محلب لوحده .. !
لا أحد ينكر أن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء يعمل ليل نهار، ويجوب البلاد من أقصاها إلي أدناها؛ ليواجه كل ألوان التراخي في الجهاز الإداري للدولة، فهو يعمل ٢٤ ساعة كاملة، لدرجة أنه في اليوم الواحد تأتي إلينا الأخبار الخاصة به من أكثر من محافظة في وقت واحد .. وأحياناً كثيرة يكون داخل مصر وخارج مصر في يوم واحد!
لكن بعد أكثر من عام هو عمر حكومة المهندس محلب، أستطيع الجزم بأن المشكلة ليست في أداء رئيس الوزراء إنما وللحق أقول في فريق العمل الذي يعمل مع رئيس الوزراء، فمهما كان رئيس الوزراء «بلدوزر»، كما يحب أن يناديه من حوله من الوزراء والمواطنون «فالبلدوزر» يحتاج معه إلي فريق يعمل بنفس الأداء ونفس الروح، فتجد مثلاً رئيس الوزراء يذهب بنفسه للمستشفيات ومراكز العلاج المختلفة، ويفتش بنفسه على الأطباء والممرضين، ويقيم الخدمات الطبية، ويستطلع رأي المرضي فى الخدمات الطبية.. ويقوم بجولات في الأسواق؛ ليستطلع حال الأسواق وارتفاع الأسعار، ومؤخراً أصبح يذهب لأقسام البوليس.. ويتفقد خط سير المشروعات القومية المختلفة مثل توشكي وقناة السويس، ويعقد اجتماعات كثيرة في مجلس الوزراء.
وبعدما يذهب إلي ميادين العمل التنفيذية يأتي المسئول سواء كان وزير الصحة أو المحافظ ويوقع الجزاءات على المقصرين.
ألهذه الدرجة لم يفهم المسئول الذي اختاره رئيس الوزراء ضمن أعضاء المجلس فكر أداء رئيس الوزراء، بحيث يتحرك بنفسه ويواجه التقصير والأداء بنفسه لا أن ينتظر جولات رئيس الوزراء وتعليماته ليتحرك بعدها.
ولذلك لم يشعر المواطن بأي تحسن في أداء الحكومة، بل علي العكس امتلأت الشوارع بتلال القمامة في العيد، وشكا جميع المواطنين من سوء الخدمات وسوء معاملة المسئولين مع المواطنين حتي في وقت الكوارث والحوادث، وأقرب مثال علي ذلك هو التفاف المواطنين المتضررين أصحاب المساكن المجاورة للقنصلية الإيطالية الذين شكوا لرئيس الوزراء من تأخر إصلاح منازلهم لدرجة أنه كلف المسئولين المعنيين بالعمل في أيام عيد الفطر.
حتي الوزراء الذين ظهروا في بداية توليهم بفهمهم لفكر رئيس الوزراء مثل وزيرا التموين والإسكان كانوا يجوبون الشوارع والمنافذ والمشروعات لسماع شكاوي المواطنين، لم نعد نري لهم أي نشاط وأصبح نشاطهم مقصوراً على المكاتب فقط.
وبدلاً من أن يتحقق شعار حكومة المهندس محلب بأنها حكومة الشارع، نجد أن المسئولين أصبحوا حبيسى المكاتب .
وأقول للمهندس محلب إنه يعيب حكومتك أمران مهمان الأول أنه لم يكن لديك برنامج حكومي وخطة عمل قصيرة الأجل وأخري طويلة الأجل تعلنها علي الرأي العام، يستطيع من خلالها المواطن أن يحاسب المسئول.. والأمر الثاني أن اختيارك للوزراء لم يكن علي قدر الهمة والنشاط الذي تعمل به.
لا يكفي يا سيادة رئيس الوزراء أن تعلن أمام الرئيس السيسي كشف حساب لحكومتك بعد عام من توليه معظم حديثك فيه ينصب علي عودة الأمن والأمان وارتفاع معدل النمو لأكثر من ٥٪ في النصف الأول من العام.. بل يجب ألا تقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه سابقوك من أن المواطن العادي لم يشعر بأى تحسن في الأسعار أو تحسين الخدمة المقدمة في المحليات خاصة أن المسئولين أنفسهم أصبحوا يتحدثون ليل نهار عن وجود فساد في المحليات.. أي أنهم يباغتون بالحديث عنها قبل أن يشكي الناس، وإذا كان ذلك اعترافاً من المسئولين أنفسهم فماذا فعلوا ليواجهوها بإجراءات حاسمة شافية؟.
يا سيادة رئيس الوزراء إذا كان ضعف أداء فريقك ينصب في النهاية عليك باعتبار أنها حكومة محلب، فعليك أن تنقيها وتختار من هو الأصلح، ولا تكتفي بأن تعلن بأن الدولة تقوم بالإصلاح الاقتصادي من خلال إعادة هيكلة أسعار الطاقة، علي الرغم من أن هذه الهيكلة في ظل غياب برامج الإصلاح الاجتماعي وغياب فرص العمل وارتفاع فاتورة العلاج والتعليم «تقتل الفقير»، فماذا يهم الفقير الذي لا يتحصل علي أدني الخدمات بأقل الأسعار أو حتي بأسعار عادلة بعدما تركته فريسة للقطاع الخاص العشوائي في كافة الخدمات.
بل أصبح الأمر أكثر من ذلك، فشهر يوليو الذي ترتفع فيه فواتير الكهرباء والغاز الطبيعي أصبح شهر نكد علي محدودي الدخل، بعد أن كان شهراً ينتظر فيه الجميع زيادة مرتباتهم.. وبعد حرمان العاملين بالجهاز الإداري للدولة من هذه الزيادة أصبحوا يحمدون ربهم أن المرتب لن ينخفض بعدما أعلن وزير المالية أن تطبيق قانون الوظيفة العامة الجديدة كان يوجب خفض المرتب.
أليس من حق الجميع أن تزيد مرتباتهم وفقاً لمعدل التضخم الذي ارتفع لأكثر من ١٠٪ طبقاً لتقارير الحكومة.. وارتفع معدل الفقر لأكثر من ٢٦٪ طبقاً لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
وأتساءل لماذا لم يتم تطبيق التأمين الصحي الذي تتشدق به الحكومة في كل مناسبة بدلاً من القرارات العشوائية بعلاج الناس في أقسام الطواريء وإنشاء خط ساخن للشكوي فى حالة الامتناع.
كتبت : سحر رشيد