رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


يحدث فى نقابة الصحفيين..

22-2-2017 | 10:21


بقلم –  حمدى رزق

انحيازى للنقيب «يحيى قلاش» فى محنة حبسه عامين يلزمنى صحفيا ومهنيا وأخلاقيا الوقوف إلى جانبه ولو بصوتى فى انتخابات التجديد النصفى فى نقابة الصحفيين، هذا لا يحجب احترامى الكامل وترحيبى بترشيح الزميل «عبد المحسن سلامة»، وبقية الزملاء من امتلكوا العزم الأكيد على خوض الانتخابات التى ننتظرها كالعيد كل عامين.

 

قلاش وسلامة وكل من ترشحوا على منصب النقيب أو العضوية، يستحقون احتفاء من شباب الجمعية العمومية بالحضور الكثيف لترجيح الكفة فى نهاية اليوم، ونحتفل معا شبابا وشيوخا كما تعودنا فائزين أو خاسرين، لأن الفائز فى الأخير نقابة الصحفيين.

وعليه يجب علينا أن نحافظ عليهم، على المرشحين، مبرأين من الاتهامات الجزافية، وتخليص الثارات، والمكايدات السياسية، هى معركة مهنية على أرضية سياسية، فلا تهبطوا بها من سماء المهنة إلى بلاط السياسة، مسح البلاط بالمرشحين لا يستقيم مهنيا مع قادة الصف المهنى والنقابى ممن وجدوا فى أنفسهم جدارة الترشيح، وامتلكوا شجاعة ولوج الانتخابات الشرسة، لا تعاقبوهم بل كافئوهم بمعركة نظيفة.

ربما لاتعرف أجيال شبت عن الطوق فى صالات التحرير تقاليد هذه الانتخابات فى هذه النقابة العريقة، يوم الانتخابات فى نقابة الصحفيين كان بالفعل يوم العيد، فرصة تسنح عاما بعد عام لنلتقى فى بهو النقابة أصدقاء وزملاء ضاحكين مستبشرين نجدد الصدقات، ونتفقد الأحوال، ونتناصح، ونأكل كشرى من عند أبو طارق.

قبل هذا المبنى الثلجى الفخيم كانت لنا حديقة صغيرة دافئة، كنا نتقاطر عليها كعصافير صغار تتعلم الطيران فى الفضاء الرحيب، يوم الانتخابات كانت تلوح أمامنا فرصة نادرة لنرى وجوه كبار الصحفيين التى اختفت عنا طويلا خلف هموم المهنة، ومتاعب السنين، وآلام أخريات العمر.

نرى من تعلمنا على أيديهم، ونقرأ لهم، ونطمئن على أحوالهم، فرصة نرى وجوه الكبار المقدرين، مكرم محمد أحمد، وصلاح منتصر، وفاروق جويدة، ومحمد العزبى، وفهمى هويدى، وجلال دويدار وسكينة فؤاد، وأمينة شفيق، وجلال عارف، وحسين عبد الرازق، وصلاح عيسى، ومفيد فوزى، ولويس جريس، والكبار كثر، وأخشى أن ظروفا تحول حاليا دون حضور الإبراهيمين، إبراهيم نافع شفاه الله وعفاه، وإبراهيم سعدة رده الله سالما من سفرته.

وأخشى مجددا أن أسهب فلا تكفى هذه الإطالة ثبت الأسماء من أجيال تلت تشكل صفا ثانيا من الكبار، سناء البيسى، وعبد القادر شهيب، وكرم جبر، وعاصم حنفى وعمرو عبد السميع، ووحيد عبد المجيد، وعبلة الروينى، أجيال وراء أجيال لاتحلو مذاق الأيام المر إلا بحلو ما يكتبون، ومعذرة إن نسيت أحبة مقدرين فقد صرت شيخا من جيل تال ينظر بإجلال لهذه الباقة من الأقلام التى شابت فى المهنة، وهذا فخار وكما قال ناظم الغزالى، عيرتنى بالشيب وهو وقار، موقرون دوما. 

يوم الانتخابات أذكر كنا صغارا، نلبس نص كم فى قيظ الصيف، كانت الانتخابات تجرى مابين يونيو ويوليو، وكان السرادق الشهير يتحول إلى فرن، ونقف نرنو إلى القامات تتقاطر زرافات، فرادى وجماعات، الأستاذة يجتمعون فى حديقة المبنى القديم، كانوا باشوات بجد، لم أعاصر حتى أحكى حضور الأساتذة مصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل وموسى صبرى، وأحمد بهاء الدين، وأنيس منصور، وأحمد بهجت، كنت يادوب صغيرا.

ولكنى شاهدت وخبرت وعاشرت الزرافة واللطافة والحضور المنعش للأساتذة أحمد رجب ومصطفى حسين، وصلاح جلال، وسلامة أحمد سلامة وزكريا نيل، ويقف بقامته المديدة وضحكته العريضة نقيب النقباء الأستاذ كامل زهيرى بقفشاته الحلوة وطرفاته الحرفية بطعم البهار، يسك مسكوكاته المهنية باقتدار الكبار، العضوية كالجنسية لاتسقط أبدًا!!.

كتب علينا أن نلتحق بالنقابة كأعضاء ولنا أصوات فى ذروة المنافسة بين النقيبين الكبيرين مكرم محمد أحمد وإبراهيم نافع، وكنت دوما فى صف معلمى وشيخى مكرم، ولم يؤثر يوما هذا الانحياز السافر لمن علمنى الحروف كلها على احترامى للنقيب نافع، كنت أناهضه دوما، وتكرر الموقف مع الأستاذ جلال عارف وكنت فى صفه دوما، ولكن أبدا لم يصل رفض الآخر إلى تمزيق ملابسه، كنا نناوش الأستاذ إبراهيم نافع وكان يبش فى وجوهنا دوما، حتى السخرية السياسية كانت لطيفة، أذكر منها شعار «لاجلال عارف.. ولا إبراهيم نافع»، كانت قمة النقد السياسى المؤدب للنقيبين معا.

كنا نسعى صغارا بين قامات، ونقترب لنسلم فى خشية، ونعود أدراجنا لنحكى ونتحاكى، كانت معارك نقابية من الوزن الثقيل لا يتخلفون عنها مهما كانت المشاغل، كانوا كمن يحجون إلى النقابة فى أبهى الثياب، كان يوم الانتخابات كرنفالا للأزياء، ومحفلا للآباء، كانت انتخابات النقابة المصرية لها شمخة، محل أنظار العالم العربى، كانوا يرنون إلى هذا البهاء الذى يضىء سماء القاهرة عاصمة الصحافة العربية ومحل مقرها العتيد.

بعيدا قريبا من الذكريات الجميلة، أرجو مخلصا، أرجو المحبين لهذه النقابة، والحادبين على مستقبلها، والخائفين من خطر يتهددها، أراهم مكلفين بالحضور إلى نقابتهم التى تعانى وتقاسى الأمرين، ولينتظموا على سلم النقابة يهتفون «عاشت نقابة الصحفيين، عاشت وحدة الصحفيين»، لتفويت الفرصة على من يروم شق الصف، وهم كثر وأنيابهم الزرقاء تطل فى خلفية المشهد تبغى تسميم آبار الصحفيين.

افتكاس معركة سياسية على أرضية نقابية خطير، الدولة لم تسم نقيبا، ولم تبذل جعلا ماليا يتحدث به أحد، والصحفيون لا يطلبون هبة بل يطلبون حقًا، والحد الأدنى للأجور كما قضت به المحكمة حكما قضائيا لا راد له، والعلاج حقًا، والمعاشات حقًا، فلما المزايدة بالحقوق على بعضنا البعض فى برامج سياسية، هذه مطالب الجمعية العمومية التى ستجمع فى القاعة الرئيسية لا تخضع للمزايدات الانتخابية، وعلى كل المرشحين أن يتوحدوا خلف هذه المطالب.

الرغبة فى اكتمال الجمعية العمومية لانتخاب النقيب ونصف المجلس حقًا، وقبلها لإقرار الحقوق المستحقة المستقرة للصحفيين، وإذا كان هناك مطلب معتبر فى هذا الزخم الانتخابى فتحكيم العقل فى الاختيار واجب، فالنقابة والمهنة تمر بأصعب أزماتها، وأخطرها على الإطلاق، وإذا لم تتجدد إرادة الصحفيين ووحدتهم أخشى خطرا يلوح فى الأفق وتتحدث عنه المنتديات الفضائية وبيان الزميل ضياء رشوان الذى اثر الانسحاب ينطوى على كثير مما هو مستبطن فى قادم الأيام.

وليكن معلوما، أن هناك من يسوؤه وحدة الصحفيين، وهناك من يتربص بالنقابة تربصا، وهناك من يتلمظ لحم الصحفيين، وهناك، وهناك، وهناك، ولكن هناك فى نقابة الصحفيين إرادة تتجدد كل عامين، هى إرادة الصحفيين تحت شعار واحد، تحيا نقابة الصحفيين، عاشت وحدة الصحفيين.