قصة كلوت بك.. صاحب فكرة تأسيس مدرسة الطب
في عام ١٨٢٥ عقد الوالي “الباشا” محمد علي اجتماعاً أو مقابلة مع طبيب فرنسي شاب اسمه أنطوان باريثليمي كلو وهذا الطبيب الشاب كما يذكر أستاذ التاريخ د. خالد فهمي في مقال بحثي له عن تاريخ قصر العيني نشر بموقع البديل.
سيكون هو صاحب الشأن في تأسيس المستشفي بل وتأسيس الطب الحديث في مصر وهو الذي عرف عند المصريين باسم “كلوت بك” وكانت هذه المقابلة التاريخية قد تمت بناء علي طلب من محمد علي من السفير الفرنسي رغبة منه في تقديم طبيب ماهر لكي يعالج مصابي الحملات العسكرية ويقلل من حجم الخسائر الفادحة في الأرواح خاصة عند حملة محمد علي علي شبه الجزيرة العربية والسودان واليونان حيث تبين للباشا أن المرض يفتك بالجنود في المعسكرات وأن عدم وجود رعاية طبية أدي إلي هلاك أعداد كبيرة.
وكما تقول الروايات التاريخية أبهر الطبيب الفرنسي الشاب كلو الباشا ووافق فوراً علي فكرته علي تأسيس خدمة طبية علي أسس أوربية وتحديداً فرنسية حيث كانت فرنسا من أكثر البلدان الأوربية تطوراً في الطب وكانت البداية بالتلاميذ أو الطلاب المصريين للقبول بمدرسة الطب التي تأسست في عام ١٨٢٧ في منطقة أبي زعبل بجوار معسكر كبير للجيش بعد عامين كاملين من التجهيزات لإنشاء المدرسة العليا وتم تعيين “كلو” مديراً لهذه المدرسة والذي هو معروف باسم “كلوت بك” وتقرر قبول التلاميذ من الأزهر ممن يجيدون اللغة العربية وتم إرسال ١٢ طالباً إلي فرنسا للارتقاء بمدرسة الطب الجديدة.
وبعد ١٠ سنوات من تأسيس مدرسة الطب بأبي زعبل أقنع كلوت بك الباشا محمد علي بنقل المدرسة والمستشفي عند قصر العيني واحتفظ بهذا الاسم حتي يومنا هذا.
وأصبح منذ ذلك الحين مركزاً طبياً متكاملاً، ساعد بجانب اهتمامه بالشق العسكري بتحسين الأحوال الصحية للمصريين وساعد في الحد من وبائي الكوليرا والطاعون.
وكان قصر العيني أهم وأنجح مؤسسة عرفتها مصر في القرن التاسع عشر وقامت كلية الطب بعدد هام من المشروعات فبجانب تعريب الطب، قام بالارتقاء بمستوي معيشة المصريين.