أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال افتتاحي أن الموت أصبح يحلق فوق رؤوس الجميع كبارا وصغارا في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من أكتوبر الماضي في إطار المواجهات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن حجم الدمار في القطاع جراء الغارات الإسرائيلية فاق كل تصور، موضحة أن تداعيات الموقف في غزة لن تقتصر على حدود القطاع فحسب بل سوف تتجاوزه لتشمل أجزاء أخرى في المنطقة.

وينوه المقال أن تلك الحالة المأساوية في قطاع غزة يجب أن تلفت انتباه المجتمع الدولي حيث أنه لا يمكنه أن يغض الطرف عن حجم الدمار الناجم عن القصف الإسرائيلي ضد سكان القطاع الذين أضطر ما يقرب من نصفهم إلى النزوح عن ديارهم في شمال غزة بسبب القصف الإسرائيلي الذي لا هوادة فيه.

ويلفت المقال إلى أنه مما زاد من مأساة سكان القطاع أن القوات الإسرائيلية بدأت في الوقت الحالي هجماتها في مناطق بجنوب قطاع غزة مما جعل جميع سكان القطاع كبارا وصغارا ينتظرون الموت في أي لحظة.

ويوضح المقال أن القصف الإسرائيلي تسبب حتى الآن في مقتل ما يربو على 15,900 فلسطينيًا معظمهم من النساء والأطفال، طبقا للبيانات الصادرة عن مسؤولين فلسطينيين، مؤكدًا أن سكان القطاع الذين بقوا على قيد الحياة يعانون من الجوع والعطش والترويع ناهيك عن فقدان المأوى والملاذ الآمن.

ويشير المقال في هذا الصدد إلى تصريحات المتحدث الرسمي باسم منظمة اليونيسيف جيمس إلدر أمس الإثنين التي يقول فيها إن "الموت أصبح يهدد الجميع في غزة حيث لا سبيل لسكان القطاع للاحتماء بأي ملاذ آمن".

ويتطرق المقال إلى موقف الولايات المتحدة - الداعم الأكبر لإسرائيل والتي تقدم لها ما يقرب من 20 بالمائة من ميزانية دفاعها - من تلك التطورات الدامية حيث يشير إلى تصريحات صادرة عن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس التي تقول فيها إن الحرب تسببت في مقتل العديد من الضحايا الأبرياء من المدنيين.

وتشير الصحيفة في الختام إلى أن الحرب في غزة قضت على الأخضر واليابس هناك إلا أن تداعياتها لن تقف عند حدود القطاع بل سوف تتخطاه لتشمل أجزاء أخرى من المنطقة.