د. هبة سعد الدين,
بين الضجيج والفيضان والترحيب بالحلقة الأخيرة من مسلسل "فريندز" امتدت رحلة النهاية، ربما أتت بواقع متخيل يعتمد على تطورات الأحداث العالمية التى تتمنى الموت لأمريكا فى أوراق أسقطتها إحدى الطائرات؛ ليختزل الحوار أن هناك أوراق أخرى ربما باللغة الإيرانية او الكورية؛ لكننا رأينا النسخة العربية واختصر الحوار "أن أمريكا صنعت الكثير من الأعداء"!!
ذلك ما جاء فى فيلم "اترك العالم خلفك" الذى تصدر المشاهدة منذ عرضه على منصة نيتيفلكس والمأخوذ عن رواية بنفس العنوان للكاتب الأمريكى رومان علم؛ تصدرت كذلك المبيعات وتُرجمت إلى عشرين لغة منذ صدورها عام 2020، ربما اختزلت الإجازة لهذين الزوجين ووصول غريبين؛ أحدهما صاحب المنزل الذى تم استئجاره والأخرى ابنته؛ ورغبتهما البقاء فى المنزل مع الأسرة المستأجِرة التى تضطر للقبول بهذا الواقع المفروض؛ بعد رؤيتهم اصطدام سيارات "تسلا" بما قبلها من سيارات؛ ليُغلق الطريق تماما وتختفى فكرة العودة للمدينة!!
لقد جاءت الحوادث المتتالية تتدرج نحو النهاية؛ فها هى سفينة تقتحم الشاطىء، يتبعها انقطاع للتواصل الإنترنتى بكل صوره، وأصوات لا يمكن احتمالها، ثم طائرة تسقط على الشاطئ، وبين هذا وذاك قطيع من الغزالان ؛يخافه البعض وتراه طفلة رسالة لاقتراب النهاية عليها أن تتبعها ولا تنتظر؛ لتكون أول الناجين عندما تصل لمنزل استعد لهذه اللحظة بالطعام والطاقة البديلة ومواد الترفية، فشاهدت ما أرادت؛ الحلقة الأخيرة من مسلسل "فريندز"!!
هكذا توالت أحداث الفيلم المأخوذ عن الرواية والذى يطرح حالة الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية بصورة واضحة لا لبس فيها؛ بعيدا عن التكهنات أنها حالة طارئة؛ فها هو الانهيار واضح على الجانب الآخر.
لقد اتخذ الفيلم منذ البداية حالة "الإشارات" التى تتعدد تفسيراتها والتى يصعب على الموجودين فهمها ؛ مثلما كانت الأوراق التى تهبط من الطائرة متمنية الموت لأمريكا ومكتوبة باللغة العربية، ونعرف أن هناك غيرها بلغات أخرى وكلها غير مفهومة لهم لولا علامة "الموت لأمريكا"!!
فهل كان يقصد المخرج والكاتب سام إسماعيل الأمريكى ذو الأصول المصرية أن نرى الأوراق باللغة العربية؟؟ وكذلك المنتجان المشاركان باراك وميشيل أوباما؟؟ والإشارة فى ذات الوقت لوجود أعداء آخرين؟؟ وهل اختارت نيتفليكس عرض الفيلم فى هذه الفترة بالتحديد؟؟ أم أن أمريكا هى التى تستمر فى جذب المزيد من الراغبين فى الموت لها؟؟؟على كل الأحوال عرفنا "النهاية" وسنشاهد الحلقة الأخيرة من مسلسل "فريندز".