بعد تزايد النزوح إلى رفح.. الأونروا تحذر من كارثة مرتقبة
كشف الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، كاظم أبو خلف، عن استمرار نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى منطقة رفح على حدود قطاع غزة مع مصر، خوفا من أن يطالهم القصف الإسرائيلي المتواصل في جنوب القطاع.
وخلال الأيام الماضية، ومع اشتداد القتال بين الجيش الإسرائيلي وحماس، أصدرت السلطات الإسرائيلية خريطة إخلاء تطلب من الفلسطينيين التحرك جنوبا ومغادرة الأماكن التي تجري فيها عمليات عسكرية "حفاظا على سلامتهم".
وقال "أبو خلف" في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "أعداد النازحين في ازدياد متواصل، وهذا يرتبط بالعمل الحربي الإسرائيلي ومُعطيات الميدان"، مؤكدًا أن منطقة رفح التي يسكنها في الطبيعي 280 ألف شخص، نزح إليها منذ بداية الحرب أكثر من 400 ألف فلسطيني "بحثًا عن الآمان الغائب".
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير أن معظم النازحين في رفح ينامون في العراء بسبب نقص الخيام رغم أن الأمم المتحدة تمكنت من توزيع بضع مئات منها.
ويصل المدنيون إلى المنطقة بعد أوامر إخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي شملت مناطق داخل وحول مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وحدد الناطق باسم الأونروا، تفاصيل الوضع الراهن في ظل استمرار النزوح الكبير لسكان غزة، في عدد من النقاط قائلا: الوضع في قطاع غزة يتجه من سيء إلى أسوأ، خاصة بالنظر إلى التزايد الكبير في أعداد النازحين جنوبًا، وخاصة بمنطقة رفح الفلسطينية.
واضاف أن النزوح في البداية كان للمناطق الجنوبية، لكن بعد التوغل البري والقصف المتواصل في الجنوب بمناطق دير البلح وخان يونس، فهناك أعداد أخرى تنزح، وبالتالي من المتوقع أن يصل العدد في مدينة رفح أقرب إلى مليون نازح مشيرا إلى أن منطقة رفح غير مهيأة لاستقبال هذا العدد الكبير، سواءً من ناحية البنى التحتية، أو الخدمات الإغاثية المقدمة سواءً من جانبنا في الأونروا أو غيرها من المؤسسات العاملة لتقديم الخدمات الإغاثية.
وقالت إن الوضع في مراكز الإيواء "سيء للغاية"، فهناك أكثر من 1.2 مليون شخص موجودين في مرافقنا التابعة للوكالة البالغ عددها 154 مرفقًا، والاستجابة لاحتياجات الناس باتت تحدٍ كبير أمام المؤسسات العاملة في المجال الإنساني.
وأكد أن هناك دمارا كبيرا في كل مناطق غزة، وهذا أثر بشكل كبير على تقديم الخدمات للنازحين، كما أن دخول 100 شاحنة يومياً لا تكفي بأي حال من الأحوال، خصوصا في ظل الدمار الواسع، إذ كانت 500 شاحنة تدخل يومياً قبل اندلاع الحرب مشيرا إلى أن الوقود بات شأنه في الأهمية شأن الدواء والماء، ففي التاسع والعاشر من ديسمبر الجاري، دخل 150 ألف ليتر من الوقود يومياً، لكن هذا أيضا لا يكفي خصوصا أننا على سبيل المثال، نحتاج في الأونروا إلى 160 ألف ليتر من الوقود يومياً للقيام بعملياتنا كحد أدنى.
المطلوب إذا هو وقف إطلاق النار بشكل حقيقي وجاد، أو حتى هدنة إنسانية وممرات آمنة حتى نتمكن من إدخال المساعدات ومضاعفتها ودخولها بشكل مستمر وكبير ودون معوقات.