بعد إسدال الستار على الانتخابات الرئاسية.. شعب مصر الأغر هو المُنتصِر
وأسدلت الانتخابات الرئاسية 2024 في جولتها الأولى مساء اليوم الثلاثاء، أستارها وسط تحديات خارجية غير مسبوقة إقليميا ودوليا ألقت بظلالها في الداخل لتشكل اختبارا غير مسبوق لوعي المصريين وقوة إرادتهم وتماسك نسيجهم.
وفيما يترقب المترقبون نتيجة فرز الأصوات .. وإعلان اسم المنتصر .. فإن نتيجة اختبار إرادة ووعي الشعب المصري قد ظهرت جلية مدوية .. ونجح المصريون في الاختبار وأعلنوا أمام العالم انتصارهم.
نعم .. المنتصر الحقيقي هو "شعب مصر الأغَٓر.. الذي كلما لاحَ نجمُهُ بَهَر".. انتصر الشعب بانتصار إرادته في أن يختار مِن أخياره من رآه وارتآه .. من ارتآه الشعب دون غيره يلمع في سمائه .. اختار من يستحق أن يقترن اسمه دوماً باسم مصر فيكون رئيس مصر وقائد مصر.
وعلى طريق الشعب للانتصار الكبير في اختيار رئيسه بإرادته .. حقق الشعب في ساحات الانتخابات بمراكز الاقتراع انتصارات في معارك أخرى .. انتصارات في معارك كان يتأهب لها بوعيه وعزيمة أبنائه.
وجعل المصريون من معركة الانتخابات الرئاسية ساحة ينالون فيها من أعداء الوطن وينتصرون فيها على مخططاتهم .. وصنع عشرات الملايين من الناخبين من تحدي الانتخابات الرئاسية فرصاً لتحقيق انتصارات في كل يوم من أيام الاقتراع .. وسجلوا فيها أهدافا في مرمى كل خصم من خصومهم.
وفى معركة الوحدة والهوية انتصروا قلم تُرفع غير أعلام مصر ولم تسمع سوى هتافات بأن تحيا مصر .. ولم يعلُ صوت فوق صوت مصر .
وفي معركتهم ضد الفتنة ومحرضيها انتصروا فلم يكن هناك طوال أيام الانتخابات أي مظهر لتمييز على أساس ديني أو ثقافي أو اقتصادي، ولم نشهد أي مظهر لتمييز بين رجل وامرأة أو بين الشيبة والشباب .. وشهد القاصي والداني بأن المصريين كلهم كانوا سواسية في لجان الاقتراع.
وفي معركتهم ضد الفوضى انتصر المصريون فجرت الانتخابات بشكل آمن ومنظم دونما أي مظاهر لعنف أو إثارة لفوضى أو خلل في العملية التنظيمية.
وفي معركة الديمقراطية والنزاهة والشفافية انتصر المصريون فلم تشهد اللجان أي مظاهر تعوق الشفافية وجرت بحضور لافت للمئات إن لم يكن الآلاف من منتسبي الصحافة والإعلام والمتابعين الدوليين .. وكان الدستور والقانون هو المرجع والحكم بين الجميع ناخبين ومرشحين.
وفي معركة تماسك الأسرة وتماسك الجبهة الداخلية انتصر المصريون فشهدت لجان الاقتراع مظاهر صادقة للحرص على احتشاد ملايين الناخبين أُسراً مثلما تواجدوا أفرادا متوحدين في حب الوطن وحماية حاضره واختيار قيادته وبناء مستقبله.
ولم يعبأ المصريون بدعاوى المتربصين أو المتشككين وردوا عليها ودحضوها بتوافد غير مسبوق لكل فئاتهم على مراكز الاقتراع.
معارك كثيرة وعميقة بعمق الشخصية المصرية .. بليغة بقدر بلاغة وحكمة الفلاح المصري الفصيح .. معارك تقاطعت وتكاملت فيها انتصارات المصريين طوال أيام الاقتراع مع انتصارهم في معركة إنفاذ إرادتهم واختيار رئيسهم.
انتصارات يستحق معها وبها الشعب المصري التحية وما هو أكثر من التقدير والتبجيل .. يستحق أن يبقى ويظل مثلما وصفه دستور دولته "نحن المواطنات والمواطنون، نحن الشعب المصري، السيد في الوطن السيد، هذه إرادتنا، وهذا دستور ثورتنا.. هذا دستورنا".