تلعب العملات دورًا محوريًا في التجارة والاستثمار الدولي، بالاقتصاد العالمي المترابط اليوم، حيث يعد سوق الصرف الأجنبي المعروف باسم الفوركس بمثابة العمود الفقري للمعاملات المالية العالمية، فهو يسهل التجارة الدولية ويمكّن المستثمرين من المضاربة على تحركات العملة ويسمح للحكومات بإدارة سياساتها النقدية.

فعند تعليم التداول فيعد فهم العوامل المؤثرة على أسعار الصرف والمخاطر المرتبطة بتداول العملات الأجنبية أمرًا ضروريًا للأفراد والشركات الذين يتنقلون في المشهد المالي الدولي، ومع استمرار تطور الاقتصادات العالمية سيظل سوق الصرف الأجنبي ساحة حاسمة لتداول العملات والمعاملات المالية الدولية.

ما هو الفوركس؟

يشير النقد الأجنبي إلى تحويل عملة إلى أخرى والتي تُسهل حركة التجارة الدولية والمعاملات عبر الحدود، سوق الفوركس هو أكبر سوق مالي على مستوى العالم وهو المكان الذي يتم فيه شراء وبيع وتبادل العملات بأسعار صرف متقلبة، يتميز بأنه سوق مفتوح يعمل على مدار 24 ساعة في اليوم وخمسة أيام في الأسبوع، مما يتيح التداول المستمر عبر مناطق زمنية مختلفة.

أهمية الفوركس:

ويلعب سوق الفوركس دورًا حيويًا في تسهيل التجارة الدولية من خلال توفير السيولة وتمكين الشركات من تحويل العملات لإجراء المعاملات، كما أنه بمثابة منصة للمضاربة حيث يسعى المتداولون والمستثمرون إلى الاستفادة من التغيرات في أسعار الصرف، بالإضافة إلى ذلك، تستخدم البنوك المركزية والحكومات الفوركس لإدارة سياساتها النقدية وتحقيق الاستقرار في اقتصاداتها المحلية.

اللاعبون الرئيسيون في سوق الفوركس:

أ) البنوك التجارية: تعمل البنوك كوسطاء والتي تقوم بتسهيل معاملات العملة لعملائها، بما في ذلك الأفراد والشركات والحكومات.

ب) البنوك المركزية: تلعب البنوك المركزية دورًا حاسمًا في وضع السياسات النقدية وتنظيم أسعار الفائدة والتدخل في سوق الفوركس لتحقيق استقرار عملاتها.

ج) الشركات والمستثمرين: تشارك الشركات المتعددة الجنسيات في الفوركس للتحوط ضد مخاطر العملة المرتبطة بعملياتها الدولية، في حين يشارك المستثمرون المؤسسيون في تداول العملات لتنويع المحفظة والعوائد المحتملة.

فهم أزواج العملات

أول شيء يجب أن تعرفه عن تداول الفوركس هو أن العملات يتم تداولها دائمًا في هيئة أزواج، وهذا يعني أنه عندما تشتري عملة واحدة فإنك تبيع عملة أخرى في نفس الوقت، على سبيل المثال: إذا قمت بشراء زوج العملات EUR/USD فأنت في الأساس تشتري اليورو وتبيع الدولار الأمريكي.

ويتم تمثيل أزواج العملات برمز مكون من ثلاثة أحرف لكل عملة، الحرفان الأولان يمثلان البلد والثالث يمثل عملة البلد نفسها، على سبيل المثال: رمز الدولار الأمريكي هو USD، يشير الحرف 'US' إلى الولايات المتحدة ويرمز الحرف 'D' إلى الدولار.

وفي زوج العملات تُعرف العملة الأولى باسم العملة الأساسية ويشار إلى العملة الثانية باسم عملة الاقتباس، يمثل سعر زوج العملات كمية العملة المقابلة المطلوبة من أجل شراء عملة واحدة من العملة الاساسية، على سبيل المثال: إذا كان زوج العملات EUR/USD يتداول بسعر 1.20 فهذا يعني أنك بحاجة إلى 1.20 دولار أمريكي لشراء يورو واحد.

كيف يعمل تداول العملات الأجنبية؟

يدور تداول الفوركس بشكل أساسي حول المضاربة على القيمة المستقبلية لزوج العملات، يهدف المتداولون إلى شراء زوج من العملات عندما يتوقعون ارتفاع قيمة العملة الأساسية (زيادة القيمة) مقابل عملة الاقتباس وبيعه عندما يتوقعون انخفاض قيمة العملة الأساسية (انخفاض القيمة)، يُعرف الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع بالاسبريد وهو يمثل الربح أو الخسارة التي يحققها المتداول من تداولاته.

ويمكنك تداول الفوركس إما عبر السوق الفورية أو باستخدام المشتقات مثل العقود الآجلة أو الخيارات أو عقود الفروقات (CFDs)، السوق الفورية هو المكان الذي يتم فيه شراء وبيع العملات بسعر السوق الحالي، وفي الوقت نفسه، تسمح لك المشتقات بالمضاربة على تحركات الأسعار المستقبلية لزوج العملات دون امتلاك العملات الأساسية فعليًا.

العوامل المؤثرة على أسعار الصرف:

تتقلب أسعار الصرف بسبب عوامل مختلفة بما فى ذلك:

أ) المؤشرات الاقتصادية: تؤثر مؤشرات الاقتصاد الكلي مثل الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات التضخم وبيانات التوظيف على تقييمات العملات.

ب) أسعار الفائدة: يؤثر تباين أسعار الفائدة بين الدول على تدفقات رأس المال وبالتالي على أسعار الصرف.

ج) الاستقرار السياسي: يمكن أن تؤثر الأحداث السياسية والانتخابات والتوترات الجيوسياسية بشكل كبير على قيم العملات.

د) معنويات السوق والمضاربات: يمكن أن تؤدي معنويات المشاركين في السوق وتوقعات المستثمرين وأنشطة المضاربة إلى تقلبات قصيرة المدى في أسعار الصرف.

المخاطر والفرص في تداول العملات الأجنبية:

ويمثل تداول الفوركس مخاطر وفرصًا، يمكن أن يؤدي التقلب في أسعار الصرف إلى أرباح محتملة ولكنه يعرض المتداولين أيضًا لخسائر كبيرة، لهذا تعد الإدارة السليمة للمخاطر بما فى ذلك تحديد أمر وقف الخسارة وتنويع المحافظ الاستثمارية أمرًا بالغ الأهمية لنجاح التداول.

بالإضافة إلى ذلك، جعلت التطورات التكنولوجية تداول الفوركس أكثر سهولة، مما مكن الأفراد من المشاركة في التداول من خلال المنصات عبر الإنترنت.

كيف تبدأ تداول الفوركس؟

الآن بعد أن عرفت ما هو تداول العملات الأجنبية، دعونا نلقي نظرة على الخطوات اللازمة لبدء رحلة التداول الخاصة بك.

1 .تعرف على عالم الفوركس: على الرغم من أنه ليس معقدًا للغاية، إلا أن الانخراط في تداول العملات الأجنبية يتطلب معرفة متخصصة وأن يكون لديك التزام قوي بالتعلم المستمر.

2 .إنشاء حساب وساطة: لبدء رحلة تداول العملات الأجنبية، يعد فتح حساب تداول العملات الأجنبية من خلال شركة الوساطة أمرًا ضروريًا.

3 .إنشاء استراتيجية تداول: على الرغم من صعوبة التنبؤ باستمرار بتحركات السوق، فإن وجود استراتيجية تداول سيساعدك في وضع مبادئ توجيهية واسعة وخريطة طريق واضحة لمساعيك التجارية.

4 .إبقاء العين اليقظة على أموالك: يُنصح بالمراجعة اليومية لصفقاتك بمجرد بدء التداول، تقدم معظم برامج التداول بالفعل ملخصات تجارية يومية، تأكد من عدم وجود أوامر معلقة لديك وأموال كافية للتداولات المستقبلية.

5 .اعمل على استقرارك العاطفي: قد يكون البدء في تداول العملات الأجنبية مضطربًا عاطفيًا ويتركك مع أسئلة دون إجابة، قم بتطوير الانضباط لإغلاق المراكز عند الضرورة لإدارة عواطفك بشكل فعال.