رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وطنك يستحق

28-11-2023 | 21:43


الكاتب الصحفي طه فرغلى

بقلـم: طه فرغلى
احزم أمرك واحسم قرارك، فالقرار قرارك أنت وحدك، وكل ما حولك من أحداث وحوادث يجبرك على أن يكون القرار دون نقاش أو جدال «سأشارك فى الانتخابات الرئاسية»، ليس هناك سبيل سوى المشاركة الجادة والفعالة فى الاستحقاق الدستورى خلال الشهر المقبل، لا تدع أحدًا غيرك يقرر لك، لأن بكل بساطة تركك لحقك الدستورى يعنى أنك شخص سلبى يتنازل عن حقوقه. قد تبدو المشاركة فى الانتخابات الرئاسية أمرًا طبيعيًّا لا يحتاج إلى تأكيد أو توكيد، ولكن الحضّ على المشاركة واجب وطني، وتكرار الدعوة إليه مستحب ليتحمس القاعدون ويبادر المشاركون للوقوف فى طوابير طويلة تسدّ عين الشمس مع أول ساعة للانتخابات لتكون الرسالة قوية للعالم، المصريون يحمون دولتهم القوية وراغبون فى الاستقرار لاستكمال مسيرة المستقبل وكتابة سطور الجمهورية الجديدة. المصريون فى الخارج والداخل فى رقبتهم واجب وطنى لا بد من تأديته فى الأيام المقررة للانتخابات الشهر المقبل، والتقاعس عن نداء الوطن مستهجن، والمصرى لا يتقاعس بل دائما يلبى النداء، ويتقدم الصفوف عندما ينادى الوطن. المشاركة ليست رفاهية أو اختيارًا بل واجب محتم، وفرض لا نافلة، وأداء الاستحقاق الدستورى على وقته دون تباطؤ أو تأخير أو تلكؤ مستحب وطنيًّا، والظروف المحيطة بنا تقتضى ذلك، والأمر المؤكد أن صورة ملايين المصريين من الذين لهم حق الانتخاب وفقا لقانون مباشرة الحقوق السياسية أمام اللجان الانتخابية من ساعات الصباح الباكر ستكون الصورة الرئيسية التى ستتناقلها وسائل الإعلام العالمية، لتؤكد من خلالها أن المصريين يقررون مساندة دولتهم ودعمها، خاصة فى ظل الظروف التى تمر بها المنطقة، واشتعال الأحداث فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. كل ما حولنا يدعونا إلى المشاركة بجدية وفاعلية فى الاستحقاق الدستورى المقبل، فالأمر يتعدى حدود الشأن الداخلي، ولكن المشاركة رسالة مصرية خالصة وقوية، مفادها أن مصر لها شعب قوى يقف فى ظهرها ولديه الإصرار على حماية دولته، وبلا شك إجراء الانتخابات الرئاسية فى هذا التوقيت الهام يعطى الكثير من الرسائل من أهمها أن مصر دولة كبيرة مستقرة، ومهما اشتعل محيطها تبقى القوية الحامية لأمنها القومى والمبادرة دائما لمساندة الأشقاء مهما كانت الظروف والأجواء، والتى لا تقبل الدنية فى عروبتها ولا الأمن القومى العربى برمته. إجراء الانتخابات الرئاسية فى ظل الأوضاع الحرجة والصعبة التى تمر بها المنطقة يؤكد أن مؤسسات الدولة قوية وقادرة على أداء الواجبات الوطنية والاستحقاقات الدستورية فى موعدها تماما، لا يثنيها عن ذلك أى توترات وأنها قادرة على تأمين الجبهة الداخلية والخارجية، وأن مصر منذ 2014 عادت لمكانتها، وانتهت إلى الأبد آثار ما حدث فى السنوات السوداء عقب أحداث 2011، حتى ثورة 30 يونيو العظيمة. علينا أن نتذكر جيدا أن ما وصلنا له الآن والاستقرار الذى ننعم به ونعيش فى ظله كان إحدى ثمار سنوات ما بعد 2014، وأنه واجب علينا الآن أن نتمسك بما وصلنا له، والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة تضمن الحفاظ على المكتسبات الوطنية التى تحققت خلال السنوات الماضية. لماذا المشاركة واجبة؟ تستطيع أن تجد لهذا السؤال ألف إجابة دون عناء أو بحث أو تفكير، انظر حولك ستجد الإجابات تتزاحم على عقلك، ولك فى الأحداث الأخيرة منذ السابع من أكتوبر الماضى إجابة متكاملة تضمن لك الدرجة النهائية فى اختبار لماذا نشارك، منذ السابع من أكتوبر كانت مصر حاضرة ومتصدرة للمشهد خلال حرب غزة، ثوابتها واضحة ومعلنة بكل قوة، دولة كبيرة تفرض هيبتها على الجميع إقليميا ودوليا، والكل يعرف خطوطها الحمراء جيدا، ويدرك أن اللعب فى الثوابت التى أعلنت عنها سيكلف الجميع ما لا يطيق. مؤسسات الدولة المصرية القوية كانت حاضرة بكامل عدتها وعتادها، وأجبرت العالم على تبنى وجهة النظر المصرية التى أحيت القضية الفلسطينية من جديد وأعادتها إلى صدارة المشهد العالمي، وكشفت أكاذيب وادعاءات جيش الاحتلال، كانت السبب فى انتشار الرواية الفلسطينية فى مواجهة الأكاذيب الإسرائيلية، وكانت قمة القاهرة للسلام حجر الزاوية والأساس للرؤية العالمية حول غزة وضرورة إنقاذها ووقف مخطط التهجير القسرى. هل كان يتحقق ذلك دون دولة قوية وضعت أساسها سنوات ما بعد 2014؟، بالطبع لا، من هنا المشاركة فى الانتخابات ضرورة للحفاظ على مكتسبات هذه الدولة القوية، حتى تستكمل مسيرتها نحو المستقبل فى ظل الاستقرار الذى كان داعما لهذه المسيرة خلال السنوات العشر السابقة. واجب علينا أن نقف فى ظهر المشروع الوطنى الذى بدأه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عام 2014، ودعم هذا المشروع فرض علينا، والمشاركة الكثيفة فى الانتخابات الرئاسية تحقق ذلك وتؤكد حرص المصريين على الاستقرار والتمسك بدولتهم القوية وهويتهم الوطنية واستكمال التجربة الديمقراطية فى ظل التحديات الإقليمية وما يتطلبه ذلك من دعم الدولة، كما أن المشاركة فرصة جيدة ليعكس المصريون للعالم صورة استقرار الدولة المصرية وثقلها، ورغبتهم فى استكمال مسيرة البناء، والوصول إلى الجمهورية الجديدة. ما تحقق خلال السنوات العشر السابقة يجب علينا أن نعضّ عليه بالنواجذ، والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية والحضّ عليها أحد الواجبات الوطنية المقدسة التى تساهم فى الحفاظ على مكتسبات الوطن، وتضمن لنا مزيدًا من الاستقرار بعيدًا عن متاهات عشنا كوابيسها فى أحداث 2011، وما بعدها فى عام حكم الإخوان الأسود. المؤكد أن مصر لن تعود إلى الوراء أبدا، وانطلاقتها نحو المستقبل والجمهورية الجديدة والتى قطعت فيها محطات كثيرة وصعبة لن يوقفها شىء، وقطار التنمية سيصل إلى وجهته المحددة، والشعب المصرى الذى كان على قدر المسئولية خلال السنوات الماضية لن يترك وطنه يسقط مجددا، ويمتلك من الوعى ما يمكّنه من حماية مقدراته ومستقبله. حديث المشاركة فى الانتخابات الرئاسية ينبغى أن يسرى فى كل مكان ووسط كل أبناء الشعب المصرى، وكل فرد عليه واجب مقدس فى الحضّ على المشاركة والحثّ عليها، النزول ليس اختيارًا بل فرض، وصورة الملايين أمام اللجان هى التى ستحمى الوطن أمام أى مخططات تضمر الشر، وما أكثر الشر والأشرار من حولنا!.