاملة لاغتيال فرج فودة.. اغتالوه لأنه كان يطالب بقانون لمحاربة الإرهاب»، وتضمن العدد ملفا كاملا عن كل ما يخص الحادث، وكتبت تقول: «ها هو الإرهاب الأسود، يتجسد مرة أخرى فى جريمة بشعة، تستهدف ترويع كل صاحب رأی حر يدافع عن استنارة العقل المصرى فى مواجهة الظلاميين أعداء الحياة، دعاة الفتنة، خصوم الديمقراطية، يوم الخراب الذى يريد أن يعصف بأمن مصر واستقرارها.. ماذا فعل فرج فودة حتى يتربص به هؤلاء الإرهابيون الصغار... إن اغتيال فرج فودة هو جزء من مخطط شامل يستهدف ترويع مصر كلها، وهو جريمة واضحة القصد والهدف، لا تحتمل نفاق أصحاب الحلول الوسط الذين يجهدون أنفسهم بحثا عن مبررات كاذبة أو أدعياء الحكمة الذين يطالبون بالمزيد من الصبر حتى تكبر مخالب الإرهاب وتفترس الجميع، أو جماعات المستفيدين الذين يأملون فى أن يفتح إرهاب الصغار الطريق إلى خلخلة الحكم كى يقفزوا على مقاعده».
وكانت «المصور» قد نشرت من قبل مناظرات الدكتور فرج فودة، من خلال محررها آنذاك حلمى النمنم- المؤرخ والمفكر وزير الثقافة الأسبق- الذى حارب الإرهاب بالمئات من المقالات بشجاعة ووضوح، بداية من فرج فودة إلى نصر أبوزيد ونجيب محفوظ إلى حيدر حيدر السورى، وغيرها العشرات من المعارك التى خاضها «النمنم» ضد فاشية الجماعات المتطرفة، محاولا فى مقالاته الأسبوعية كشف زيفهم وادعاءاتهم ومازال حتى اليوم يفندها ويدحضها.
ثم نشرت المجلة كل ما يخص محاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك فى «أديس أبابا» فى 26 يونيو 1995، وكتب مكرم محمد أحمد، مقالا تحت عنوان» ألغاز حادث أديس أبابا»، قال فيه: «إن ما جرى فى أديس أبابا يقول لنا بكل الوضوح إن مصر تواجه مخططا إرهابيا دوليا واسع الأبعاد قد تكون أدواته بعض المصريين الذين ارتضوا طريق الخيانة والظلام، لكن حلقات هذا المخطط تتسع لتشمل دولا ومنظمات وجماعات تساند الإرهاب وتدعمه، هدف هؤلاء العمل على تقويض الأوضاع الراهنة فى مصر.. لأن مصر هى العقبة الكئود التى تحول دون تنفيذ مخطط شرير، يعقد من الجزائر غربا حتى السودان جنوبا، ينشر الفوضى فى المنطقة ويقضى على فرص تقدمها ويأخذها إلى مرحلة من الخراب والدمار والحرب الأهلية.. نرى مثالها الواضح فى أفغانستان وفى الجزائر والسودان».
ولم تتوقف «المصور» طوال عمرها المديد عن دورها فى نشر حوارات ومقالات لتوعية الشباب بمخاطر أفكار تلك الجماعات الإرهابية، وما تروجه باسم الدين.. حتى نشرت فى 21 نوفمبر 1997 «يد ملطخة بالدماء» على غلافها وكتبت: «جريمة الأيدى القذرة.. مبارك يحقق بنفسه.. الحادث المروع فى الأقصر وأسباب التقصير»، ورافقت «المصور» الرئيس مبارك فى جولته بالأقصر للاستماع للشهود ومعاينة موقع الحادث، وسجلت بالكلمة والصور كل شيء يخص هذا الحادث الأليم الذى راح ضحيته عشرات الأبرياء من المصريين والأجانب، وهى جريمة تضاف لجرائم تلك الجماعات الإرهابية، التى علينا محاربتها بكل الطرق.
حريق قطار الصعيد
يوم 20 فبراير 2002 اندلعت النيران ليلة عيد الأضحى فى قطار الصعيد 832، المتجه إلى أسوان، وراح ضحية الحادث 361 شخصاً، وهى من أسوأ حوادث القطارات فى مصر... فعلى الفور أرسلت «المصور» محرريها ومصوريها لرصد وتسجيل وقائع الحادث بالتفصيل، ونشرت تصريحات المسئولين وشهود عيان والمصابين وأهالى الضحايا.. وكتبت تقول: «فاجعة سكك حديد مصر.. المسئولون عن التقصير».
فلم يكن دور «المصور» نشر الوقائع فقط، بل كانت تحارب الفاسدين والمقصرين، وتعبر عن هموم الشارع المصرى فى كل قضاياه اليومية.. وبعد حريق قطار الصعيد يأتى حادثا أشد قسوة وهو غرق عبارة السلام 98، التى غرقت يوم 3 فبراير 2006 فى البحر الأحمر، وهى فى طريقها من ميناء ضبا السعودى إلى سفاجا، وكانت السفينة تحمل 1415 شخصاً معظمهم مواطنون مصريون كانوا يعملون فى السعودية وبعض العائدين من أداء مناسك الحج، وهى ليست حادثة الغرق الأولى فقبلها بسنوات وتحديدا عام 1991 غرقت عبارة سالم إكسبريس، أمام السواحل المصرية بعد الارتطام بشعاب مرجانية، وراح ضحيتها المئات أيضا.
فنشرت «المصور» فى عددها الصادر يوم 10 فبراير 2006 صورة شاب وأمه يصرخان، وعليها عنوان رئيسى «عقاب القتلة».. التعويضات لن تطفئ نار غضب أهالى الضحايا- المتهمون فى جريمة العبّارة: الإهمال والجشع والتواطؤ».. وفى مقدمة ملف «المصور» قالت: غاصت الباخرة السلام، على عمق 600 متر تحت سطح البحر الأحمر وطفت أسئلة وعلامات استفهام حائرة كالبوم السوداء تنعى الضحايا الذين غاصوا معها نحو القاع السحيق.. أسئلة حادة كالصخور المسنونة.. وفى هذا الملف نحاول تقديم إجابات حية فى شكل شهادات لمن كتب الله لهم عمرا جديدا، فخرجوا من عرض البحر بقصص وحكايات تدور حول حدوث انفجار رهيب زلزل الباخرة وأسكنها القاع.. وأيضا حكايات أخرى تتحدث عن إهمال قاتل جشع استشرى للحصول على مكسب سهل وسريع.. وتواطؤ من أجهزة وظيفتها الأساسية حماية أرواح الركاب.. ولكن يبدو أن أرواح البسطاء والفقراء لا تعنيها».
وفى العدد التالى مباشرة تابعت «المصور» حملتها ضد الفساد وقالت فى تحقيق صحفي: «إنقاذ ركاب العبارة تأخر 17 ساعة»، وأن شركة السلام احتكرت بشكل تام خط ضبا – سفاجا، كما احتكرت تقريبا رحلات الحج سنويا فمن المسئول عن هذه الإهمال والتقصير؟.
انفلونزا الطيور والخنازير
فى عام 2006 انتشر فيروس انفلونزا الطيور فى العالم كله، ووصل بطبيعة الحال إلى مصر.. فلعبت «المصور» دورا مهما فى توعية المواطنين بمخاطر الفيروس وكيفية تجنبه أو الوقاية منه، ونشرت على غلاف عددها الصادر 24 فبراير 2006 صورة طيور، وكتبت عليها: «معركة انفلونزا الطيور.. هجوم بالشائعات وأزمة تعويضات»، وتضمن العدد ملفا صحفيا، قالت فيه: إن أصحاب المزارع الآن أشبه بمن يرون شخصا يحتضر أمام أعينهم ولا يستطيعون فعل شيء له ولا يستطيعون دفنه، فقد أصاب الشلل حركة البيع والشراء فى جميع مزارع الدواجن على مستوى الجمهورية...»، ورصدت المجلة فى الملف مخاطر الفيروس وخسائر مزارع الدواجن، وتجاهل وزارة الزراعة للخنازير التى تنقل المرض للإنسان، وغيرها من التقارير.
كما رصدت «المصور» انتشار فيروس انفلونزا الخنازير عام 2009، وعلى غلاف عددها الصادر 6 مايو 2009 عنوان وحيد هو «الفتنة»، ونشرت فيه ملفا يرصد تزايد الطلب على الصيدليات لشراء العقاقير المعالجة لانفلونزا الطيور، إضافة إلى رصد خوف المواطنين من حاملى الزبالة ومقاطعتهم، إضافة إلى تحقيق بعنوان فتنة الخنازير وحكمة البابا»، تقول فيه: «لم تكن حكمة البابا كافية لكبح جماح نفر من المعتصمين الأقباط الذين صوروا قرار ذبح الخنازير لأجل الصحة العامة وخشية اجتياح وباء انفلونزا الخنازير الرهيب- إلى قرار طائفى مقيت».
وفى العدد التالى مباشرة نشرت المجلة تحقيقا بعنوان: «عام الوباء».. هل نعطل الحج ونلغى العمرة ونصلى فى الخلاء؟، وقالت فيه: «فِر من المجزوم فرارك من الأسد، وانفلونزا الخنازير أشد خطرا وفتكا من المجزوم، إذا تفشت تهدد حياة مليارى نسمة على وجه الأرض.. والخطر الحقيقى الذى تخشاه وزارة الصحة التجمعات.. وهو ما دفع بها للتفكير فى تأجيل العمرة وإلغاء صلاة الجماعة وعدم إقامة مباريات بدون جمهور وإلغاء دور السينما إلى أن تنزاح الغمة ويغيب شبح الوباء».
جماعة الإخوان الإرهابية
منذ عقود طويلة و«المصور» تحذر من مخططات جماعة الإخوان الفاشية، التى كانت تسعى للسيطرة على كل مفاصل الدولة وإقصاء الجميع.. فنشرت فى عددها 4224 سنة 2005 تقول: «انفراد.. فتح مصر- النص الكامل لخطة الإخوان للسيطرة على المجتمع»، وهى وثيقة نشرتها المجلة توضح مخطط الإخوان للتمكن من مصر وحكمها وهى الخطة التى أثارت حالة من القلق والذعر حينها».
ثم نشرت على غلاف عددها الصادر 13 مايو 2009 عنوانا رئيسيا: «قلب الإخوان.. أول كتاب يكشف بالوثائق محاكم التفتيش داخل الجماعة- قيادى سابق يروى تجربته مع عناصر التنظيم الخاص»، وبدأت «المصور» تنشر حلقات مسلسلة كل أسبوع للقيادى الإخوانى السابق ثروت الخرباوى، لفضح ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية، وبجانب نشر هذه الحلقات نشرت فى عدد 10 يونيو 2009 صورة الدكتور عمرو خالد، وكان العنوان: «السقوط.. من احتراف الدعوة إلى غواية السياسة»، وفى عدد 24 يونيو 2009 نشرت وثائق لأول مرة: قطريون يمولون أول فضائية إخوانية»، وأصدرت الجماعة فتوى شرعية لإنشاء وقف إعلامى لدعم الإخوان فضائيا وإلكترونيا.
لم تتوقف «المصور» عن حملاتها ضد ادعاءات الجماعة الإرهابية التى كانت تحاول وما زالت غسيل سمعتها الملوثة بالدماء، فنشرت المجلة فى 24 نوفمبر 2010 «الإخوان فضحوا عمرو خالد»، ونشرت كل ما يخص الانتخابات البرلمانية فى ذاك الوقت.. وفى 1 ديسمبر 2010 نشرت المجلة على غلافها صورة «بديع» وكتبت: توابع زلزال الأحد فى الجماعة المحظورة.. بديع مرشد الإخوان».. مطلوب للعدالة: إحياء وقيادة تنظيم غير شرعي- جمع وغسيل أموال مجهولة المصدر- التحريض على قلب نظام الحكم- الدعوة إلى العنف والعصيان المدني»، وكتب حمدى رزق رئيس تحرير المصور آنذاك يقول فى مقاله بعنوان مطلوب للعدالة.. قائمة اتهامات مرشد الإخوان»: «بيننا وبينهم الجنائز» هذه عبارة شهيرة قالها الإمام أحمد بن حنبل ومنها استوحى عبارة تصف حال جماعة الإخوان فأقول بيننا وبينهم القانون فالقانون يفصل بيننا وبينهم فيما كنا فيه نختلف، كبرت كلمة تخرج من أفواههم حين يقولون إن لهم شرعية فى الشارع، شارعهم لا يعطى شرعية إنما يعطى الشرعية الشارع الذى يشرع القوانين، لا يحق لأحدهم أن يزعم أن الحق يجرى بين ينيه ويسوقه خلفه ويقوده أمامه وأنه طالما الأمر هكذا فله الحق أن يخالف القانون أو يعلو عليه... لا نقول جماعة محظورة لأن القضاء لم يحظرها ولكن نقول إنها جماعة غير شرعية لأنها تخالف أحكام التشريع، ومنحلة لأنه صدر قرار بحلها، وعندما جاءت فترة السبعينيات وأراد الإخوان الدخول فى دائرة الشرعية لم يفهموا، ولم يستوعبوا، واتبعوا طريقة «ودنك منين يا جحا».
وفى العدد التالى مباشرة والصادر 8 ديسمبر واصل فيه «حمدى رزق» مقالاته الكاشفة تحت عنوان: «الإخوان تحت الأرض.. محمود عزت أميرا للتنظيم العسكرى»، وفيه قال: «عندما قلنا ذات اليوم المثل الشائع سوء الظن من حسن الفطن، قال بعض الإخوان إن الظن من الخلق الذميم، فقلنا لهم ولكن الإمام الشافعى قال فى شعره: لا يكن ذلك إلا سيئا إن سوء الظن من أقوى الفطن، فجادلونا وقالوا: ولكن الله يقول فى القرآن الكريم «إن بعض الظن إثم»، فقلنا لهم: ولكن الله سبحانه لم يقل إن كل الظن إثم بل بعضه فقط، ولذلك فإن بعض الظن حق.. والآن نحن أمام الحق لا الظن.. الدليل والبرهان لا الاستنتاج والتخمين».
وبعد عدد واحد نشرت «المصور» على غلافها صورة الدكتور محمد البرادعى وقالت: «آية الإخوان العظمى.. محمد مصطفى البرادعى»، وفى العدد الصادر نهاية ديسمبر من نفس العام كتبت «المجلة» على غلافها: «ردا على مرشد الإرهاب.. يا أيها الإخوان ادخلوا مساكنكم».. كل هذه التحقيقات الصحفية والمقالات والوثائق التى ظلت «المصور» تنشرها طوال سنوات قبل حكم جماعة الإخوان الإرهابية للبلاد، كان بهدف فضح الأكاذيب التى أنشئت على أساسها هذه الجماعة المتطرفة على يد مؤسسها حسن البنا.
ثورة 25 يناير
ومع قيام ثورة 25 يناير 2011، راحت «المصور» تسجل وترصد التحولات السياسة التى تجرى فى الشارع المصري.. ففى 2 فبراير 2011 أصدرت عددا خاصا بالصور عن أيام الغضب، حمل غلافها: «مصر.. عودة الروح»، وفى العدد كل ما يخص الثورة من خروج المتظاهرين للميادين ومطالبهم، ونزول رجال القوات المسلحة وعندهم كلمة السر فى الأمان وفرضوا سيطرتهم ليحموا أهل مصر وأعادوا السكينة إليها».
وفى العدد التالى مباشرة كتب حمدى رزق فى تحليل إخبارى يقول: «إنهم يسرقون الثورة» «منْ هم أصحاب ثورة الشباب؟ أصحاب ثورة الشباب هم الشباب الذى لم يعرف اللون السياسى، هذه إجابة منطقية.. إذن ما هو النور الذى أضاء هذه الثورة؟ نور الثورة وأى ثورة هم الشهداء الذين يسقطون وهم يدافعون عن مبادئهم.. يبدو أن التعبير السابق يحتاج إلى تعديل كى يتلاءم مع الحقيقة، ذلك أن الشهداء لا يسقطون وإن أوقعتهم رصاصات القناصة الغادرة، ولكنهم يرتفعون، يسقطون على الأرض بأجسادهم مضرجين بدمائهم ولكنهم يرتفعون بأوطانهم إلى عنان السماء ويظل التاريخ يذكرهم مدى الحياة».
وفى عدد 4 إبريل 2012 نشرت المصور صورة الإرهابى خيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل، وكان العنوان الرئيسي: «مصر فى قبضة الإسلاميين».. وبعدها بأيام فى عدد 18 إبريل نشرت صورة جماعة الإخوان الإرهابية وكان العنوان: «الإخوان الحمر يغزون الجزيرة».. ثم حمل غلاف عدد 16 مايو 2012 صورة الرئيس المعزول محمد مرسى وكان العنوان: «السيناريو المخيف.. مرسى رئيسا أو الحرب الأهلية».
ولم تخشَ «المصور» جماعة الإخوان الإرهابية التى وصلت إلى سدة حكم البلاد، ولم تغير من موقفها ضدهم، بل استمرت فى الدفاع عن مبادئها ورؤيتها بفضح ممارسات هذه الجماعة المتطرفة، فبعد نجاح محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية مباشرة وقبل أن يؤدى اليمين الدستورية بأربعة أيام لم تكتب «المصور» مثلا «مرسي.. رئيسا للجمهورية»، بل نشرت صورة الرئيس المعزول محمد مرسى وهو يقبل مرشده، وكتبت عنوانا رئيسيا: «لن يحكمنا المرشد.. لا لدولة الإخوان».
وفى 18 يوليو 2012 احتفت المجلة بثورة 23 يوليو وكتبت على الغلاف: «ولو كره الإخوان المسلمون»، وأكملت «المصور» بقلمها الجريء طريقها فى محاربة جماعة الإخوان الإرهابية وتفنيد كل ما يروجونه، حتى أسقط المصريون حكم هؤلاء المتطرفين فى 30 يونيو 2013.
ثورة 30 يونيو
كانت «المصور» فى طليعة الصحافة التى دعت للقيام بثورة شعبية ضد جماعة الإخوان الإرهابية وإسقاط نظامهم السياسي، بعد فشلهم الذريع فى تحقيق آمال وطموحات المصريين وتأجيج الصراعات والفوضى فى البلاد التى كادت تدفعنا للانزلاق نحو حرب أهلية.
ونشرت فى 19 يونيو 2013 مصير مصر- 30 يونيو- السلمية والحوار أم العنف والفوضى».. وفى هذا العدد فضحت المجلة الإخوان وكتبت تقول على لسان الإخوان: مَن يقترب من مقراتنا مستباح الدم.. وهذا دليل على استخدامهم العنف والدم شعارا لجماعتهم المحظورة. فاحتشد ملايين المصريين فى الميادين مطالبين بعزل مرسى وجماعته، حتى استجاب لهم جيشنا الوطنى الذى كان يعى جيدا المخططات التى تُحاك ضد مصر، فتدخله فى الوقت المناسب، حمى مصر والمصريين ووضع نهاية لهذه الجماعة الفاشية.
ووثقت «المصور» ذلك فى العدد الصادر بتاريخ 26 يونيو بغلاف يحمل عنوان: مصر لن تسقط، الفريق أول السيسى: للشعب جيش يحميه.. وقالت فى الافتتاحية: أمن الجيش المصريين على أنفسهم وأعاد لهم الثقة فى أنه لن يخذلهم أو يتخلى عنهم، فالجيش ملك لشعبه، يأتمر بأوامره، ويلتزم بما تتجه إليه إرادته.. وكان ملف العدد بعنوان: مصر فى ذمة الجيش - رسائل السيسى للجميع وكان الرئيس السيسى آنذاك حاسما فى موقفه ولم يتردد فى إعلان موقف الجيش فى الدفاع عن حماية إرادة الشعب ومواجهة أى محاولات لترويعه أو تخويفه.
وفى 3 يوليو كان الغلاف يحمل البشارة للمصريين: ثورة شعب حماها الجيش.. عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، وفى هذا العدد كتب الصحفى الراحل أحمد النجمى مقالا تحت عنوان: بعد الثورة حقائق الشعب ساطعة.. وأكاذيب الإخوان فوق الستر، وجاء فيه: قصة سقوط مرسى وشركاه.. مرسى وشركاه لن يعودوا لا فى شهر رمضان الذى هو أطهر من أن يستقبل حكمهم فيه ولا فى شهر شوال ولا فى أى شهر آخر.
والجيش لن يسقط فى الفخ السورى ولن يدخل فى نفق الجزائر التسعيني - فالشعب حاضر بقوة فى المعادلة والاقتصاد الذى أوشك أن ينهار تماما فى الأسابيع الأخيرة من حكم مرسى انتعش بقوة فى أقل من أسبوع من زوال حكم الميمون- والشرطة عادت وتجرأ قلبها، ولن تعود للانكسار مرة أخرى.. هذه قصة اليوم وستمتد لأسابيع وشهور حتى ينتخب المصريون رئيساً جديداً».
حتى تولى المستشار عدلى منصور، منصب رئيس الجمهورية، بشكل مؤقت باعتباره رئيسًا للمحكمة الدستورية العليا، طبقا لخارطة الطريقة التى اتفقت عليها القوى الوطنية.. وعن فترة حكمه قالت «المصور» فى افتتاحية عددها الصادر 28 مايو 2014: مارس المستشار عدلى منصور السياسة بروح القاضى العظيم - تحلى بالعدل والموضوعية فى نظر القضية، قضية الوطن، ولولا عدله وموضوعيته لتحللت الدولة المصرية وانهارت تركيبتها الفريدة الصامدة منذ عصور الفراعنة، وكان لصمته أبلغ الأثر فى النفوس بعد سنة قضى فيها المصريون ساعات طويلة يتابعون خطب المعزول الخاوية من المضمون.. وسيقف المؤرخون طويلا أمام عدلى منصور الذى قاد منصور نحو تحولها الديمقراطى الكبير».
ليأتى شهر يونيو 2014 وتنشر «المصور» فى عددها 4678 على غلافها: تسليم وتسلم لأول مرة فى مصر.. كيف اختار السيسى معاونيه- وما هى أبرز القرارات على مكتبه.. اللهم ارزق الرئيس البطانة الصالحة.