أعلام التلاوة هم القرّاء البارزون الذين تركوا بصمة خالدة في عالم التلاوة، حيث ارتقوا بفن التجويد والأداء إلى مستويات عالية من الجمال والروحانية، تميز هؤلاء القرّاء بأصواتهم العذبة، وأدائهم المتقن، وتأثيرهم العميق في وجدان المستمعين.
شهدت التلاوة ازدهارًا كبيرًا في القرن العشرين بفضل انتشار التسجيلات الصوتية والإذاعات، من بين أبرز أعلام التلاوة في العصر الحديث: الشيخ محمد رفعت، صاحب الصوت الملائكي، والشيخ مصطفى إسماعيل، الذي أبدع في المقامات، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي أسر القلوب بصوته الذهبي، وغيرهم من القرّاء الذين حُفرت تلاواتهم في ذاكرة المسلمين.
لقد أسهم هؤلاء القرّاء في نشر القرآن الكريم بأسلوب مؤثر، حيث كان لأصواتهم دور كبير في تقريب معاني القرآن للمستمعين، وإضفاء أجواء روحانية مميزة على المجالس الدينية، لا يزال إرثهم حاضرًا عبر الأجيال، حيث تُسمع تلاواتهم في كل مكان، من المساجد إلى المنازل وحتى عبر المنصات الرقمية الحديثة.
وتعرض بوابة دار الهلال يوميا خلال شهر رمضان الكريم سلسلة من أعلام التلاوة المصرية.
تستمر سلسلة أعلام التلاوة المصرية باليوم السادس عشر من شهر رمضان الفضيل بالشيخ الجليل كامل البهتيمي والذي يعد أحد أعلام التلاوة المصرية، ولد كامل يوسف البهتيمي عام 1922م بحي بهتيم بمحافظة القليوبية، التحق بالكتاب لدراسة وحفظ القرآن الكريم وهو في السادسة من عمره، حيث كان شديد الاجتهاد وسريع الفهم فأتم حفظه وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره.
أصبح قارئا معروفا بمسقط رأسه، كما اعتمد قارئا بمسجد القرية لقراءة السورة يوم الجمعة، ثم انتقل للقاهرة بصحبة شيخه الذي استضافه بمنزله، حيث ذاع صيته بعد انتقاله للقاهرة وازدادت شهرته، كما التحق بالإذاعة المصرية وسجل بها الكثير من التسجيلات.
رحل الشيخ الجليل كامل يوسف البهتيمي عن عالمنا يوم 6 فبراير عام 1969م، وهو لم يتجازو الـ47 عاما.