بقلم – أ.د أحمد كريمة
أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية
1) الإحسان
الإحسان: المعاملة بالحسنى ممن لا يلزمه إلى من هو أهل لها، قال الله - عز وجل «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى»، وقال سيدنا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شىء”، “وصدقته الأعمال، من قال حسنًا وعمل غير صالح رد عليه»، وقال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم .. فطالما استعبد الإنسان إحسان
ومن نماذج الحياة العملية ما روى عن عثمان بن عفان - رضى الله عنه: “إنا والله قد صحبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم فى السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويواسينا بالقليل والكثير»، ومنزلة الإحسان عظيمة، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى: الإحسان من منازل «إياك نعبد وإياك نستعين» وهذه المنزلة هى لب الإيمان وروحه وكماله، والإحسان أعم من الإنعام والتفضل على الغير، لأنه يشمل الإحسان إلى النفس، ويشمل الإحسان فى النية والعقل، والإحسان شامل كامل لأنه يرسخ ويحتوى العلاقة بين العبد وإلهه سبحانه وتعالى، ومع الخلق على المستويين الفردى والجماعى، فإخلاص العبادة لله - تبارك وتعالى «إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم”، ومع الوالدين و”بالوالدين إحسانا”، ومع الجار «وأحسن جوار من جوارك تكن مسلمًا”، ومع المجتمع “فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين»، ومع الحياة كلها بما فيها من نبات وحيوان أو جماد “ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفًا وطمعًا إن رحمة الله قريب من المحسنين»، «إن الله كتب الإحسان على كل شىء”، ويأتى الإحسان فى ذروة العلاقات السلوكية “اصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين”، “فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان”، “الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين»، «قل لعبادى يقولوا التى هى أحسن»، «ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن»، «وأحسن كما أحسن الله إليك»، والشواهد غزيرة كثيرة، فى الإحسان الذى هو يأتى لتنظيم الحياة على أساس قويم» الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، اللهم خلقنا وحلمنا بالإحسان واجعلنا من المحسنين سلوكا ومثوبة.
المرجع: نضرة النعيم - بتصرف.