بعد ترشيحها لقائمة البوكر.. تعرف على رواية "كل يوم تقريبا" للكاتب محمد عبد النبي
أعلنت اليوم الجائزة العالمية للرواية العربية عن الروايات المرشّحة للقائمة الطويلة بدورتها للعام 2024، وتضم القائمة 16 رواية، ومن بينها رواية «كل يوم تقريبا» للكاتب المصري محمد عبدالنبي.
صدرت الرواية عن دار مركز المحروسة في العام الماضي 2022، وتقع الرواية في 304 صفحة من القطع المتوسط، ويتمحور النص الروائي حول قصة مثيرة ومشوقة، وتوفر تجربة قراءة ممتعة ومثيرة للاهتمام.
تدور الرواية حول شخصية فؤاد، بطل العمل، فهو يُقرِّر أن يبدأ حياةً جديدةً، قبل أيَّامٍ من بلوغه الأربعين، وأن يُقلِع عن عاداته الصحية السيئة؛ كالتَّدخين، والسُّكْر، والسَّهَر؛ وهو القرار المتكرِّر والمتجدِّد، بلا طائلٍ، ومنذ سنوات يُقرِّر أيضًا أن يتخلَّص من جميع دفاتر يوميَّاتٍ واصَلَ كتابتها نحو ثلاثين عامًا، لكي يتحرَّر من الماضي ويجدِّد هواء حياته، ويتحوَّل تَصفُّحه ليوميَّاته إلى مشروع كتابة آخَر، ضمن مشاريعَ أخرى مُعلَّقة، وتمرُّ السَّنوات دون أن يكتمل، حتَّى تهبَّ لمساعدة فؤاد جماعةُ أشباحٍ تسكنه وتعرفه أفضل ممَّا يعرف نفسه، فتتسلَّم منه الدَّفاتر والموادَّ الخام، وتستخدمها لترسم له صورةً صادقةً، في تجوالٍ حُرٍّ بين الأزمنة، والأماكن، والشَّخصيَّات، والأساليب.
وتعد هذه الرواية نِتاج ورشة عَمل أشباح فؤاد إجمالًا، وبعضها مُقتطَفٌ من دفاتر يوميَّاته، أكثرها وقائعُ غير جديرة بالثِّقة، وقليلٌ منها حواراتٌ وهذياناتٌ وهلاوسُ مؤكَّدة تمامًا.”
ومن أجواء الرواية: قال وددت لو أهرب من هذا كله، لكنه تَعلم كيف يهرب من الكلمات إلى الكلمات، أن يكفن الوردة الحيَّة في حروف سوداء بلا رائحة ولا ملمس، وأن يستغني عن شجاعة الرحلة بلدة تخيلها، حتى جاء يومُ ووقفت المعجزة، حقًا وصدقًا، وبلا لغة؛ إذ نبتت الأوراق الخضر في أطرافه الأربعة، وشفت قدماه سطح الأرض وراحت تمتد عميقًا، وارتفع رأسه نحو النور والهواء، وبدأ يرقص مع النسيم على غناء الطير ودغدغة النحل، يدور حول نفسه بذراع مرفوعة تشيز لقلعة أبيه في السماء، وأخرى محلاة تشيز لبطن أمه على الأرض، تلك التي لا يحلم بها كثيرا، لكنه سيرجع إليها مثل كل أبنائها في نهاية الرحلة، وبين قلعة أبيه وبطن أمه يحاول أن ينسى نفسه ليعثر على كل شيء وإلى أن يحدث هذا، إلى أن يصير وردة لا تدري ما هي سيظل مبتسمًا لجرحه المفتوح عابرًا في ثقة السكارى من صفحة إلى أخرى.
والجدير بالذكر أن محمد عبد النبي كاتب ومترجم مصري ولد عام 1977، ويُعد المؤسس لورشة «الحكاية وما فيها»، المُهتمة بتعليم وتطوير مهارات الكتابة الأدبية، صدرت له العديد من المجموعات قصصية وروايات منها: رواية «في غرفة العنكبوت» المُترجَمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية وحازت على جائزة الأدب العربي المقدمة من معهد العالم العربي في باريس عام 2019، ورواية «رجوع الشيخ» المُرشَّحة ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، ورواية «شبح أنطون تشيخوف» الحاصلة على جائزة ساويري لثقافة في دورتها التاسعة عام 2010، كما حصل على جوائز أدبية أخرى.