رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مصر بتفرح.. رغم أنف المشككين

15-1-2017 | 00:29


مهما كتبنا ومهما غطينا صحفيا وإعلاميا عن قناة السويس الجديدة، لا نجد إعلاما يكفى هذا الإنجاز الذى يساوى ناتج حفرها ٢٠٠٠ مرة بحجم هرم خوفو و١٣ مرة بحجم السد العالى، كل هذا فى١٢ شهرا فقط، كم قالت إحصائيات الفريق مميش ذلك «الرجل الذى لا ينام» لذلك نحن نجد أنفسنا أمام منتج كامل المواصفات لا ينقل وهمًا ولا تضليلًا.

هذا المنتج وجد طريقه إلى التسويق العالمى بسهولة لأنه بالفعل يقدم خدمة للتجارة العالمية، ونحن نعلم أن البيزنس العالمى يجيد البحث عن الأداة التى توفر عائدا أو مصلحة تصب فى خانته توافقا مع كلمات الرئيس السيسى الذى يدعو التوكيلات والشركات الملاحية العالمية للإبحار من قناة السويس بسلام، ويعلن أنها هدية للعالم؛ لأن القناة الجديدة توفر بالفعل للتجارة الخارجية مليارات الدولارات من وفورات الانتظار للناقلات العملاقة التى تمر من القناة.

 صحيح أن حجم التجارة الخارجية العابرة من قناة السويس سوف يصل إلى١٥٪ ليتحقق حلم المصريين بأن٧٠٪من موازنة الدولة تحققها القناة الجديدة والقديمة ومشروعات محور التنمية فى السنوات القادمة، عندما يرتبط نشاط النقل البحرى بمشروعات التجميع والميزات الإضافية واللوجستيات التى تغذى المنطقة العربية والإفريقية، خاصة أن القناة أصبحت ذات غاطس يستوعب سفنًا بأعماق تصل إلى ٦٦ قدمًا لتصبح أكثر جذبا من الموانئ المنافسة، وسوف تقضى على لوجستيات أشدود وحيفا.

أما حديث الأنفاق الستة ستكون هى البوابة الحقيقية لتعمير سيناء الذى طال كثيرا، خاصة بعد أن تأكد للجميع مفهوم المواجهة الشاملة للإرهاب على أن تصبح المواجهة الأمنية جزءًا منها بجانب المشروعات التنموية، التى يجب أن يسارع إليها رجال الأعمال المصريون لتصبح مشاركتهم فى مواجهة الإرهاب حقيقية لأن دراسة التنمية الشاملة أكدت ضرورة وجود أكثر من ٥ ملايين مواطن فى السينائيتين خلال الـ ١٠ سنوات القادمة من خلال مشروعات التنمية التى ستقام فى سيناء وتجذب البشر بعد أن بات الإرهاب محسورا فى مثلث رفح وزويد، وأن المسافة بين هذه المنطقة وبين قناة السويس ٢٠٠ كيلو متر كلها آمنة لكى يتحقق مفهوم الجدوى الاقتصادية بجانب القيمة الاجتماعية؛ لأن الجميع شركاء فى التنمية الدولة ورجال الأعمال.

 ملامح الفرحة مرسومة على وجوه المصريين بعمل وطنى اقتصادى تنموى يؤكد أن الحلم أصبح حقيقة بقناتهم الجديدة، الذى جاء افتتاحها مواكبا لزيادة قدرة سلاح الجو المصرى بصفقة طائرات الرافال الجديدة التى لم تفصلها ٩ أيام عن صفقة طائرات «اف١٦» الجديدة وفرقاطات البحرية المتطورة الوحيدة فى المنطقة ومحطات نووية جديدة، والتى تعطى رسائل لعلاقات دولية جديدة علاوة على مليون فدان زراعية جديدة وطرق جديدة ومشروعات قادمة فى الطريق، الأمر الذى نرى فيه أنفسنا بالفعل أمام بناء جديد للدولة المصرية يمكننا من التباهى به أمام كل الدول الكبرى ردعا عسكريا واقتصاديا.

بالرغم من هذا البناء الجديد لمصر إلا أنه ما زال هناك القديم البالى، الذى يجب أن تتخلص منه مصر على وجه السرعة وهو ترهل الجهاز الإدارى فى الدولة، الذى يملأ الدواوين والإدارات والمديريات الحكومية، ويشوه كل جديد ويعكر صفو المصريين بهذه المشروعات القومية الاستراتيجية الجديدة، وما زال لدينا موظفون حكوميون يتمتعون ببطء الإجراءات وتعطيل القوانين فى ظل قرارات إدارة محلية مميتة لا تخدم المواطن، ويجد الموظف فيها الثغرات التى تمكنه من عذاب المواطن، ونحن نعترف أن الحكومة فشلت بالفعل فى مواجهة هذا الترهل الإدارى، ومازالت الكفاءات لاتحكم مواقع العمل، والمعايير يتم تلبيسها لقيادات تأتى بالمحسوبيات، وإذا تولى محافظ إيجابى مثلا محافظة ما تجده أمام شلة من الموظفين والسياسيين ورجال الأعمال فى المحافظة تصفى حسابات من مجموعات أخرى داخل الإقليم لا يعلم المحافظ توجهها أونيتها، وتسير الأمور فى طريق الشللية دونما أن يدرى المحافظ ويتصور أن من حوله شرفاء لذلك أصبحت خطورة هذه الإدارات والدواوين على مصر لا تقل عن خطرًا عن التنظيمات الإرهابية فى هدم الدول وقصقصة الالتفاف الجماهيرى حول القيادة السياسية الناجحة بسبب عذاب البشر بين هؤلاء الموظفين الذين يحترفون الالتفاف حول الخدمات التى يتلقاها المواطن.

من هذا البناء الجديد لمصر الذى يملأ العين والفم لابد من التخلص من خفافيش الإخوان، التى مازالت توزع منشوراتها ليلة افتتاح القناة، وتبث سمومها، وتشكك فى هذا الإنجاز التاريخى فى محاولة منهم لإفساد الفرحة على المصريين.

أمس فقط أبلغنى أقاربى فى بلدة كفر سعد أن سيدتين منقبتين تنتميان للجماعة الإرهابية تحركا فجرا لتوزيع منشورات أسفل أبواب المنازل وعلى شبابيك العقارات تشكك فى افتتاح القناة وفى موافقف القيادة السياسية، ونجح شباب البلدة فى الإمساك بهما وتسليمهما لقسم شرطة كفر سعد.

إنهم الإخوان الذين شككوا فى عبد الناصرأثناء بناء السد العالى وقالوا عنه سد الخراب.. ها هم من جديد يشككون فى قناة السويس، ويشككون فى الشهادات العالمية فى اعترافهم بأنها هدية للعالم وللرأسمالية العالمية .

هناك جدوى فعلية أقولها مبكرا إن افتتاح القناة وتدوير مشروعاتها فى محور التنمية ستكون الضربة القاضية لهذه الجماعات الظلامية التى تجد نجاحا فعليا على الأرض لدرجة يستفيد منها عائلاتهم وشبابهم أنفسهم لأنهم يندسون رغم تشويههم للمشروع طالبين فرص العمل بها مثل باقى المصريين لأنهم قادرون على التلون فى أى مكان، وأرى أنهم سيتوارون قريبا عن المشهد، ويؤمنون بفشلهم وإيمانا بنجاح القيادة السياسية التى تبنى مصر ولا تخونها ولا تبيعها كما كانوا يفعلون، فالمشهد يشير بوضوح إلى أن مصر فرحانة رغم أنف المشككين.

كتب : مجدى سبلة