رمضان في عيون الشعراء (30-16)| رمضان يا حلو الشمائل.. قصيدة أحمد زكي أبو شادي
لم يكن شهر رمضان مجرد وقت للصيام والعبادة فحسب، بل أصبح رمزًا للتجديد الروحي والتواصل الاجتماعي، حيث يعد من أعظم الشهور في الإسلام، وقد نال مكانة مميزة في قلوب المسلمين عبر العصور، كما أُلهِمَ قلوب الشعراء وحرِّك مشاعرهم، ليُعبروا عن جلاله وعظمته بأجمل الكلمات وأرقى الأبيات.
وتناول الشعراء شهر رمضان من زوايا متعددة؛ فمنهم من ركَّز على معاني الصبر والتقوى والإيمان، ومنهم من عبَّر عن فرحته بقدومه وحزنه على رحيله، ومنهم من أضاء جوانب التواصل والمودة بين الناس خلال هذا الشهر الفضيل.
كما صوّروا ليله المضاء بنور الإيمان ونهاره المفعم بعبق العبادة والخشوع، كما عبر الشعراء عن اشتياقهم الدائمٍ لقدومه، فكان لرمضان مكانة مميزة في ديوان الشعر العربي، وخلَّده الشعراء عبر الأزمان.
وتقدم بوابة «دارالهلال» طوال شهر رمضان المبارك 1446 هجريا، أبرز القصائد، ومنها قصيدة رمضان يا حلو الشمائل، للشاعر «أحمد زكي أبو شادي».
رمضان يا حلو الشمائل
يا سمير الشاعر
يا من تزين بالنجوم
فواتنا كجواهر
يا من تفنّن في ترنّمه
تفنّن ساحر
يا من يعاف الشمس
إيثاراً لنجوى الساهر
يا من تلألأت الموائد فيه
مثل منائر
يا من تبسّط في
ملاهيه تبسّط قاهر
يا من تدفّق بالمواعظ
كالإله الغافر
يا من تعلق بالطهارة
مثل فجر طاهر
يا من أتى كالفصح
بين مدامع وبشائر
يا من يعدّ أخا
الفقير أمام دهر كافر
يا من شأى حلم الصغار
بكل حلم طائر
ماذا ادخرت وما أتيت
به لحظ العاثر
من كل فرد مقعد أو
كل شعب قاصر
صاموا وخير الصوم عن
عبث لهم وصغائر
إن الشعوب كبيرة
ليست عبيد كبائر
لا صام من جعل الصيام
ذريعة للفاجر
لا صام كالتمساح أفطر
في شهية غادر
لا صام من لم يدر
فلسفة الصيام الثائر
المستهين بكل وضع
جائر أو ماكر
الخالق العدل المؤيد
من عديد مآثر
بوركت شهر النور
تغزو الليل دون عساكر
ما بين أعراس
وألعاب ولهو دائر
ومسبحين مرتلين
إلى نهى ومنابر
ونوافح علوية
سارت كشعر سائر
بوركت ولتهنأ بك
الدنيا هناءة شاكر
حتى إذا ما عدت جئت
مع الخميس الظافر
بالحب لا بالسيف فوق
سرائر وبصائر
وفتحت للإسلام كنز مآثر
ومفاخر
واشعت أفراحا مكان
مآتم ومقابر