صدر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب، كتاب «خصائص العربية في خصائص ابن جنّي... الخصائص الصوتية دراسة وصفية تحليلية وظيفية» - الجزء الأول بينما جاء الجزء الثاني بعنوان « النظرية الدلالية»، تأليف: د. نينيت خضور.
وجاء على غلاف الجزء الأول من الكتاب: تضيء هذه الدراسة الصوتية مجموعة قوانين وأصول، يمكن أن توظّف في مقاربة كثير من الظواهر اللغوية، ولا سيما الصرفية وتفسيرها.
ائتلاف الحروف في الألفاظ العربية ينهض على نظام صوتي، له فلسفته وقوانينه، يرفض توالي الأمثال، وينفر من تتابع الحروف المتضادة من حيث الصفات، ويألف تجاوز الأشتات والانتقال من حال إلى حال، مما يوفر استقامة اللفظ وسهولة النطق. ولما كان لا بدّ - في لغة يقل عدد حروفها وتكثر معانيها - من التقاء المثلين، وتجاوز المتقاربين، وتوالي المتضادين مما لا يقبله الذوق العربي، ولا يرضى عنه الحس اللغوي السليم، ولا ينسجم وقانون الجهد الأقل الذي يحكم اللغات عموماً، فقد لجؤوا - لدرء ذلك - إلى آليات لغوية صوتية دقيقة، كالإدغام والإعلال والقلب، والخروج إلى حروف فروع.
وتُعدّ الخصائص الصوتية، ولا سيما قوانين الائتلاف الصوتي، من الأسس المهمة التي لا يمكن تجاهلها عند المصطلح العلمي المقيس على الأصول العربية. وهي جزء مهم من قاعدة بيانات رقمنة اللغة العربية.
بينما جاء على غلاف الجزء الثاني: تُعدّ هذه الدراسة الدلالية قيمة مضافة على صعيد الدراسات اللغوية، فهي توصل لقوانين دلالية عامة، تحكم تغيرات المعنى، وتضع كثيراً من أسرار العربية وفلسفتها في متناول المتلقي، فتعرّفه إلى آليات صرفية وسياقية تؤلف منهجاً في التحوّل والانتقال لأغراض دلالية " فلا بدّ أن تترك موضعاً إلى موضع، إما لفظاً إلى لفظ أو جنساً إلى جنس" قِوام هذا المنهج توظيف القيم الصوتية للحرف، وتثقيل الصيغة بالزيادة. فثمة تناسب طردي بين القيمة والدلالة "فإذا كانت الألفاظ أدلة المعاني ثم زيد فيها شيء أوجبت القسمة له زيادة المعنى به". والانحراف باللفظ والخروج به عن الأصل فـ "إن انحرف به عن سمته وهديته كان ذلك دليلاً على حادث متجدد، وأكثر ذلك أن يكون ما حدث له زائداً فيه لا منتقصاً منه". فضلاً عن الاستخدام المجازي للألفاظ الذي يُحدث هزة للدلالة المعرفية، "وأكثر اللغة مجاز لا حقيقة" وتوظيف النبر والتنغيم ليقوم مقام الكلام المحذوف، وإقامة سياق الحال مقام اللفظ؛ مما يفسر كثيراً من الظواهر اللغوية.
كل ذلك يجري بانتحاء سمت كلام العرب وسنن العربية، وتفعيل خصائصها،مما يسهم في تطوير علم اللغة العربية، وتعزيز إستراتيجيات وضع المصطلح، وتطوير المحتوى الرقمي العربي، واستحداث مناهج تُعنى بتعليم العربية من مداخل دلالية.