رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عالم روسي يقضي 10 أشهر في السجن بسبب تصنيف الذكاء الاصطناعي له كقاتل

14-12-2023 | 16:21


عالم روسي يقضي 10 أشهر في السجن بسبب تصنيف الذكاء الاصطناعي له كقاتل

ميادة عبد الناصر

قامت السلطات الروسية باعتقال عالم الهيدرولوجيا ألكسندر تسفيتكوف منذ فبراير 2023، بعد أن أقر نظام الذكاء الاصطناعي بوجود تطابق بنسبة 55% بين وجهه ورسم لقاتل قام به أحد الشهود قبل 20 عاما.

ويعيش تسفيتكوف، العالم في معهد بيولوجيا المياه الداخلية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، كابوسًا منذ 10 أشهر، حيث قامت الشرطة بإنزاله من على متن طائرة، بعد رحلة عمل، وأُبلغوه بأنه متهم بسلسلة من جرائم القتل منذ أكثر من 20 عامًا.
وادعى المحققون أنه قام بصحبة شريك له بقتل شخصين على الأقل بموسكو في أغسطس 2002، متجاهلين شهادات العديد من العلماء بأن تسفيتكوف كان معهم وقت ارتكاب تلك الجرائم.

وقعت جرائم القتل التي اتهم فيها العالم في الثاني من أغسطس عام 2002، حيث قُتل رجل كان المشتبه بهم في حالة سكر معه بعد مشاجرة، وفي نفس الليلة، قاموا بسرقة امرأة تبلغ من العمر 64 عامًا، قبل أن يهاجموا امرأة أخرى ووالدتها البالغة من العمر 90 عامًا ويقتلوهم.

الشريك المزعزم للعالم الروسي والذى أدين بارتكاب جرائم القتل، تعرف على تسفيتكوف، إلا انه كان هناك العديد من التناقضات في شهادته. حيث ادعى أن ألكسندر كان بلا مأوى معه في موسكو، وكان يشرب الكحول، و"يدخن نصف علبة سجائر يوميًا".

وهو ما لم يحدث فتسفيتكوف لم يكن بلا مأوى على الإطلاق، ولم يشرب الخمر، ولم يدخن سيجارة في حياته بسبب مشاكل في الرئة. وأشار الشريك أيضًا إلى أن تسفيتكوف كان لديه وشم دائري على أصابعه ونمط سلتيك على يده اليسرى. لكن أقارب العالم يقولون إنه لم يكن لديه أي وشم على الإطلاق.

شهد العديد من العلماء زملاء ألكسندر أنه كان معهم على بعد مئات الكيلومترات من المكان الذي وقعت فيه جرائم القتل، لكن السلطات لم تأخذ هذا في الاعتبار.

ويُزعم أن عالم الهيدرولوجيا أُجبر على كتابة اعتراف تراجع عنه فيما بعد، وقضى الأشهر العشرة الأخيرة خلف القضبان، بينما كانت عائلته تحاول إخراجه بيأس.

وعلى الرغم من الأدلة الكثيرة التي تنفى التهم عن تسفيتكوف، قررت السلطات الروسية الثقة في الذكاء الاصطناعي. التي أقرت بأن مظهر عالم الهيدرولوجيا يطابق مظهر القاتل المطلوب بنسبة 55%، وهو ما اعتبرته كافياً لتبرير سجنه.

وظلت القضية تتصدر عناوين الأخبار في روسيا منذ أشهر، وبعد إطلاق العديد من الحملات التي تطالب بالإفراج عنه، وبعد أن تدخل فلاديمير بوتين بنفسه في الأمر كما ذكرت بعض المصادر، تم إطلاق سراح العالم، ومع ذلك، لم يتم إسقاط التهم الموجهة إليه بعد.