أشاد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بدور مصر بشأن رفض التهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدًا أن الأردن حذّر منذ اليوم الأول من عملية التهجير واعتبرها خطا أحمر، لأن هذا بالنسبة لنا تصفية للقضية الفلسطينية.
وأكد أنه لن يكون هنالك أي حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن، مشددا على أن الأردن واثق بنفسه وقوي بوعي شعبه وبقوة جيشه وأجهزته الأمنية.
وجدد العاهل الأردني - خلال لقائه في قصر الحسينية، اليوم /الاثنين/، رؤساء هيئة الأركان المشتركة وعددا من مدراء الأجهزة الأمنية المتقاعدين - التأكيد على أن قوة الأردن ومنعته سياسيا واقتصاديا وأمنيا هي قوة للأشقاء الفلسطينيين، مشددا على أن هذا الوطن بني بهمة وعزيمة أبنائه، ومسئوليتنا جميعا تغليب مصلحته العليا وحمايته. كما أشاد الملك عبدالله الثاني بتماسك الجبهة الداخلية، داعيا إلى عدم الالتفات إلى الأصوات التي تحاول إبعادنا عن خدمة أشقائنا والدفاع عنهم، ومؤكدا وقوف المملكة الأردنية إلى جانب الشعب الفلسطيني في صموده على أرضه. وأعرب الملك عبدالله الثاني عن اعتزازه بالقوات المسلحة الأردنية، والأجهزة الأمنية في الدفاع عن الوطن، مؤكدا ثقته بقدرتها وجاهزيتها.
وأعاد التأكيد على موقف الأردن الثابت بضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات بشكل كاف ومستدام للأهل في غزة، للتخفيف من الوضع المأساوي بالقطاع. وشدد الملك عبدالله الثاني على أهمية تكثيف الجهود العربية وتوحيدها للضغط لوقف إطلاق النار في غزة، والدفع بإيجاد أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ونيل الأشقاء الفلسطينيين كامل حقوقهم المشروعة.
وأعاد الملك عبدالله الثاني، طبقا لبيان الديوان الملكي، التأكيد على رفضه لأية محاولات للفصل بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، فهما امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة. ولفت إلى أن المساعدات التي تقدمها المملكة الأردنية إلى الأشقاء الفلسطينيين مستمرة، ومنها الخدمات الطبية من خلال مستشفيين عسكريين في قطاع غزة، وآخر في نابلس، فضلا عن المحطتين الطبيتين في رام الله وجنين.
ونوه إلى عمليات الإنزال الجوي، التي نفذها النشامى من منتسبي الجيش الأردني بكل شجاعة، وبما يؤكد وقوف الأردن المتواصل إلى جانب الأهل في غزة، رغم صعوبة الظروف.
ومن جهتهم، أكد المتحدثون وقوفهم خلف قيادة الملك الحكيمة والرصينة والمتزنة وجهوده الكبيرة التي يبذلها في جميع المحافل من أجل وقف الحرب على غزة، والتخفيف عن الأهل من خلال تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية، وتواجد الطواقم الطبية لتقديم الرعاية للأشقاء.
وقدروا عاليا تماسك الجبهة الداخلية الأردنية، مؤكدين ضرورة تحصينها والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بها. وبينوا أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني كان وسيبقى المدافع عن القضية الفلسطينية، والمطالب بضرورة نيل الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه الكاملة، وقيام دولته المستقلة على أساس حل الدولتين.
وأشادوا بهذا الخصوص بدور الدبلوماسية الأردنية بقيادة الملك عبدالله الثاني في التأكيد على مواقف المملكة الثابتة والراسخة للعالم، وبجهود القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في الدفاع عن الوطن وحماية أمنه واستقراره.
وجدد المتحدثون تأكيدهم على مواقف الملك في رفضه القاطع للتهجير، ولمحاولات فصل الضفة الغربية المحتلة عن غزة، مؤكدين ضرورة تقديم المصالح العليا للدولة الأردنية، وبذل كل الجهود من أجل الاستمرار بنهضة الأردن وتقدمه وتحقيق الإنجازات تلو الإنجازات. وثمنوا الدور التاريخي للملك عبدالله الثاني في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
وبين المتحدثون أن الأردن سيبقى صامدا بوجه كل التحديات، وسيبقى أبناؤه على العهد في صون مقدرات الوطن، والحفاظ على أمنه وأمانه. وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي يوسف حسن العيسوي، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك، الدكتور جعفر حسان، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، ومدير الأمن العام اللواء عبيدالله المعايطة.