رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"العوضي" في "الإسكندراني" يفوق التوقعات

6-1-2024 | 21:12


مها متبولى,

قدم المخرج خالد يوسف  في فيلم  "الإسكندراني" خطوط درامية متشابكة وشخصيات حية تتغير مصائرها وردود أفعالها بشكل مفاجىء وصادم تبعا لتغير الأحداث.

وأنا اختلف كثيرًا مع من يعتبرون العمل فيلما شعبيا فهو مذكرة احتجاج قديمة / جديدة  بتوقيع أسامة أنور عكاشة، حيث أن قيمة الفيلم  من وجهة نظري تتجلى في بعده الرمزي، وأن كانت قد برزت فيه مشاهد الأكشن ليواكب إيقاع العصر، حيث القتال الضاري بالسلاح الناري في تجربة سينمائية من المسافة صفر.

وقد ظهرت بوضوح دقة المخرج في اختيار الممثلين ، وخاصة بالنسبة للفنان احمد العوضى الذى اختاره لتجسيد شخصية الابن الضائع "بكر الإسكندراني".

ذلك الابن المعبر عن جيل الشباب المأزوم اجتماعيا وانسانيا في ظل الانفتاح الاقتصادي خلال حقبة الثمانينات وما بعدها.

وتميز العوضي في تجسيده للدور بشكل كبير، وكأنه قد فصل على مقاسه تفصيلا ، وخاصة بوجهه المشدود وملامحه العنيدة ونظرات عينيه القلقة، وطريقته الطبيعية في الحركة والكلام وارتداء الملابس العادية، إلا أنه لم يكن عاديا في الأداء كان ممثلًا بدرجة أكبر مما أتوقع بكثير .

ونجح المخرج أيضا في تقديم شخصية الأب "على الاسكندراني"/ بيومي فؤاد في دور تراجيدي بعيدا عن الكوميديا ، وهو  دور في رأيي من أحسن أدواره التمثيلية ، سواء من ناحية الحركة والأداء والالقاء ، حتى  انفعاله في أكثر المشاهد حدة جاء واقعيا وصادقا بعيدا عن أية مبالغات ميلودرامية.

وأرى أن الفيلم يعتمد على المونتاج المتوازي بين حركة الاب المتصالح مع نفسه ومع الأخرين والابن الذي يصارع نفسه والآخرين معا ، ولا يقبل القسمة على اثنين .

وهذا المونتاج المتوازي هو استخدام درامي وليس لمجرد دفع الأحداث ، حيث يتفجر الصراع بشكل أوسع بين الأصالة والانفتاح الاستهلاكي الشرس بما فيه من قوة وعنف يجرف في طريقه كل شىء جميل

ويحسب لخالد يوسف أنه يحكم إيقاع المونتاج بقوة مع المونتير عمرو عاكف ويطرح رؤيته البصرية في العمل بشكل لافت سواء من جهة اختيار الكادرات المميزة أو التركيز على انفعالات الممثلين وتعبيرات وجوهم ، وادارتهم ، على الرغم من تنوع المشاهد وتوزعها بين الأكشن والاستعراض ، وما بها من كثرة المجاميع .

وقدمت الفنانة زينة في الفيلم دورا مهما وصلت به إلى مرحلة جديدة من النضج الفنى من جهة معايشة الشخصية وتجسيد انفعالاتها ، بشكل انعكس تأثيره العميق على المشاهدين.

كما اعتقد أن الممثلة تسنيم هاني قد لفتت إليها الأنظار في دور "إلينا" بوجهها الصافي واحساسها وأدائها المعبر ، وحضورها الجذاب أمام الكاميرا، مما يجعلني أعتبرها  إضافة مهمة لعمل سينمائي استثنائى.