137 عاما على ميلاد نبوية موسى.. رائدة التعليم وتحرير المرأة المصرية
تحل اليوم الذكرى الـ 137 لميلاد نبوية موسى، الكاتبة والشاعرة والمفكرة المصرية، وهي إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعي، خلال النصف الأول من القرن العشرين، وأول ناظرة مصرية، وتعتبر من رائدات العمل الوطني وتحرير المرأة والحركات النسائية المصرية في القرن الماضي.
وُلدت نبوية موسى في 17 ديسمبر عام 1886م، وتعد أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية.
تعلمت نبوية موسى القراءة والكتابة في طفولتها حيث ساعدها شقيقها الأكبر على ذلك، وعلمها أيضاً اللغة الإنجليزية، كما علّمت هي نفسها مبادئ الحساب.
وفي الثالثة عشرة من عمرها، تطلعت لاستكمال تعليمها إلا أن رغبتها جاءت بالرفض من عائلتها ولم تجد أي دعم أو مساندة، وكانت ردود أفراد العائلة: : «عيب، مش أصول بنات العائلات، سفور وقلة حياء، كما قال لها عمها البنت للغزل مش للخط».
تنكرت نبوية موسى في زي خادمة وتقمّصت دور أم تسأل عن تعليم ابنتها، للالتحاق بمدرسة السنية للبنات بالرغم من معارضة أهلها، فقيل لها في المدرسة إنه يجب تقديم طلب موقّع بختم ولي الأمر، فسرقت ختم والدتها.
وأشارت نبوية موسى في كتابها «تاريخي بقلمي» أنها قدّمت هي نفسها بدلاً من ولي أمرها، وباعت سواراً من الذهب حتى تحمل المدرسة على قبول طلبها الذي جعلته بمصروفاتها الشخصية، فحصلت في النهاية على دبلوم المعلمات عام 1908، بعد أن قضت سنتين تحت التدريب في التدريس وثبتت في وظيفتها كمعلمة، وفي هذه الفترة بدأت تكتب المقالات الصحفية وتنشرها في بعض الصحف، مثل «مصر الفتاة» و«الجريدة».
نادت نبوية موسى بضرورة تشجيع التعليم الأهلي للفتيات، مبررة ذلك بأن الأمة لا تستطيع النهوض ما لم تكن فئاتها كافة نشطة منتجة، ولا يمكن للمرأة أن تصبح نشطة وهي معزولة عن أعمال الدنيا ومحرومة من فرص التعليم.
وأسست نبوية موسى بنفسها إحدى المدارس الأهلية للبنات عام 1920، عُرفت باسم مدرسة البنات الأشراف، واكتسبت شهرة كبيرة وسمعة طيبة، كما زادت مصروفاتها عن مصروفات المدارس الحكومية مما أدى إلى زيادة الإقبال عليها من الطالبات.
وقد ساهمت نبوية موسى بهذه الطريقة، عمليا في نشر التعليم بين الفتيات ودحض المعتقدات الخاطئة التي كانت سائدة حول تعليم المرأة.
ولنبوية موسى العديد من المؤلفات، منها: كتاب مدرسي بعنوان «ثمرة الحياة في تعليم الفتاة»، و«المرأة والعمل»، و«تاريخي بقلمي» من منشورات المرأة والذاكرة، بالإضافة إلى العديد من المقالات التي تناولت قضايا تعليمية واجتماعية وأدبية، نُشرت في صحف عصرها.
ورحلت نبوية موسى في 30 أبريل 1951 تاركةً سجلاً حافلاً بالإنجازات، واستحقت بجدارة لقب رائدة تعليم الفتيات المصريات.