لو ولد المسيح اليوم لكان بغزة تحت الأنقاض.. كنائس تعلق احتفالات أعياد الميلاد تضامناً مع ضحايا غزة
في ظل تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، والذي أودى بحياة ما يزيد على 20 ألف وإصابة أكثر من 53 ألف آخرين، فضلاً عن الدمار الذي لحق بآلاف البنى التحتية، وسط صمت دولي مخزي.
قررت كنائس في عدد من الدول العربية، تعطيل جميع المظاهر الاحتفالية تضامناً مع ضحايا غزة وعموم فلسطين، مع الحفاظ على الأبعاد الدينية للعيد، بغية الدعاء من أجل السلام والعدالة ووقف الحرب التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة.
وفي وقت سابق، أعلن بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، إلغاء جميع الفعاليات الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد لهذا العام، واقتصارها على الصلوات والطقوس الكنسية والدينية، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ودعوا المسيحيين في الأرض المقدسة إلى الوقوف في هذه الظروف بصلابة والتخلي عن أي فعاليات احتفالية غير ضرورية، كما دعوا الكهنة إلى التركيز أكثر على المعنى الروحي لعيد الميلاد في أنشطتهم الرعوية وشعائرهم الدينية خلال هذه الفترة، والصلاة من أجل السلام العادل والدائم، ومن أجل ضحايا هذه الحرب وعواقبها، وأن يساندوا ويتبرعوا بسخاء لمساعدتهم.
وفي بيت لحم، حيث ولد المسيح، لا احتفالات هذا العام أيضاً، وقال المطران عطا الله، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إن الاحتفالات ستقتصر على الشعائر الدينية والصلوات داخل الكنائس، سواء كان ذلك في يوم عيد الميلاد، الذي يحل في 25 ديسمبر، بحسب التقويم الغربي، وفي السابع من يناير، بحسب التقويم الشرقي.
وأضاف في تصريحات صحفية:"رسالتنا بصفتنا مسيحيين وكنائس إلى كل كنائس العالم وإلى كل شعوب العالم بأن اعملوا من أجل وقف هذه الحرب، أهل غزة هم بشر خلقهم الله كما خلق كل إنسان في هذا العالم؛ وهم يستحقون أن يعيشوا حياة أفضل؛ وهم لا يستحقون أن يعاملوا بهذه القسوة".
وفي بيت لحم أيضاً، أعدت كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية، زينة مختلفة لعيد الميلاد هذا العام، وذلك باستخدام الأنقاض بدلاً من شجرة عيد الميلاد، التي ترمز إلى الدمار في غزة.
وفي وسط هذه الأنقاض، وضع طفل ملفوفاً بالكوفية الفلسطينية، حيث ترمز الكوفية إلى الهوية الفلسطينية والنضال ضد الاحتلال، بينما تمثل الأنقاض الدمار في غزة.
كذلك، أعلن مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، عدم تقبل المعايدات في رأس السنة الميلادية لهذا العام، والاكتفاء بالصلوات الكنسية.
وأوضح المجلس، أن قراره يأتي احتراماً لأرواح الشهداء في غزة، وعموم فلسطين، وتعبيراً عن التضامن مع الأهل فيها، في ظل استمرار معاناتهم؛ بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم.
في غضون ذلك، قرر رؤساء الكنائس في العراق، إلغاء مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد والسنة الجديدة، واقتصارها على الصلوات والطقوس الكنسيّة، احتراماً لضحايا قره قوش والحرب الدامية في الأراضي المقدسة.