كيف علق العالم على محاكمة إسرائيل بالعدل الدولية.. وما المنتظر في جلسة اليوم؟
تعقد محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الجمعة، جلسة الإستماع الثانية، الخاصة بالدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بشأن انتهاكاتها بحق سكان قطاع غزة، التي ترتقي إلى جرائم إبادة جماعية.
وتسعى جنوب أفريقيا من خلال دعوتها التي تتكون من 84 صفحة تتضمن أدلة، الوصول إلى فرض أوامر ملزمة بما في ذلك أن توقف إسرائيل حملتها عسكرية، ووقف أي أعمال إبادة جماعية.
ومن المقرر أن تشهد جلسة اليوم، تقديم فريق إسرائيل القانوني دفاعاته في الاتهامات المقدمة ضد تل أبيب، حيث استمعت المحكمة خلال الجلسة الأولى، أمس الخميس، لمرافعة الفريق القانوني لجنوب أفريقيا، والذي أكد على أن "نية ارتكاب جرائم إبادة متوفرة لدى جميع المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل".
وأرسلت إسرائيل فريق قانوني قوي للدفاع عن عمليتها العسكرية التي تشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية.
وعلى الرغم من ذلك، أكدت الصحافة الإسرائيلية على وجود خشية جدية في المؤسستين الأمنية والنيابة العامة الإسرائيليتين من أن توجه محكمة العدل الدولية اتهامات إلى إسرائيل بالإبادة الجماعية.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية أن أي حكم ضد إسرائيل مهما كانت طبيعته قد تترتب عليه عواقب دبلوماسية وسياسية وخيمة.
وأشارت إلى أنه من شأن حكم ضد إسرائيل أن يؤثر في سير الحرب المستمرة ضد حركة حماس، ومن هنا يتعين على إسرائيل أن تشعر بالقلق من خطر يتهددها قد يأتي من لاهاي.
ووصفت إسرائيل محاكمتها في لاهاي "بالنفاق الأكبر" في التاريخ، وأنه قائم على افتراءات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة، على حد وصفها، مضيفة أن "جنوب أفريقيا تقوم بدور الذراع القضائية في خدمة حماس".
في المقابل، قالت الخارجية الفلسطينية، إن نقاشات محكمة العدل الدولية وضعت العالم مرة أخرى أمام حقيقة الجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، ومنها الإبادة الجماعية الحالية، فضلاً عن كل الانتهاكات منذ 75 عاماً.
من جهته، قال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، إنه "لم يشعر قط بالفخر الذي يشعر به اليوم"، تعليقاً على أولى جلسات محاكمة إسرائيل بالعدل الدولية.
وأضاف رامافوزا، أن هدف بلاده من فتح دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، هو وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وتابع:"بينما كان محامونا يدافعون عن قضيتنا في لاهاي، لم أشعر قط بالفخر الذي أشعر به اليوم وأنا أرى رونالد لامولا، ابن هذه الأرض، يدافع عن قضيتنا في المحكمة".
وأكد على أن الخطوة التي اتخذتها بلاده محفوفة بالمخاطر، معقباً "نحن بلد صغير ولدينا اقتصاد صغير قد يهاجموننا، لكننا سنظل متمسكين بمبادئنا".
في غضون ذلك، قالت الخارجية الأميركية إن "الادعاءات بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية لا أساس لها من الصحة".
وأضافت، أن من يهاجمون إسرائيل بعنف هم في الواقع من يواصلون الدعوة الصريحة إلى محوها عن الخارطة وقتل اليهود بشكل جماعي.
وأكد بيان الخارجية الأميركية على ما وصفه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه أعمال حماس "الإرهابية".
ومحكمة العدل الدولية هي أعلى هيئة قانونية تابعة للأمم المتحدة، تأسست عام 1945 للتعامل مع النزاعات بين الدول.
وتتعامل هيئة محكمة العدل الدولية -المؤلفة من 15 قاضيا والتي سيضاف إليها قاض واحد من كل طرف في قضية إسرائيل- مع النزاعات الحدودية والقضايا المتزايدة التي ترفعها الدول لاتهام بلدان أخرى بانتهاك التزامات معاهدة الأمم المتحدة.
ووقعت كل من جنوب أفريقيا وإسرائيل على اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، التي تمنح محكمة العدل الدولية الاختصاص القضائي للفصل في النزاعات على أساس المعاهدة.
وتلزم اتفاقية الإبادة الجماعية جميع الدول الموقعة ليس فقط بعدم ارتكاب الإبادة الجماعية، طط بمنعها والمعاقبة عليها. وتعرّف المعاهدة الإبادة الجماعية بأنها "الأفعال المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية".