استمراراً لحملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد النوع الاجتماعي، ومجابهة كافة أشكال العنف الموجة ضد النساء والفتيات، نتساءل إلي أي مدى ينعكس العنف الأسري الذي تعيشه المرأة على تربية أبنائها، وهل من ترعرع في بيئة معنفة، من الممكن أن يكون شخص سوي نفسياً أم سيتوارث نفس السلوك العدواني الذي عايشه على زوجته وأبنائه...
من جهتها، تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، أن العنف الموجه ضد النساء له أشكال كثيرة تتراوح ما بين السب أو الاهانة ، والاغتصاب ، والتحرش أو الحرمان من الميراث، وغيره، وما نشاهده في معظم الأسر المصرية أن المرأة معرضه للعنف مرتين الأولى أثناء تربيتها في بيت الأسرة من خلال بعض حالات الختان أو الحرمان من الميراث، والمرة الثانية بعد الزواج وما تواجهه من معاملة الزوج سواء عنف معنوي أو نفسي أو اقتصادي.
وأضافت استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، أن العنف التي نشأت وترعرعت عليه المرأة واكتمل بالزواج، ينتقل بشكل مباشر على أولادها، لأنه هناك الكثير من الاضطرابات النفسية التي أصيبت بها المرأة في اللا وعي نتيجة العنف، مما أسفر عن شعورها بالقلق والاكتئاب والقسوة والحرمان العاطفي، التي تمارسه في بعض الأحيان على أطفالها، مما يؤدي إلي نشأة أبناء يعانوا من الأفكار السوداوية والغضب والهلع وضعف الثقة بالنفس، وانعدام الشعور بالأمان، فضلاً عن أن مشاهدة الصغير للعنف الموجه من الأب تجاه الأم، قد يخلق لديه حالة من الخوف الدائم ويظن أنه السبب في ذلك المشهد، ما يسبب له اختلالات سلوكية واجتماعية ونفسية، كما يصاب بالعزلة عن الآخرين وفقدان الشغف وصعوبات التعلم في بعض الحالات، وعدم القدرة على التكيف المجتمعي، لأنه يعيش في حالة نفسية من التهميش وعدم الاحترام الذاتي له.
واستطردت قائلة، أن العنف الأسري قد ينعكس على الطفل ويجعله كارها لفكرة الزواج عند الكبر، لما شاهده من سيناريوهات للتفكك الأسري وروية الأم في حالات الضعف والانكسار وانسحاق الثقة بالنفس، كما من الممكن أن يصبح زوج عنيف مع امرأته وأولاده كما تربى، أما النسبة القليلة والتي تكاد تكون منعدمة هي أن ينشأ الطفل سوياً يحاول في إصلاح ما فقده من أسرة متزنة وعادلة في حياته المستقبلية.