أكدت صحيفة (واشنطن بوست) أنه بالرغم من أن عام 2023 شهد العديد من الحروب المدمرة و الأوضاع الصعبة في مناطلق عديدة أبرزها أوكرانيا وقطاع غزة ، إلا أنه شهد الكثير من الإنجازات و التطورات الإيجابية ولاسيما بمجال البحث العلمي والطب .

وقالت الصحيفة - عبر موقعها الإلكتروني اليوم - إن أبرز الأحداث الطبية كان في أكتوبر الماضي، حيث وافقت منظمة الصحة العالمية على لقاح الملاريا، وهي المرة الثانية التي يتم فيها إنتاج لقاح ضد المرض؛ وتتوقع أن يكون اللقاح - الذي يتكلف ما بين 2 إلى 4 دولارات للجرعة الواحدة وثبت أنه يقلل الأعراض بنسبة 75% بعد ثلاث جرعات خلال عام - متاحا بحلول منتصف عام 2024.

كما ذكرت الصحيفة الأمريكية أن اثنين من علاجات داء الخلايا المنجلية حصلا على الموافقة، ففي ديسمبر الجاري وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أيضًا على علاجين لمرض فقر الدم المنجلي، والذي يسبب ألمًا شديدًا مستمرًا .

كما منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أيضًا الموافقة الكاملة لأول مرة، على دواء يقلل وتيرة أعراض مرض "الزهايمر" ، وهو ما يمثل علامة فارقة بعد سنوات من التجارب الفاشلة ، حيث يعد الزهايمر من أكبر المخاوف الصحية في البلدان التي تعاني من نسبة كبيرة من شيخوخة السكان؛و يكون له تأثير مدمر بحرمان كبار السن من القدرة على المشاركة في النشاطات اليومية.

وفي المجال البيئي، لفتت "واشنطن بوست" إلى أن عام 2023 شهد العديد من التطورات، ففي مايو اتفقت أكثر من 190 دولة على معاهدة لحماية التنوع البيولوجي لمحيطات العالم خارج الحدود الوطنية، بعد أكثر من عقدين من المحادثات ، وفي يونيو الماضي تبنت الأمم المتحدة هذه المعاهدة .

كما تراجع إزالة الغابات في البرازيل والذي وصول إلى أعلى مستوى منذ 15 عامًا .. فمع تولي الرئيس "لويز إيناسيو لولا دا" الحكم في يناير الماضي، شهدت الستة أشهر الأولى من حكمة طرد الآلاف من عمال مناجم الذهب غير الشرعيين وانخفضت نسبة إزالة الغابات إلى 50%.

واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها أنه حتى خلال عام مليئ بالأخبار السيئة ، كان هناك بعض اللحظات الإنسانية، ففي الوقت الذي سيطرت المعاناة على عناوين الأخبار ، تجلت نماذج الكرم والعطف بأبهى صورها وسط الأزمات والمآسي، ففي مارس هذا العام ، دمرت الأعاصير ولاية ميسيسيبي، وقام بعض اللاجئين الأوكرانيين برحلة استغرقت 16 ساعة لتوزيع المياه على ضحايا الكارثة.

وفي أكتوبر الماضي بينما كانت ضابطة الشرطة المكسيكسة أريزبث ديونيسيو أمبروسيو تقوم بإزالة الأنقاض بعد اجتياح إعصار أوتيس المكسيك، كان بين الضحايا امرأة مع طفلها الرضيع الذي يبكي جوعا ، فعرضت عليها الضابطة - التي كان لديها طفل رضيع أيضا - أن تقوم بإرضاع الطفل الجائع لتهدئته ، وهي لحظة تعاطف إنسانية احتلت عناوين الصحف العالمية، وأدت لحصولها على ترقية بعملها.