بسبب «النينيو» وظواهر مناخية متطرفة.. الأرصاد تكشف توقعات الطقس خلال الشتاء 2023 في مصر
ساعات قليلة ويبدأ فصل الشتاء فلكيا في مصر بحدوث الانقلاب الشتوي، غدا الجمعة، والذي يعد أول أيام الشتاء، فيما كشفت الأرصاد الجوية ملامح الطقس خلال الشتاء في مصر هذا العام، مشيرة إلى تأثير ظاهرة النينيو المناخية، والتي أثرت بشكل كبير على الطقس في العالم منذ بدايتها في يونيو الماضي.
فصل الشتاء 2023
قالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي للأرصاد الجوية، إن التوقعات الفصلية من هيئة الأرصاد الجوية كشفت بعض ملامح الطقس والحرارة في فصل الشتاء 2023، موضحة أن التوقعات الفصلية دائما دقتها لا تتجاوز 10% أو 15%.
وأوضحت في تصريح لبوابة «دار الهلال»، أن التوقعات لشتاء هذا العام من حيث درجات الحرارة أقرب الشبه لشتاء العام الماضي، والمعتاد دائما أن درجات الحرارة تشهد انخفاضا في درجات الحرارة، لكنه لن يكون أبرد شتاء كما يقال على وسائل التواصل المختلفة، مضيفة أن درجات الحرارة هذا الشتاء لن تكون غير معتادة وستكون كما تم تسجيله من قبل وهي أقرب في الشبه لشتاء العام الماضي.
وأضافت أن فصل الشتاء دائما ما يشهد موجات انخفاض في درجات الحرارة وموجات الصقيع التي تحدث نتيجة انخفاضات قيم درجات الحرارة لأقل من 5 درجات في محافظات الصعيد وكذلك تساقط الثلوج على مرتفعات سانت كاترين، والتي قد تصل فيها الحرارة لأقل من الصفر، موضحة أن فصل الشتاء فصل انخفاض قيم درجات الحرارة، ولكن قد تحدث بعض الموجات تكون فيها درجات الحرارة أعلى من المعدل أو اقل من المعدل الطبيعي.
ولفتت إلى أن الأمطار أيضا تكون موجودة وحاضرة بشكل كبير على المناطق الشمالية في شمال البلاد أكثر من المناطق الجنوبية، موضحة أن عام 2023 يشهد تأثير ظاهرة النينيو، والتي بدأت من شهر مايو أو يونيو الماضي ومستمر حتى شهري مايو أو يونيو المقبلين، فمدة حدوثها تستمر من 9 لـ12 شهرا، وهذه الظاهرة مستمرة في فصل الشتاء المقبل أيضا.
وأكدت أن ظاهرة النينيو قد تجعل الشتاء هذا العام يشهد بعض التطرف المناخي وبعض العنف في الظواهر الجوية في بعض حالات عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، هذا لا يعني أن كل حالات التقلبات الجوية ستشهد حالات تطرف مناخي لكن بعضها قد يكون أقوى بشكل كبير من حيث معدل الأمطار أعلى في بعض المناطق عنها في مناطق أخرى.
وفيما يخص كميات الأمطار المتوقعة، أوضحت أن كميات الأمطار تختلف من منطقة لأخرى، فظاهرة النينيو قد تجعل بعض الأماكن بها تطرف مناخي فتكون الأمطار فيها أعلى من المعتاد أو أقل من المعدل الطبيعي لها، لكونها ظاهرة مناخية تغير من منظومة التوزيعات الضغطية.
وأشارت إلى أنه بعد انتهاء فصل الشتاء يتم حساب كميات الأمطار وهل كانت في المعدل الطبيعي لها أم أعلى أو أقل منه، إلا أنه المتوقع أن يكون هناك عنفا في الظواهر الجوية.
تأثير الشتاء على الزراعة
ومن جانبه، قال الدكتور شاكر أبو المعاطي، أستاذ المناخ ورئيس قسم الأرصاد الجوية في وزارة الزراعة، إن التغيرات المناحية ألقت بظلالها بشكل كبير على المناخ منذ فترة طويلة، حيث حدثت تغيرات مناخية كبيرة وأثرت على القطاع الزراعي، فهي طويلة المدى، ومتوسط درجات الحرارة خلال الـ30 سنة الماضية أعلى من قبل وكذلك بالنسبة للرطوبة وكميات الأمطار.
وأوضح في تصريح لبوابة «دار الهلال»، أنه أصبح هناك الطقس المتطرف والذي غير ملامح الطقس المعتاد في مصر والوصف التفصيلي له، فوصف مناخ مصر بأنه حار جاف صيف معتدل ممطر شتاءا، تغير بشكل كبير بل لم يعد موجودا، وهو ما أثر على الزراعة أيضا، فبدأت تظهر أمراض وحشرات مختلفة في البيئة المصرية وكذلك تأثر إنتاجية بعض المحاصيل، فبعضها تراجع كذلك أثرت على مخزون المياه وأصبح هناك إجهاد حراري جعل النبات يحتاج لمياه أعلى.
وأشار إلى أن القمح كان يزرع في نهاية أكتوبر أو منتصف نوفمبر من كل عام، لكن حاليا أصبحت الزراعات تستمر حتى منتصف ديسمبر لأن الجو تغير والظروف تسمح بذلك، مضيفا أن فصل الشتاء والظواهر المصاحبة له تؤثر على النبات من حيث الصقيع وكميات الأمطار وهذه تستلزم اتباع إجراءات استرشادية مستمرة منذ بداية الموسم وخلاله أثناء حدوث الظواهر الجوية نفسها.